التحدي 

التحدي 
-عندما كثرت أخطاء الحكومة العراقية ولسنوات في كيفية ادارة الدولة وأنتجت هذه الإدارة الفاشلة التي بنيت على أساس المحاصصة والطائفية ،فساداً لم يشهده العراق على مر العصور.
-ماذا فعل المواطن العراقي سواء السياسي منه أو الغير سياسي؟.
بدأ بالمطالبة بضرورة اصلاح الحال وتغيير هذه السياسة.عندما لم تتغير لجأ المواطن الى اسلوب الاحتجاج ورفع الصوت أكثر.عندما لم ينفع هذا الاسلوب قام المواطن بتغيير احتجاجه وبطرق اخرى حتى وصلنا الى انطلاق انتفاضة تشرين المجيدة عام 2019 واستمرارها الى يومنا هذا رغم كثرة عدد الشهداء والجرحى والمخطوفين .
-كل هذه الأمثلة أسوقها لأبين أن الانسان الذي يحمل بداخله قناعات تتعارض مع السائد ويمتلك روح الإصرار والتحدي ومستعداً لدفع ثمن هذه المواقف لا تقف بوجهه عواقب قناعاته.
– بنفس الوقت وجدنا بأن الكثير من الذين لاسباب مختلفة ينظرون الى العواقب قبل أن يقدموا على فعل شيء ما حتى وأن اقتنعوا بأن هنالك أخطاء لابد من تصحيحها ،
نراهم يبررون ضعف مواقفهم هذه بحجج غير مقنعة بل حتى يلومون من يتخذ مواقف أكثر قوة من مواقفهم وتتطور بشكل تصاعدي تبعأ لبقاء الأخطاء السابقة واستمرارها .
-عملهم هذا لا يمكن أن يصنف أكثر من إنه يساهم باستمرار الخطأ وحتى يعطي رسالة واضحة لمن يرتكب الأخطاء بأنه على حق في ممارساته تلك.
-عندما بدأت الكتابة العلنية للمشاكل التي يعاني منها الحزب الشيوعي العراقي ،هل سأل العديد ممن يدافع عن رفض هذا الاسلوب في النقد لأجل تصحيح واقع الحال .
لماذا هذا الاسلوب الجديد في النقد؟
-عندما يطرح البعض بأن الحديث عن الأخطاء وبشكل علني لن ينفع في تصحيح هذه الأخطاء.
طيب هل الحديث بداخل الكواليس ينفع أكثر ؟
ألم يجُرب هذا الخيار ؟إذا كان الجواب بنعم أين هي النتيجة المناسبة لتصحيح هذه الأخطاء؟
-الشعب تحدث كثيرأ عن أخطاء السلطة في الأروقة الداخلية (برلمان ،وزارات ،مجالس محلية ،إجتماعات ) ولم يحصل أي تغيير.هل المطلوب من الشعب أن ينتظر أكثر؟ هل هو مخطئ بانتفاضته هذه؟
ألم تكن الانتفاضة هي الحل الأمثل للرد على عدم قبول استمرار الحال الأعوج للسلطة؟
-عندما يطلب البعض تخفيف النقد العلني لمواقف الحزب الغير مناسبة في بعض الأحداث.كيف يفكرون ؟
الا يدركون بأن السكوت عن هذه الأخطاء يعتبر مساهمة غير مباشرة بقبول استمرار هذه الأخطاء؟ أذا هم يرتضون على أنفسهم هكذا مواقف ولأسباب مختلفة ،لماذا يطلبون من الأخرين القيام بنفس الدور الراضخ للوضع الحالي؟.أذا وصل الحال بالبعض الى التأقلم مع الأخطاء والرضوخ لها وعدم القدرة على فعل شيئا ما ازائها،لماذا يستكثرون على الأخرين محاولة الوقوف بوجه هذه الأخطاء بطرق أخرى؟
-البعض احياناً يطرح بأن الوقت غير مناسب للطرح العلني لهكذا أخطاء لأنها تؤثر على الوحدة الداخلية خاصة وأن أمامنا مهمة كبيرة الا وهي الوقوف بوجه الفساد والمحاصصة.
-هذا الكلام جميل وصحيح لو كنا نمتلك الوحدة الداخلية المتينة المعززة بالثقة والقناعة وهي أقوى سلاح لمحاربة قوى الفساد والمحاصصة.
-السؤال هل نمتلك هذه الوحدة وبالتالي قادرين على القيام بهذه المهمة؟
-هل تتذكرون يوم كانت داعش تحتل العديد من المدن وبدأت القوات العراقية بمختلف مسمياتها تحارب هذه الجماعات الارهابية؟حدثت بذات الوقت 2015 الاحتجاجات الجماهيرية الكبيرة التي كنا محرّكين أساسيين لها.السلطة طالبت بإنهاء هذه الاحتجاجات لأنها تؤثر على معنويات المقاتلين وتشتت قوى الدولة.المتظاهرون كانوا يطرحون بأن المعركة لأجل القضاء على الفساد والمحاصصة لا تقل أهمية عن معركة الوقوف بوجه داعش والقضاء عليه ،بل هي مكملة لها.
– أنا أذ أدين بشدة أية محاولة لاستغلال الأخطاء للتجاوز على الحزب وشخوصه من قبل أي طرف وجماعة وأعتبر أن ذلك مسعى خبيث لأذية الحزب سواء بالنقد الجارح والبذئ أو بغيره من الوسائل، لكني بنفس الوقت لا أستطيع قبول أستمرار هذه الأخطاء والتعكز على انتظار محاولات التصحيح التي لم تأتي ثمارها منذ سنين أو الخشية من العواقب .
*هنالك فرق كبير بين أن تكون قد وصلت لحالة الرضوخ أو التحدي للواقع الذي تعيشه ولا تقبله .أنا أنظر دومأ الى الشباب البسيط الذي نزل للشارع متحدياً السلطة بكل جبروتها ومليشياتها حتى وإن كانت تدعي بأنها من نفس دينه وطائفته لكنه رفضها وتحداها وقبل بكل عواقب هذا التحدي.
-قيل عن الحقيقة
إن سكت متْ
وإن نطقت متْ
فقلها ومتْ !
مازن الحسوني                     2020-12-10

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here