مسند زيد بن علي ( ت 121هـ) مجرد تساؤلات ) !!

مسند زيد بن علي ( ت 121هـ) مجرد تساؤلات ) !! الدكتور مروان خليفات

يعد البعض هذا الكتاب أول مؤلف حديثي في الإسلام، وهو كتاب عظيم عندهم، قال عز الدين بن الحسن : ( وهو أول كتاب جمع في الفقه)
انظر مقدمة مسند زيد بن علي

بالرغم من أهمية هذا الكتاب وكونه مرجعا ، وأول مصدر حديثي لدى الأمة ولدى أتباعه، إلا أن المتابع لا يجد ذكرا لهذا المسند في القرن الثاني الهجري ولا في القرن الثالث الهجري ! ولا قي القرن الرابع الهجري !! ولا في النصف الأول من القرن الخامس الهجري !!

فلم يقتبس منه أحد ولم يشر لذكره احد من مصنفي الفهرستات ولا من غيرهم، لا من الزيدية ولا من السنة ولا من الاثني عشرية ولا من المعتزلة ولا من الاسماعيلية ولا من الإنس ولا من الجن، ثم ظهر فجأة وصار الكتاب الحديثي الأول لدى طائفة معينة !!

فلو رجعت لكتاب الجامع الكافي وهو من أهم المصادر عندهم، قد جمع كتب المتقدمين لا تجد له ذكرا . قال مؤلفه محمد بن علي بن الحسن العلوي ( ت 445ه ) : ( فإنك ذكرتَ لي أنك رأيت الزيدية قبلنا بالكوفة يُعَوِّلون في مسائل الخلاف على مذهب أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والقاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، ومحمد بن منصور بن يزيد المرادي المقرئ رحمه الله تعالى.

وذكرتَ أن أقوالهم متفرقة، ليس يحويها كتاب فيُقْصَدُ، وحاجة أصحابنا الزيدية إلى كتاب يجمع أقاويلهم.

وذكرت أن أكثر ما تعتمد عليه الزيدية من الكتب مصنفات محمد بن منصور …

وسألتَ أن أختصر لك منها كتاباً أجمع فيه بين قول أحمد، والقاسم، ومحمد، وَعُمَداً مما رواه من الأخبار عن النبي، وعن آله عليهم السلام، وَطُرَفاً من قول الصحابة والعلماء ….

ومصنفات محمد التي اختصرت منها هذا الكتاب ثلاثون مصنفاً وهي: … )
انظر : مقدمة الجامع الكافي

فأين مسند زيد من هذا الكتب التي نقل عنها ؟ فهو كتاب جامع كما هو اسمه ، والمفروض أن يجمع يجمع الأقوال المهمة ؟! والمفروض ان الكتاب مشهور مسطور تتناقله الايدي وتحفظه العقول ؟! فما سبب عدم ذكره ونقله عنه ؟!

قد يتذرع البعض بوجود سند له ، لكن المشكلة تبقى قائمة، فمن المستغرب جدا أن لا يذكر المسند أحدٌ من أئمتهم وعلمائهم طيلة قرون عديدة ثم يظهر فجأة ليحتل الصدارة في قائمة المراجع الحديثية .

على أن السند يمكن تركيبه، ووضعه لخداع الناس، وهذا ممكن فالشوكاني نسب الكذب اليهم، فما معنى أن يكون للكتاب سند، ولا يرد ذكره في الكتب الأخرى طيلة ثلاثة قرون وأكثر؟!!

إن كلامي ليس عن أبي خالد الواسطي ووجود مرويات له عن زيد هنا وهناك ، وإنما كلامي عن كتاب عظيم لا وجود لذكره ولا لاسمه في عصر التأليف والازدهار طيلة قرون عديدة لا في اليمن ولا في الجيل والديلم ولا في الكوفة او المدينة، فلم يذكره القاسم الرسي ولا حفيده الهادي ولم يذكره الاطروش ولا ابو العباس الحسني ولا الهارونيان ولا صاحب الجامع الكافي ولا يحيى بن الحسين الشجري ( ت 479ه) ولا أحمد بن عيسى بن زيد ، وهو حفيد زيد …

إن الشك هو طريق الوصول للصواب، والشك قد يزيد المرء يقينا حين يجد جوابا مقنعا، أو قد يبين الخلل والكذب في المشكوك فيه، هذه تساؤلات أضعها بين يدي الباحثين والعلماء، لا أقصد منها الفتنة والاثارة، ونحن في غنى عن هذا الطرح لولا أن الآخر يشكك دائما بمصادر الإمامية وينسب كبار علمائهم للكذب وهم منه براء.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here