بغداد : عديلة شاهين
أبدى محمد استعداده للتخلي عن مصروفه اليومي لشراء كتب الأطفال من معرض العراق الدولي للكتاب الذي أقامته مؤسسة المدى على أرض معرض بغداد الدولي ابتداءً من يوم 9/12/2020 لغاية 19/12/2020،
محمد هو واحد من بين آلاف الطلبة المتخوفين من المباشرة في دوام المدارس حيث قرر أن تكون متابعته مع المدرسة بالانتساب ، و أشارت مدير التعليم الابتدائي _التعليم العام _وزارة التربية السيدة شهرزاد مصطفى متحدثة للمدى الى تعليمات وزارة التربية حول الدوام بالانتساب و ذلك بتسجيل الطالب في المدرسة و يعفى من الدوام الرسمي و عليه أن يؤدي امتحانات نصف السنة و الامتحانات النهائية فقط نظراً لتردد البعض بإرسال أولادهم الى المدارس للمباشرة بالدوام خشية انتقال عدوى فايروس كورونا.
يقول والد محمد “للقراءة الإلكترونية عبر الهاتف و الحاسوب تداعيات سلبية على الطفل لذا أشجع أولادي دائماً على قراءة الكتب للابتعاد عن أضرار الأنترنت، و اليوم وجدنا ضالتنا بين آلاف الكتب المعروضة، و انتقي من الكتب كل ما يقع في مرمى دهشتي لتنوع المصادر و دور النشر، فالكتاب يمنحني تذكرة مجانية لحياة أخرى! و ما شاهدناه اليوم في أروقة معرض الكتاب يدعو للاطمئنان حيث تتوفر في المعرض وسائل الوقاية المجانية من كمامات الى أدوات تعقيم تقوم بتوزيعها فرق تطوعية”.
و على مقربة من محمد ووالده سيدة مسنة لا تذكر عمرها، و لكنها تذكر اسمها و تدعى بأم عبد الله ، كانت تنظر بحزن الى جناح جهاز مكافحة الإرهاب حيث الصور التي توثق أعمال و بطولات الجهاز تزامنا مع ذكرى يوم النصر العظيم على تنظيم داعش الإرهابي و تحرير مدينة الموصل من قبضته، وقفت السيدة المسنة طويلاً أمام احدى الصور المعروضة لأحد أبطال جهاز مكافحة الإرهاب و هو من الجنوب بجانب زوجته بنت الموصل ، قالت أمّ عبدالله إن هذه اللحظات فتحت جرحاً نازفاً لديها بعد أن هدّها فراق ولدها الوحيد و استشهاده في معارك التحرير قبل يومين من موعد زفافه، تلك القطعة الغالية من قلبها أخذت معها السعادة و لم تبقى لها ذكرى تنكأ جراحها.
مدير إعلام جهاز مكافحة الإرهاب السيد وادي خلف حسين يوضح في حديثه للمدى “نحن كجهاز أمني، لأول مرة نخوض تجربة مشاركتنا في معرض الكتاب” مشيراً الى ضرورة تعريف رواد المعرض بالجانب الإنساني و الثقافي للجهاز إضافة الى الجانب القتالي المعروف عنه و اطلعت المدى على مجلات و صور و مخطوطات سيستمر الجهاز بعرض المزيد و المختلف منها خلال مشاركته في معرض الكتاب.
و حيث خالد و عمر اللذان كانا يحتسيان القهوة في مقهى رضا علوان و أمامهما كتب متخصصة في مجال الإعلام و يتبادلان الحديث بصوت مرتفع، ظننا للوهلة الأولى إنهما من الأدباء، كشف خالد للمدى إنه خريج كلية الإعلام و لكنه عاطل عن العمل فيقضي معظم وقته خارج المنزل للتغلب على ملل البطالة مضيفاً حصلت على كتب قيمة في الإعلام من الجناح المصري لدار العربي للنشر لأقضي وقتي في القراءة “احسن ما نطك و نموت من الملل”.
يذكر بأن وزير العمل و الشؤون الإجتماعية السيد عادل الركابي قد كشف عن أن العدد الحقيقي للعاطلين عن العمل قد يصل الى أربعة ملايين شخص!
و بعد أن اكملنا حديثنا مع خالد توجهنا الى عرس الكتاب و فعالية شعرية للشاعر الكبير موفق محمد برفقة عازف العود الموسيقار سامي نسيم وبصحبة الفنان الكبير محمود أبو العباس الذي ابدى سعادته بمعرض الكتاب خاصة في ظل وباء كورونا قائلاً :
“من دواعي سروري حضور معرض بهذه الفخامة و يحتوي على الكثير من القاعات المتباعدة التي لا تخلو من وسائل الوقاية من فايروس كورونا، و يرتاده شريحة واسعة من القراء من اختصاصات مختلفة إضافة الى المشاركة الكبيرة لدور النشر العربية و العراقية” .
يتمنى الفنان محمود ابو العباس أن يكون (عرس الكتاب) إضافة نوعية للثقافة العراقية.
و التقطت إحدى الفتيات في المعرض صورة تذكارية مع الفنان محمود عباس و قد كانت برفقة صديقتين، اعتبرت في حديثها للمدى أن من أجمل الأجنحة في المعرض هو جناح الدار العراقية للأزياء حيث الاناقة و التميز، و استعرضت للمدى د. ابتهال خاجيك تكلان مدير عام الدار العراقية للأزياء مشاركات الدار بالتعاون مع وزارة الثقافة و السياحة و الآثار و أضافت “سيتضمن المعرض نتاجات الدار بالإضافة الى التعاون مع اتحاد الأدباء من خلال إلقاء محاضرة عن الأزياء السومرية و في حفل ختام المعرض ستقيم الدار عرضاً كبيراً للأزياء” .
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط