حاجز بشري يؤمن بسطات السلاح فـي سوق مريدي

بغداد/ حسين حاتم

بجوار اثاث مستخدم معروض للبيع في أحد اطراف سوق مريدي، يضع شاب ذو لحية كثة مسدس في جيبه، ويمسك بيده اليمنى سلاحا رشاشا فيما يملأ سرواله بالذخيرة الحية.

وفي وسط الشارع، يضع رجل أربعيني يدعى أبو أحمد على رف خشبي عشرات الانواع من الذخيرة الحية حديثة الصنع و3 مسدسات من ماركات مختلفة.

ومثل ابو أحمد، وصاحب اللحية الكثة، يتجمع العشرات في فرع سوق الاخشاب التابع لسوق مريدي، وهم يعرضون مختلف الاسلحة وقنابل يدوية للبيع.

ويتحصن باعة السلاح وسط رواد السوق المختلفين الذين يكونون حاجزا بشريا يصّعب وصول القوات الامنية إليهم بسرعة.

كذلك يعتمد الباعة على مصادر من اطرف السوق وداخل قواطع القوات الامنية تبلغهم باي حملة قبل انطلاقها.

ويقول باعة ومشترون لموفد (المدى) الذي تجول في السوق ان حماية السوق تتم بطريقتين؛ الأولى عبر مسلحين منتشرين في السوق، والثانية عبر مصادر داخل المنظومة الامنية تبلغ بأي حملة تستهدف “سوق السلاح”، مثلما يسمون رواده.

وازدهر السوق مرتين منذ إنشائه، الاولى في 2003 وحتى 2006 حيث سيطر التجار على مخازن اسلحة الدولة مستغلين الاحتلال وانفراط قبضة الدولة، والثانية في نهاية 2014 حيث استغلت أطراف فتوى الجهاد الكفائي والحرب على داعش ليتم تسريب السلاح من الثكنات العسكرية، فضلا عن الاسلحة التي تركها داعش وانتهت بيد الباعة.

وحاولت القوات الامنية ملاحقة “سوق السلاح” لأكثر من مرة منذ 2003 لكنها فشلت في اعتقال التجار.

ويقول محمد احمد، لـ(المدى) إن “القوات الأمنية نفذت حملات عديدة في السوق انتهت بمصادرة كميات كبيرة من الأسلحة في عام 2017، لكنها لم تتمكن من القاء القبض على الرؤوس الكبيرة إذ تصلهم المعلومات قبل موعد الحملة بفترة وجيزة”.

حملة التفتيش اسفرت عن مصادرة أسلحة مختلفة، أبرزها قاذفات آر بي جي 7 وقنابل يدوية، وأسلحة رشاشة، ومسدسات وكواتم للصوت، وعتاد بكميات كبيرة، بحسب أحمد. بدوره، يقول عباس وحيد لـ(المدى) إن “أكثر الأسلحة مسربة من مخازن القوات الامنية، إضافة إلى الأسلحة والعتاد التي يعثر عليها في مناطق المعارك او التي يتركها داعش وتصبح غنائم حرب”.

ويضيف وحيد أن “السوق لم يقتصر على بيع السلاح بل شمل أجهزة الاتصالات اللاسلكية وانواع العتاد والقنابل”.

وقبل نحو عامين حدث نزاع عشائري في احد الاحياء الزراعية التي تجاور مدينة الصدر من الناحية الشرقية، استخدمت فيه طائرات مسيرة ثبتت عليها عبوات ناسفة، لتكون عبارة عن طائرات انتحارية.

ويتذكر السكان هناك كيف هدمت هذه الطائرات 3 منازل كانت خالية من السكان وأحرقتها. ويعتقد السكان هناك ان مصدر الطائرات كان تجار السلاح في سوق مريدي القريب!

نور علاء، احد المختصين ببيع الاسلحة في سوق مريدي يقول لـ(المدى): “زبائننا ليسوا مواطنين عاديين فقط فمنهم مسؤولون في الحكومة وضباط برتب عالية”، مضيفا أن “طلب الزبائن يزداد على الأسلحة الخفيفة مثل المسدس الذي يصل سعره الى 2000 دولار”. وكانت قيادة عمليات بغداد قد قالت انها تعتقل كل من يخالف قوانين حمل السلاح او بيعه والاتجار به. وأشارت الى أنها تقوم بعمليات دهم مستمرة للأسواق التي يشتبه ببيعها للأسلحة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here