المخيلة لدى الطفل

الطفل كائن بشري صغير وهبه الله سبحانه وتعالى قريحة عجيبة…ملكة فكرية يستطيع بها ابتداع الكلام وإبداء الرأي والتعبير بالحركات…ومخيلة زاخرة التصورات…والمشاهد الغير مرئية…إنها قوة القدرة الفطرية وهي القوة الذاتية الخارقة التي تخيل له الأشياء، وتصورها له في أحسن صورة وأجملها…بل وفي أكمل تجلياتها…إنها مرآة عقله الصافي الذي لم تشبه شائبة،…وهي الأداة التي تهيئ له تجاوز ظروف الواقع الحياتي…المعيشي…وحدود الزمان والمكان، وتطلق عنان روحه الخلاقة لإظهار الأفكار…والعواطف والتعبير عن رغباته إما بالكلام كالرطن، أو بالحركات كالاشارة، أو بالتعبير بقسمات الوجه كالبرطمة…او عن طريق البكاء…وتصور تحقيقها وحدوثها...عقل الطفل ككل العقول البشرية، إلا أنه لا زال خاما ان صح التعبير، على طبيعته صفحة بيضاء…لم يصقل بعد…ولم يتأثر بعد بالعوامل الخارجية في محيطه الضيق، او الخارجي لذا مخيلته التي تخيل له الأفكار التي أوحى بها نشاطه الذهني…وتيسر له الاستعداد النفسي لها بما ينبغي من عُدة لخلق أفكار أو صور عن عوالم من أشخاص غير واقعية كليا أو جزئيا، وذلك بدء من عناصر يستمدها العقل من إدراكاته الحسية الفردية لمحيطه الضيق…وللعالم الخارجي…فينصهر في عالمه الإبداعي بكل تلقائية…وحماس عجيب…غريب ومخيلته الزاخرة محفزة له ونشاطه الذهني يدفعه…

 الأديبة و الكاتبة المسرحية والناقدة و الشاعرة فوزية بن حورية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here