ومضات خاطفة : متى سيثور أبناء المناطق الغربية أسوة بالجنوبيين والشماليين ؟

ومضات خاطفة : متى سيثور أبناء المناطق الغربية أسوة بالجنوبيين والشماليين ؟

بقلم مهدي قاسم

ها هم أبناء الإقليم ينضمون إلى أبناء المناطق الجنوبية والوسط و بغداد في تظاهراتهم حاشدة وعارمة ضد الفقر و البطالة و الفساد المسيطر و المنتشر ، وهم ايضا يقدمون كوكبة من شهداء في سبيل تحقيق مطالبهم ، بعدما انتظروا طويلا تحسن الظروف و الأوضاع من تلقاء نفسها ،ولكن عبثا انتظروا بكل صبر طويل وجميل ..

وذلك لأن رموز الفساد الموجودة المتنفذة منذ سنوات طويلة هي نفسها في كل الإقطاعيات المحددة مذهبيا و قوميا ، وإن كانت بمسميات مختلفة :

ـــ ففي مناطق الوسط والجنوب تجري عمليات الفساد واللصوصية و التخدير الجماهيري باسم حماية الدين والمذهب ضد” الهجوم الجوكري ” المتربص ليلا ونهارا ؟!! ، بينما في مناطق الإقليم تُمارس مظاهر الفساد باسم القومية والاستقلال أو الانفصال ، حيث ثمة عائلات إقطاعية و متنفذة بحدود عدد الأصابع تعيش منعزلة عن بعضها في قصور ورفاهية ملكية خيالية ، وهي تهيمن على السلطة وتقسيم المناصب والمغانم فيما بينها و ضمن كانتونات شبه مستقلة تماما واحدا عن الآخر ..

و إذا كانت أربيل تعد عاصمة للعائلة البارزانية المتسلطة على كل كبيرة و صغيرة هناك ، فأن السليمانية تعتبر عاصمة ــ بامتياز حق مكتسب سياسيا ــ للعائلة الطالبانية ضمن اتفاق مسلم به كتحصيل حاصل غير قابل للرد أو المراجعة !!، وعلى نفس المنوال تجري عملية تقسيم الواردات النفطية المهربة وكذلك واردات المداخل الجمركية ..

طيب وماذا عن أبناء المناطق الغربية والموصل ؟ ..

لماذا هذا السكوت والصمت والتفرج السلبي من قبلهم ؟..

فهل فعلا أن الأمور جيدة وممتازة عندهم إلى هذا الحد الإيجابي والرائع من كثرة فرص عمل وعيش مرفّه وخدمات نوعية وجيدة ، بحيث لا يرون ضرورة للخروج إلى الشوارع والساحات بأعداد حاشدة كبيرة وملفتة للتظاهر ضد الفقر والبطالة وسوء الخدمات ومظاهر الفساد المنتشرة كأذرع أخطبوط جبار ..

أم أن بعضهم لا يستطيع أنه يتصور ويتخيل نشاطاته العقائدية و الفكرية والسياسية إلا ضمن نشاطات تنظيمات “جهادية ــ حسب تعبير بعضهم” مثل ” القاعدة أو داعش الإرهابية ؟!!.

علما أن عددا منهم قد سافر الى بغداد وبعض مناطق الجنوب ليلتحق بالمتظاهرين هناك مدفوعا بوعي وطني أصيل إلى حد استشهاد بعض منهم ..

إذ كان المفروض أن تكون التظاهرات الشعبية من أجل الخبز والعمل والخدمات ومكافحة الفساد ذات طابع شمولي في كل محافظات العراق لتأخذ المسألة طابعا وطنيا عاما على صعيد رفض النظام المحاصصتي اللصوصي وضرورة إصلاحه جذريا وبالكامل ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here