ترامب ارحم للنظام الايراني من بايدن

مازن الشيخ

[email protected]

عندما اعلن عن فوز بايدن بمنصب الرئيس,والذي كان قد صرح علنا انه ينوي العودة الى الاتفاق النووي مع النظام الايراني,تنفس الايرانيون الصعداء وتوهموا ان كابوس ترامب الذي حاصرهم بقوة,وعاقبهم بشدة,قد انزاح,حتى ان التومان الايراني شهدارتفاعا طفيفيالاول مرةبعد ان انهارالى مستوى خطير,واليوم ظهرمرشد الدولة الايرنية لسيدعلي خامنئي على وسائل الاعلام ,ونوه في لهجة تصالحية الى استعداد بلاده للتعامل مع السيد بايدن,رغم انه حذرمن التفائل,وكذلك كان موقف السيد روحاني,والذي اتفق معه,لاول مرة بعد مدة من التناقضات في المواقف
وانا لاافهم كيف يفكراولئك القادة والذين يحكمون شعوبا ويتحكمون بمصائرها,حيث انه من المعروف والمفهوم والمتفق عليه ان السياسات والاستراتيجيات الامريكية تعتبرثابتة,لاتتغيرجدريا بتغييرالرئيس,سواءا جمهوريا كان,أومن الحزب الديموقراطي,كما ان الرئيس ليس ديكتاتورا,بل له طريقة وهامش من المناورة يمكن ان يلعبها باسلوبه الخاص,لكنه لايستطيع ان يتجاوزالثوابت.
فصحيح ان ادارة الرئيس السابق اوباما كانت قد وقعت الاتفاق النووي مع ايران,لكن توقيت الاتفاقية والذي صادف قرب حلول موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية,وحاجة الديموقراطيين الى ورقة مهمة في ترجيح كفتها جعلها تسارع الى عقد الاتفاقية,ومع اشارتها الى ان هناك ملحق سوف يجري التفاوض به بعد الانتخابات لكي تصبح الاتفاقية نافذة
ولاادري كيف نسى الجانب الايراني,بأن الملحق لم يكشف بعد,وهوحسب ماسرب من انباء,يحتوي على نفس النقاط ال12التي اشترط ترامب على ايران تنفيذها لقاء تخفيف العقوبات عنها ثم رفعها,في نهاية المطاف,ذلك معناه ان ادارة بايدن لن تأتي بجديد,عندما يستلم مقاليد السلطة في ال20 من الشهرالقادم,ويعرض اعادة الاتفاقية,مع كشف الملحق, هذه المرة.
بالاضافة الى ان العقوبات التي طوقت ايران ,كان ترامب قد حرص على ان تكون ضمن قوانين ملزمة ولايستطيع اي رئيس ان يبطلها,الااذا كان لديه اغلبية في مجلس الشيوخ,وعلى ان تكون جميعها مستعدة لتأييده في كل مايتخذه من قرارات,وذلك غيرمتاح حتى اليوم لأن الاغلبية هي للجمهوريين.كما انها وحتى لو الغيت فلم يتم ذلك الا بعد فترة طويلة يكون النظام الاقتصادي في ايران قد انهار بشكل لايمكن اصلاحه,
الفرق بين ترامب وبايدن ان الاول كان شفافا وصريحا,وكما يقول المثل المصري(جابها من الاخر)واختصرعلى الجميع اللف والدوران,والغرق في الاحلام الطوباوية التي لايمكن ان تتحول الى حقيقة
بل ان بايدن المعروف,مثل رئيسه اوباما,بالخبث والتامرواللف والدوران يمكن ان يتعب الجانب الايراني ويزيد استنزاف الدولة والخزينة الايرانية بتعشيم قادته بالفرج,وهو لن يأتي مالم يفهم النظام الايراني حقيقة ميزان القوى على الارض,وعدم استعداد الاقوياء للتنازل للضعفاء,بل هم يستعملون معهم اساليب المناورة حتى يهلكونهم تعبا ,عن طريق رسم السراب امامهم وايهامهم بانه حقيقة,ويجعلهم يجرون وراءه دون ان يدركوه
لذلك ارى ان من مصلحة النظام في ايران التفاهم في ما تبقى من الوقت مع ادارة الرئيس الحالي ترامب وتحقيق كل شروطه ,والعودة الى داخل حدود ايران ومحاولة خدمة الشعب المبتلى,الا فسوف يأتي يوما يترحمون فيه على عهد ترامب,ويعضون كل اصابعهم ندما على مافوتوه من فرص
تلك هي الحقيقة,ولغة المنطق,ولاجدال في ذلك.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here