بيرقدار التركية و بانتسير الروسية: هل حققت تركيا تفوّقاً على السلاح الروسي؟

حسن منصور، كاتب وصحفي ليبي مستقل

تتميز النزاعات المحلية المعاصرة بشكل متزايد بتورط القوى الإقليمية والعالمية في مواجهة بين الأطراف المتنازعة والأزمة الليبية ليس استثناء من ذلك. تواصلت كلا حكومة الوفاق الوطني والجيس الوطني الليبي مع الدول الخارجية ذات النفوذ التي تدعمها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.
على خلفية الهدوء النسبي على الجبهات في ليبيا حوَّلت الطرفان اهتمامها إلى المجال الدبلوماسي وويتنافس ممثلو حكومة الوفاق والجيش الوطني على جذب دعم السياسيين الخارجيين في محاولة لتعزيز مشرويعة لجانبهم وعرقلة مبادرات الجانب المعادي على رغم أنه منذ شهر قليلة اعتمدت أطراف الصراع على ترسانتها من الأسلحة ومهارة جنودها في اشتباكات على اتجاهات متعددة.
خلال هذه المواجهة الشرسة استغلت قوات خليفة حفتر عجز وحدات حكومة الوفاق عن توفير غطاء جوي لمواقعها. مع اقتراب قوات الجيش الوطني من العاصمة طرابلس طلبت حكومة الوفاق مساعدة عاجلة من حليفها التركي، وقد أسرعت تركيا لإرسال طائرات دون طيار من طراز “بيرقدار تي بي 2 (Bayraktar TB2) والضباط الأتراك لقيادتها إلى ليبيا.
بعد ذلك بقليل، أوقفت قوات حفتر العملية الهجومية رغم وجود لدى الجيش الوطني الليبي منظومات دفاع جوي بما في ذلك منظومة بانتسير اس 1 (Pantsir S1) من المفترض أنه تم تسليمها من الإمارات العربية المتحدة. كانت وسائل الإعلام الموالية لتركيا وحكومة الوفاق سريعة في إعلان عن تفوق الطائرات بدون طيار التركية على المنظومات الروسية الصنع مشيرةً إلى تدمير عدد من منظمومات بانتسير على قاعدة الوطية الجوية. يبدو أن القيادة التركية اعتبرت خبرة استخدام طائرات بيرقدار في ليبيا نجاحاً لأن أنقرة استمرت في استخدامها في قره باغ. بالإضافة إلى ذلك، أعبرت الحكومة الأوكرانية عن اعتزامها شراء طائرات مسيرة من تركيا. ولكن السؤال هو، هل تعد طائرات بيرقدار سلاحاً قوياً فعلاً كما يزعم الإعلام؟
في الواقع، دمرت طائرات بيرقدار عدد كبير من منظومات بانتسير في ليبيا: في أيار/مايو من هذا العام تم تدمير  لا أقل من 9 منظومات خلال أربعة أيام فقط، ولكن هذا يشير إلى شدة الاشتبكات أنذلك أكثر مما يثبت المميزات السلبية للمنظومة. لتوضيح ذلك، نذكر أن عدد الطائرات بيرقدار المدمرة خلال هذا العام، وهو يبلغ 47 طائرة، التي تم إسقاطها في مناطق أبوقرين وسرت وبني وليد بصواريخ بانتسير، تفصيل ترفض وسائل الإعلام الموالية ذكره.
مع ذلك، بعض المنظومات المستهدفة بالطائرات التركية لم يجر تشغيلها من قبل أطقمها ما أدى إلى تدميرها. من المهم أن لا يغيب عن الأذهان هذا الخطأ والأخطاء الأخرى مثل سوء اختيار الموقع أو عدم تمويه عند تحليل الأداء لبنتسير التي ساءت سمعتها ربما أكثر مما تستحق.
مع كل ما قيل، أفضل اختبار لفعالية السلاح هو استخدامه في القتال. إذا، أو نقول متى، يشهد  الصراع في ليبيا تصاعداً جديداً، سيصبح من الواضح ما إذا استخلصت الأطراف الدروس من هزائمها أو سنرى نفس الأخطاء تتكرر مراراً وتكراراً كما حدث ذلك سابقاً على مدار الأزمة الليبية.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here