كثرة شعراء أفضل بكثير من كثرة إرهابيين ومتطرفين !
بقلم مهدي قاسم
في غمرة حديث متنوع انعطفت هي نحو الشعر أيضا فقالت :
ــ أنها لا تقرأ الشعر كثيرا ، وأنها تكفيها أن تسمع الأغاني التي حتما تحمل كلمات شعرية ملحنة ، ثم أضافت أنه بإمكان اي كان أن يكتب شعرا بمجرد أن يجيد القراءة والكتابة أو حتى دون ذلك ، أي حتى الشخص الأمي أيضا يستطيع ذلك ، فالشعر موجود في كل مكان ، وما على المرء إلا أن يفتح عينيه ويتأمل كل هذا الجمال الذي حواليه بين كائنات الطبيعة ، أي في كل مكان حيث يطاله نظره :
جمال أصفرار أوراق الخريف المتساقطة أو المتحركة على محاذاة الطريق وبين الأشجار ، والأزهار البرية والطيور والغابات والأنهار والبحار والمحيطات والفراشات والوعول والغزلان والينابيع والشهب والنيازك المتساقطة والمحيطات والبحار والغيوم والآفاق ونجوم السماء ، حتى في نهر النار السائل من بركان ثائر تبرق فتنة جمال مبهر وحيث يمكن تلمس الجمال بين هدوء الجبال ونعاس التلال وسكون الحقول والمراعي ، نعم الشعر موجود في كل مكان ، فهناك من يصوغه في كلمات ونصوص ، ولكن هناك من يتحسّسه في قلبه مباشرة شعورا فياضا ، رقيقا ، عذبا ، لأنه يعايشه بصمت وجلال وانبهار ، دون أن يستعين ولو بكلمة واحدة ، ليعبر عن تلك المشاعر السامية و الجمال المحسوس بخامة وروعة ، بالطبع أنا أعلم جيدا أنه أنتم الشرقيين تريدون التعويض عن كل حرمان وفَقَد وكتمان عاطفي مقموع ، تعانون منه ، فتلجئون للتعويض بالكلام المفرط وبالشعر والحكاية والسرديات و لكن بعاطفية مصطنعة فياضة أحيانا ، تبدو لنا نحن الغربيين شيئا مبالغا فيه إلى حد كبير ..
فلربما لهذا السبب فأغلبكم يحاول كتابة الشعر أو يفرط بالكلام الكثير ، كل ذلك تعويضا عن كل ذلك الحرمان الذي ذكرناه أنفا ..
ولكن مع ذلك وحسب تصوري واعتقادي أن كثرة شعراء وأشباه شعراء وكتاب أفضل بكثير من كثرة إرهابيين متشددين ظلاميين بين صفوفكم ..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط