داعش يستغل الضباب لمهاجمة مناطق محررة: تسلل إلى جرف النصر

بغداد/ تميم الحسن

عاد ما تبقى من مسلحي داعش لمحاولات اختراق بعض البلدات في شمال بغداد، مستغلاً هذه المرة سوء الاحوال الجوية. ومنذ بداية الاسبوع شهدت البلاد حالة جوية غير مستقرة، وانخفاضا في درجات الحرارة مع دخول ايام الشتاء.

ويجند التنظيم بشكل دائم، عددا من مصادره في المناطق المحررة، لمراقبة حركة القوات الامنية والثكنات والحواجز العسكرية، ولتسهيل تنفيذ هجمات سريعة.

يأتي ذلك في وقت اعلن فيه جهاز مكافحة الارهاب عن مقتل واعتقال نحو 500 عنصر من داعش، وتعقب اكثر من 20 الف حساب رقمي للتنظيم.

كما قالت القيادة العسكرية انها قتلت عددا من الارهابيين في منطقة تقع جنوب بغداد، تحولت الى ثكنة عسكرية منذ 6 سنوات بعد ان منعت جماعات مسلحة عودة السكان.

وقبيل الذكرى السنوية الثالثة لاعلان القضاء على داعش التي مرت قبل ايام، كان التنظيم قد اختطف وقتل نحو 40 شخصاً، بينهم متعاونين مع الاجهزة الامنية وموظفين.

وكان وزير الخارجية فؤاد حسين، قد قال نهاية تشرين الثاني الماضي، ان “التنظيم الإرهابي موجود وأصبح أكثر نشاطا لسوء الحظ”.

وأضاف حسين خلال زيارة الى موسكو، ان انشطة “داعش قد زادت عما كانت عليه قبل أشهر قليلة”، مشيرا الى ان العراق لديه “معلومات تفيد بأن التنظيم موجود في محافظات الأنبار وكركوك وديالى وفي بعض مناطق نينوى”.

وفي شهر آب الماضي، اعلنت الامم المتحدة وجود 10 آلاف عنصر تابع لتنظيم داعش مازالوا يتواجدون بين سوريا والعراق، وبحسب التقديرات العراقية ان 4 آلاف مسلح مازالوا نشطين في البلاد و8 آلاف آخرين تصنف ضمن “الخلايا النائمة”.

سوء الأحوال الجوية

وقال مصدر امني لـ(المدى) ان “داعش حاول خلال الايام الماضية شن عدة هجمات على مناطق في ديالى وكركوك، مستغلاً الضباب”.

وحذرت الانواء الجوية منذ الاسبوع الماضي، سائقي العجلات والمسافرين في العراق، من انخفاض مدى الرؤية خاصة في الطرق الخارجية.

واضاف المصدر ان التنظيم “لديه مصادر تراقب بشكل دائم وضع السيطرات والابراج العسكرية، ومواعيد استبدال المناوبات لتنفيذ هجمات”.

وتعرضت مواقع للقوات الامنية في قرية البسطاملي التابعة لقضاء طوزخرماتو، شرقي صلاح الدين، الى هجوم نفذه عدد من المسلحين.

وبحسب قول محمد كوثر، وهو مسؤول امني سابق في طوزخرماتو لـ(المدى) ان “التنظيم يستغل سوء الاحوال الجوية وكثافة الاشجار في تلك المناطق لمهاجمة نقاط التفتيش”.

وقبل اقل من شهر، كان مسلحون قد هاجموا، نفس السيطرة الامنية التي تقع في منطقة تعرف عسكريا بـ”النهايات السائبة” لمسؤولية عدد من القطعات الامنية، تسبب حينها بمقتل جندي واصابة 3 آخرين.

وبعد الهجوم تقدم الجيش لتفتيش القرية التي يبلغ عرضها 2 كم وطولها نحو 1كم، ما ادى الى انفجار عبوة ناسفة، لكنها لم تسبب وقوع اي اصابات.

ويستخدم داعش في تلك المناطق “قناص حراري”، لا تملكه القوات الامنية في “الطوز”، يسمح للتنظيم برؤية الجيش في الليل بشكل واضح.

ويتراوح سعر القطعة الواحدة للسلاح (القناص الحراري) بين 10 آلاف دولار و30 الف دولار، حسب دقة التصويب ووضوح الرؤية.

ويقول كوثر ان “هناك نحو 100 كم مربع فارغة من القوات من منطقة الزركة شرق تكريت الى جنوب كركوك، والمسلحون يهربون اثناء الحملات العسكرية اليها ثم يعودون بعد ذلك”.

محاولات لاقتحام المخيسة

وبنفس “السيناريو”، هاجم عناصر من تنظيم داعش نقطة تفتيش تابعة للشرطة في شمال شرقي ديالى، مستغلا سوء الاحوال.

وقال مصدر امني في ديالى لـ(المدى) ان “قناصا هاجم نقطة التفتيش واصاب ضابطا بجروح في قرية المخيسة شمال شرقي ديالى”.

والهجوم الاخير هو الثاني في غضون اقل من اسبوعين في “المخيسة” التي استمرت فيها الحوادث الامنية لنحو 10 سنوات.

وفي وقت سابق من كانون الاول الحالي، حاول داعش التسلل الى المخيسة، مستغلا كثافة الاشجار، لكنهم تفاجأوا وقتها بوجود القوات الامنية.

واستمر اشتباك بين المسلحين والقوات الامنية قرابة الساعة، قبل ان يفر المهاجمون بعد ذلك واختفوا خلف البساتين.

ولا تتعدى المنازل في قرية المخيسة الـ100 منزل، كانت محسوبة على المناطق التي شهدت نشاطا لتنظيم القاعدة في عامي 2006 و2007، واستمرت الحوادث الامنية المريبة داخلها حتى عام 2013، حيث كانت اول حملة عسكرية على المنطقة.

وفي العام الماضي، نفذت القوات الامنية حملة هي الاولى من نوعها في المخيسة، حيث دخلت القوات مناطق لم تدخلها من قبل، لكن بقيت، بحسب مسؤولين، ان خلايا صغيرة استمرت في زعزعة الامن.

حصيلة عام

وتأتي تلك التطورات في وقت قال فيه جهاز مكافحة الارهاب في بيان، السبت، ان “الوِحدات التكتيكية للعمليات الخاصة تمكنت من تنفيذ 253 عملية خلال العام الحالي”.

وكان الجهاز قد تعهد خلال 2020 الذي يوشك على نهايته، بالقضاء على بقايا تنظيم داعش من خلال استخدام اساليب جديدة.

وأضاف البيان أن “الجهاز استطاع من خلال تلك العمليات، القبض على 292 عنصراً إرهابياً وقتل 206 آخرين، حيث تمت العمليات بإسناد جوي من طيران الجيش العراقي وطيران التحالف الدولي”.

وأشار الجهاز إلى أن “فرق الأمن الرقمي التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب نجحت في تعقُب 26280 حسابا للعصابات الإرهابية على منصات التواصل الاجتماعي ومواقع التراسل الفوري”.

جرف الصخر

كذلك كشفت القيادة العسكرية في هذا الاسبوع، عن وجود مسلحين في جرف الصخر التي سميت بعد التحرير بـ”جرف النصر”، على الرغم من تحولها الى ثكنة عسكرية.

ويقول فلاح الخفاجي، وهو نائب عن بابل لـ(المدى) ان “داعش يحاول بشكل مستمر ان يهاجم منطقة الجرف” التي تقع جنوب بغداد.

وبحسب مسؤولين ان نحو 200 الف شخص ممنوعون منذ 2014 من العودة الى جرف الصخر بسبب “فيتو” تضعه فصائل مسلحة في البلدة التي لا تحوي سوى المواقع العسكرية.

وقالت قيادة العمليات المشتركة السبت في بيان، “عن مقتل خمسة ارهابيين في منطقة جرف النصر” دون اعطاء تفاصيل اخرى.

ويشير الخفاجي الى ان الجرف “تحيطه مناطق صحراوية واسعة ويتصل بالانبار ويمكن التسلل إليه عبر تلك المواقع”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here