خلف كل رجل محبط بطلة مثيرة ! : قصة قصيرة

خلف كل رجل محبط بطلة مثيرة ! : قصة قصيرة

بقلم مهدي قاسم

بعدما فشل في جلب الأنظار إليه في صفحته الفيسية خطر بباله أن يتقمص شخص امرأة شرقية ” متمردة ” بخلاعة صارخة ومتحدية والتي سبق وأن عانت ــ حسب تظلمها ــ ما عانت من أنواع ظلم وكبت وعنف ، لا تُعد ولا تُحصى ! وهي الآن ” تتنفس ” عن نفسها بالكتابة على الأقل لتنتقم من ظالمها الافتراضي ، فتكتب قصائد يمكن اعتبارها ” إيروتيكية ” قصيدة واحدة في حقيقة الأمر لتكتب كل يوم ، بالرغم من تكرارها اليومي ، تلف و تدور حول موضوع واحد و دائم ، نقصد يدور حول شفاه منتفخة و نهود عارمة و سيقان متناسقة وأفخاذ مكتنزة وملطخة ببقايا دبقة ، و مؤخرة متكورة بإثارة رهيبة !! وملابس داخلية شفافة و هفهافة و أشياء أخرى مثيرة من هذا القبيل !، كل هذا مصحوبا بإيحاءات جنسية مباشرة ومثيرة أصلا بالنسبة للرجل الشرقي ، ثم ُتٌعاد وتُكتب هذه القصيدة بشكل شبه يومي من جديدو جديد ، ولكن بصور مختلفة عن نفس الموضوع وبصور متشابهة ، فكم كانت دهشته الكبيرة عندما أكتشف أن أعداد المعجبين بصفحته الجديدة قد أخذت تزداد يوما بعد يوم ، و بشكل مضطرد ، وكلهم من رجال حصريا ، وربما بينهم عدد لا بأس به من متزوجين أيضا الذين بالرغم من كونهم متزوجين فيبدو إنهم لا زالوا يعانون من جوع جنسي متأصل في دواخلهم المتضورّة بشدة من هذه الناحية :
ـــ فالرجل الشرقي ــ عموما ــ فكر مع نفسه ــ وحتى لو كان متزوجا بالفعل و لفترة طويلة ، فأنه يبقى يعاني من جوع جنسي مزمن رافقه شابا مراهقا مكبوتا لحد التأوه ، يكون دوما ميالا ومستجيبا لمثل هذه الإيحاءات و الإثارة الجنسية المثيرة حقا ..
فابتسم بسخرية مريرة ..
لكونه تمنى في قرارة نفسه لو كان عنده في السابق كل هذا العدد الكبير من المعجبين اللاهثين والمنتظرين قصيدته اليومية و العتيدة ذاتها وهو في هيئة رجل حقيقي وغير مختف خلف مؤخرة امرأة مثيرة ـــ وفق للصورة على الأقل ..
أجل دون أن يضطر إلى أن يتقمص شخصية امرأة متمردة و شبقية ب”خلاعة ” استثنائية مثيرة لرغبات جياشة ومـتأججة بنيران أزلية غير قابلة لانطفاء قطعا ..
و الآن ؟………….
.. فما جدوى أن يكتسب شعبية واسعة ــ بعض الشيء ـــ بشخص امرأة متمردة على أعراف سائدة فحسب ؟ ..
حقيقة .. لا شيء !..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here