خبر واحد مهم في حياة الناس وتأثيره عليهم، تناقلته وسائل الاعلام من خلال عنوانان مختلفان كل منهما يرمز ويشير الى غاية معينة وهدف ما، لكن مضمونهما واحد لم يتغير، هذا الخبر عاشه الكثير من سكان مدينة اربيل مساء الجمعة 4/12/2020 عندما حدث ازدحام شديد وعرقة سير وصف طويل طويل من السيارات امتد لعدة كيلومترات على الشارع الستيني.
العنوان الاول للخبر(سائق يفقد السيطرة على سيارته ويتسبب بمصرع شخصين في أربيل) وهو ما يوحي الى القارئ او المتلقي لهذا الخبر معنىً ان السائق لا ذنب له او ان سبباً ما او عطلاً او خللاً في سيارته قد جعله يفقد السيطرة على سيارته مما تسبب بمصرع شخصين.
وهو عنوان غير حقيقي لمضمون الخبر وفيه رسالة سلبية لا تنم عن حرفية صحفية او صدق في نقل وتناول الخبرالذي يتبين من ذات المصدر الذي نقل هذا العنوان ما نصه (دهس سائق عدداً من الأشخاص على شارع 60 متري في أربيل، بعد فقدانه السيطرة على سيارته ما تسبب بمصرع شخصين على الفور، وقال المتحدث باسم شرطة مرور أربيل، فاضل حاجي إن الحادث وقع بسيارة بي إم دبليو بسبب السرعة الفائقة الناجمة عن سباق السائق مع سيارة أخرى،وأشار إلى أن الحادث تسبب بمصرع شخصين من بائعي السجائر على الرصيف وإصابة شخص آخر.ووقع الحادث على شارع 60 متري قرب الجامع الأبيض، وأوضح فاضل حاجي أن سيارة بي إم دبليو اصطدمت بالسيارة التي كانت تتسابق معها، ونتيجة لذلك فقد السائق السيطرة، واصطدمت السيارة بأحد أعمدة جسر المشاة، وتابع أنه تم اعتقال سائق سيارة البي إم دبليو فيما لا يزال سائق السيارة الأخرى وهي من طراز آلتيما هارباً).
اما العنوان الثاني للخبر فقد اورده موقع آخر بعنوان(بسبب السرعة الزائدة.. مصرع شخصين بحادث سير في اربيل) فقد بدا اقرب الى الحقيقة والواقع، حيث ان السبب الرئيسي لهذا الحادث المروع هو(السرعةالشديدة والكبيرة) و(التهور والرعونة والاستهتار)الذي كان السائق يتسابق مع سيارة اخرى في شارع مزدحم وفي وقت يمثل الوقت المناسب لاغلب العوائل للخروج والتنزه في يوم الجمعة العطلة الاسبوعية، وقد بين مضمون الخبر توافقا مع عنوانه عندما نص( دهس سائق عدداً من الأشخاص على شارع 60 متري في أربيل، بعد فقدانه السيطرة على سيارته ما تسبب بمصرع شخصين على الفور….).
ومن تحليل مضمون العنوانين اعلاه للخبر الواحد يتبين لنا ان السرعة الشديدة والتهور والاستهتار والتسابق بين سائقي السيارتين هو السبب الرئيسي للحادث المأساوي الذي ادى الى وفاة شخصين من بائعي السيكاير على الرصيف واصابة آخرين، وليس فقدان السيطرة على السيارة والذي ربما يكون لسبب لادخل لارادة السائق فيه.
ان العنوان الصحفي مهم لجذب القارئ ولفت انتباهه لمضمون الخبر او الموضوع الذي يعالجه، لكن الاهم هو الرسالة الاعلامية الايجابية والتوجيهية التي يجب ان يتم ايصالها للناس باهمية الالتزام بقانون وقواعد المرور وان السرعة الشديدة والطيش يمكن ان يحول اي وسيلة نقل سيارة او دراجة نارية من وسيلة نقل الى اداة قتل مروعة، وانه لا أمان لأحد حتى لو كان على الرصيف.
القاضي عضو الادعاء العام
عبدالستار رمضان
اقليم كوردستان العراق
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط