حتى لا تتكرر مأساة 2020 بحذافيرها في 2021

حتى لا تتكرر مأساة 2020 بحذافيرها في 2021
احمد الحاج
اخوتي وأحبتي في العراق والعالم العربي ها قد بدأ عقد جديد متزامنا مع عام جديد فلا تبدأوا عامكم وعقدكم هذا بالمعاصي اطلاقا، لا تباشروهما بالكبائروالخطايا والاثام بتاتا،كورونا وأخواتها من الجائحات الوبائية الفتاكة ما زالت على الابواب،لأن السنة الجديدة 2021 واذا ما بدأت كسابقاتها بملايين الأطنان من الخمور والمخدرات بأنواعها،وانطلقت بملايين العلاقات الحميمة المحرمة، وبملايين الخيانات الزوجية والتحرش والشذوذ والاغتصاب،اذا ما دشنت بملايين الحوادث المرورية المروعة من جراء طيش السائقين وغياب وعيهم نتيجة سكرهم وإدمانهم ، اذا ما افتتحت بملايين الحوادث المؤسفة من جراء اطلاق النار العشوائي وسوء استخدام الالعاب النارية في الهواء ابتهاجا بالمناسبة ، واذا ما استهلت بملايين السهرات الحمراء الساخنة والجلسات الزرقاء الصاخبة،اذا ما استهلت بمليارات البرامج الترفيهية المتهافتة والحفلات والاغاني البذيئة الخليعة الفاحشة، بترليونات العلاقات والمقاطع والرسائل المشبوهة على مواقع التواصل وتقنيات الاتصال الحديثة ،باللحم الأحمر والأسود والأبيض المتوسط المبذول برخص التراب لكل من هب ودب،بإطلاق مئات الالوف من الالعاب النارية ما يعني اهدار عشرات الملايين من الدولارات هباء منثورا فيما الفقر والجوع والبطالة والتشرد والنزوح تجتاح العالم من اقصاه الى اقصاه،اذا بدأ العام بعشرات الالوف من جرائم السرقة والنشل والابتزاز والقتل والانتحار والتهديد والقمار والشجارات الدموية والسطو المسلح فاعلموا بأن العالم انما يحتفل في هذه الحالة بنهايته،لا ببداية عام جديد يتمنى كل انسان على وجه البسيطة ومن شغاف قلبه أن يكون افضل من سابقه بكثير، ذاك أن السنين والعقود والتقاويم البشرية يجب ان لاتبدأ بشر مستطير بإنتظار خيرعميم ،وانما تبدأ بخير وافر ودعاء حسن سافر كالبدر في كبد السماء منير …
واقول لمن عقدوا العزم على الاحتفال برأس السنة الميلادية وما بعدها هذا العام بذات الطرق المبتذلة المعهودة ، طوفوا حول بيوت الفقراء والمساكين هذه المرة بدلا من تبديد أموالكم على – فاشوش – ثم تكون عليكم حسرة ولات حين مندم ،فنسبة الفقر في العراق اليوم عالى سبيل المثال قد بلغت 35% ،بمعدل فقيرين من أصل كل خمسة عراقيين،بما يعادل 13 مليون عراقي،وعندما استعير عبارة “فقيرعراقي” فعليك ان تستدعي الى ذهنك فورا بأن هؤلاء لايعيشون في الصومال او بوروندي او زيمبابوي،لالالا ،هؤلاء يعيشون في أغنى بلد على سطح الكرة الارضية ، بلد يطفو على بحيرات من النفط والغاز والكبريت والفوسفات هي آخر ما سينضب منها حول العالم ،الا ان مشكلة هذا البلد تكمن بباعة نفط جوالة في عربات مضعضعة يجرها حصان – رايسيز – متهالك قد صار بعضهم وسيصير بعضهم الاخر مسؤولا،مديرا،مستشارا في انعطافة تأريخية مشؤومة للغاية تمت بمباركة راعي البقر الاميركي الغاصب ليتبوأ أحدهم منصبا رفيعا لم يكن يحلم به جد جد جد جده ولا حتى في الخيال ، وبعد حصوله على شهادة مزورة،وبعدما يلبس بدلة رسمية -ما تكعد عليه ، لأن طول عمره مرعبل ومخربط – فإنه ولاشك سيبيع نفط العراق كله بالجملة، تماما كما كان يبيعه -بالمفرد – يوم كان يسوق عربة نفط قديمة يجرها حصان متقاعد وهو يقرع بحديدة يحملها بيمينه جرس تنبيه موضوع بجانبها عبارة عن “ويل سيارة تالف كان قد استعاره من بقايا اقرب مزبلة وأكبر مكب للنفايات يسكن قريبا منها ان لم يكن بداخلها لسنين ” ليبيع نفطه الممزوج بالماء بصفائح معدنية معطوبة ومبعوجة من الاسفل تجاه الداخل عمدا لغرض الغش والخداع والتلاعب بالوزن عالماشي بين دور المواطنين الغافلين وعينه على قناني غاز المنازل التي يبيعها نفطه المضروب لسرقتها لاحقا أسوة بصديقه صاحب العتيك للبيع والذي اصبح بدوره شخصية يشار اليها بالبنان على حين غفلة من الزمان ولاشك ان من مآلات صعود امثالهما وبمعادلة رياضية مؤلمة للغاية تلخص واقع العراق المرير كله هي “نفط مسروق + بلد محروق+شعب ببرك الزيت والمياه الثقيلة وأكوام النفايات غارق وبدخان الحروب العبثية وبالعشوائيات وبيوت الصفيح وخيام النازحين مخنوق ياولدي مخنوق = بيع ثروات وخيرات وماضي وحاضر ومستقبل العراق كله تفصيخا لشذاذ الافاق في أول وآخر السوق !
جل من في العراق يكاد يجزم حاليا على انه لا مستقبل للعراق والعراقيين بهذه البقعة -اللفطية -التي تستورد المشتقات النفطية والغازية والمنتجات الغذائية والمعدات الصناعية والمحاصيل الزراعية مع ان هذه البقعة هي -أم النفط والغاز والزراعة والنهرين الخالدين – بوجود السلاح الحاقد والمنفلت والسائب والموازي والمؤدلج والمأجور والمستأجر خارج اطار الدولة ، السلاح الموجه بالوكالة على الدوام الى صدور المواطنين الابرياء المسالمين العزل تحت شعار”علك المخبل ترس حلكه ” .
وعن الاحتفال بالنقائص والرذائل كما جرت عليه العادة نهاية كل سنة ماضية وبداية كل سنة جديدة ، اسأل وكما يسأل سواي”الهذا الغرض بعث الله الانبياء والرسل وانزل الكتب المقدسة ؟!”.
كثير من اتباع الديانات والطوائف الوضعية والسماوية حول العالم وعلى ما يبدو قد صارت عندهم “أعيادا” فحسب واقتصرت على الاحتفال بمولد قديس أو بوفاته لااكثر ،بصرف النظر عن هل ان الموما اليه قديس بالفعل ، أم لا ، حتى صرت لاتسمع لأي منهم اليوم -عبادة ولا اصلاحا ولا تقوى ولا تربية ولا توجيها ولا ارشادا ولا خيرا أو دعوة لخير حتى غير المظاهر و الشكليات، واسأل كل القائمين على هذه الاديان والمذاهب والطوائف” الهذا فقط خلق الله تعالى الكون وبعث الرسل والانبياء وانزل الكتب المقدسة ؟! هل هذه الاحتفالات التي لاعلاقة لها بدين قد استحالت الى ممثل شرعي ووحيد للصراع الازلي بين الخير والشر..بين الحق والباطل ..بين النور والظلام ؟! اذ لم اعد افهم ما معنى ان تحتفل بنبيك يوما واحدا في السنة ومن ثم تعصي كل اوامره ونواهيه وتخالف كل تعاليمه وبإصرار عجيب طيلة ايام السنة ..؟
الحقيقة وعن نفسي بت لا ارى في هذه الاحتفالات حبا ولا اتباعا قط ، انما ارقب اناسا يحاولون تقضية اوقاتهم ، وتكفير خطاياهم وأخطائهم طيلة العام بحفلة أو مناسبة سنوية هنا وهناك ترتكب فيها المزيد من الخطايا والاخطاء، احتفالات لإثبات الوجود امام بقية الاديان والطوائف الاخرى ليس الا وإعلامهم بأن المحتفلين ما زالوا على قيد الحياة ويمثلون دينا ويجلون كتابا مقدسا ويتبعون نبيا مرسلا من دون لا اتباع حقيقي للرسول ولا قراءة جدية للكتاب ولا إمتثال قولي وفعلي وتقريري لتعاليم الدين واقعا ..ولا ادري حقيقة ما هي العبادات والطاعات اليومية التي يمارسها هؤلاء بإستثناء ذلك وفي كل سنة مرة او مرتين حرام تنسوني بالمرة ..؟!
فهل بعث الله تعالى عبده ورسوله المسيح عليه السلام الى البشرية على سبيل المثال..ليكون البابا نويل – سانتا كلوز – الذي اخترعته شركة كوكا كولا في ثلاثينات القرن الماضي في نهاية المطاف ممثلا وحيدا عنه ؟ هل بعث السيد المسيح عليه السلام ليختزل بتماثيل وصلبان ولوحات فنية من صنع البشر معلقة على الجدران فقط لاغير..هل بعث السيد المسيح ليحتفل به في ليلة تشرب فيها كل انواع الخمور ويتعاطى خلالها كل انواع المخدرات ويمارس فيها كل انواع الرقص والانحطاط داخل المراقص والحانات والملاهي والكبريهات والميادين والساحات ..هل بعث لتطلق الالعاب النارية وتعزف الموسيقى الصاخبة هنا وهناك وتهدر فيها الترليونات،بينما تجد الفقراء والجياع والعاطلين والمشردين والمهجرين والنازحين والمضطهدين ينظرون حيارى ويتلفتون ويتحسرون وربما ينتحرون كذلك ” معلوم ان اعلى نسبة انتحار وحوادث مرورية مروعة وحمل غير شرعي واغتصاب وعنف وقتل وسرقة تحدث بأعياد رأس السنة الميلادية ” فهل بعث السيد المسيح الى البشرية ليحيي المطربون والمطربات الخليعات حفلات صاخبة وماجنة بملايين الدولارات على خشبة المسارح والنوادي الليلية الحمراء احتفاء بمولده ..هل بعث السيد المسيح ليمارس المحتفلون ببعثه كل انواع القمار والمجون وبكل اشكاله على الطرقات والارصفة وفي الشوارع والفنادق والموتيلات والمطاعم والمولات في ارجاء المعمورة ، أهذه هي رسالة الزهد والتقى والصلاح والاخلاق الفاضلة التي جاء بها السيد المسيح عليه السلام الى البشرية وهو القائل في واحدة من اروع مقولاته “خادمي يداي ودابتي رجلاي وفراشي الارض ووسادي الحجر ودفئي في الشتاء مشارق الارض وسراجي بالليل القمر وادامي الجوع وشعاري الخوف ولباسي الصوف وفاكهتي وريحانتي ما انبتت الارض للوحوش والأنعام، ابيت وليس لي شيء واصبح وليس لي شيء، وليس على وجه الأرض احد اغنى مني “…
ولطالما سألني بعض الاصدقاء ” لماذا لاتحتفل بهذه المناسبة ..هل انت معقد نفسيا ؟” فأجيب “اتريدون مني ان احتفل بوفاة رسالة سماوية على ارض الواقع، لم اعد ارى من تعاليمها غير رسمها ولا ابصر من وصايا كتابها المقدس غير اسمها ، تركها مئات الملايين من اتباعها في اوربا والاميركيتين والعديد من الدول الاسيوية والافريقية الى اللادينية واللاادرية والوجودية والحركات الالحادية ،والجوثيك ، واللوسيفرية،وهار كريشنا ،والرائيلية ،والعلموية “الساينتولوجي “وحركات الميم ،وحركات الفيمينزم ،والايمو،والويكا والصهيونية الجديدة وكلهم لاشأن لهم لا بتعاليم السيد المسيح عليه السلام ولا بوصاياه ولا بارشاداته ولا بأنجيله حتى ، جلهم يولد ويموت ولم يدخل الكنيسة ولم يفتح الانجيل في حياته كلها يوما قط ليرى ما بداخله مع عدم توبيخه ولومه ونصحه وتوجيهه على هذا التقصير والتكاسل والتغافل من قبل رجال دينه البتةالا فيما ندر ،كان الاوربيون والاميركان والى وقت قريب جدا يدخلون الى الكنيسة ثلاث مرات في حياتهم كلها، الاولى عند التعميد طفلا ولا ارادة للطفل بذلك ، والثانية عند زواجهم جريا على العادة ولا ارادة لهم في ذلك ايضا ،والثالثة بعد الموت للصلاة عليه ولا ارادة لميت في ذلك ايضا،ثم تراجعت الاولى والثانية فصار التعميد ليس شرطا لأكثرهم ، كذلك الزواج داخل الكنيسة بعد ان صار زواج الكثير منهم مدنيا لاكنسيا وخارج اطار الكنيسة حتى اغلقت مئات الكنائس ابوابها وبيعت الى من يشتريها لتحويلها الى اسواق وحانات ومولات وحلبات تزحلق على الجليد، أو الى معابد لديانات أخرى ، ومن ثم وعلى حين غرة ترى كل هؤلاء يحتفلون بولادة المسيح عليه السلام ويتبادلون التهاني والتبريكات ولكن على طريقتهم هم، لا وفق تعاليمه وطريقته ومثله وقيمه هو عليه السلام ، وعندما اقول على طريقتهم اعني بها الاحتفال بكل ما لم يوجه به السيد المسيح عليه السلام وينصح به بدءا من شجرة عيد الميلاد وأصلها يعود الى عبادة ما يسمى بأله الغابات والرعد عند القبائل الجرمانية الوثنية القديمة ..مرورا بالصور الحالية المنسوبة الى السيد المسيح بملامحه الاوربية الواضحة حيث الشعر الاشقر والعينين الزرقاوين والتي اخترعها فنانو عصر النهضة في اوربا من بنات افكارهم ، مرورا بصور منسوبة الى السيدة العذراء وبهيئات مختلفة ، بعضها لايصلح لتمثيل سيدة نساء العالمين في الطهر والعفاف والزهد والورع ويظهرها بهيئة لاتليق بها البتة ، لوحات لا اساس لها من الصحة اختلقت من وحي خيال الرسامين لا اكثر ، وصولا الى الديك الرومي المنقع بالواين الذي عرفه العالم اول مرة عام 1526 على يد الرحالة وليام ستريكلاند ، الذي اشترى ديوكا من هذا النوع من الهنود الحمر ليتحول ذلكم الديك والتقليد بمرور الوقت الى ركن من اركان الاعياد ولاعيد بغير ديك مطبوخ ومحمر بمعدل 86 مليون ديك رومي فقط في اميركا خلال عيد الشكر والفصح والكريسماس فحسب سنويا ” ترى اين هي منظمات حقوق الحيوان ..؟ ام تراهم لاهم لهم سوى مهاجمة سنة نحر الاضاحي عند المسلمين فقط ؟” وليس انتهاءا بعقيدة الثالوث المقتبسة من الهندوسية حيث “براهما وكريشنا وسيفا “ثلاثة في واحد وواحد في ثلاثة !
هذا وفي حقيقة الامر وبناء على ما يجري على ارض الواقع ومنذ عقود طويلة وما يمارس من مخالفات صارخة وعلنية ومؤسفة جدا ومناقضة لتعاليم السيد المسيح عليه السلام الصافية ومتقاطعة معها بإستثناء النزر اليسير ، انما يحتفى ويهنأ بوفاة رسالة سماوية، لا بولادة رسالة وبعث رسول …واقول للمبشرين والمنصرين ” يا صديقي وبدلا من أن تضيع وقتك وعمرك كله بكسب اتباع جدد من مختلف ارجاء العالم لن يكونوا الا كحنون الذي ما زاد في الاسلام خردلة ولا النصارى لهم شأن بحنون ولن يقدموا شيئا مفيدا للمسيحية التي اعتنقوها قط ولن يمارسوا عملا غير انتقاد المسلمين والتحامل على دينهم وعلى نبيهم وعلى قرآنهم بإعتبارهم كانوا مسلمين سابقين ثم تحولوا الى المسيحية بما لاينتفع منه المسيحيون ولايخدم المسيحية مطلقا..حافظ على ما تبقى من التزام اخلاقي واجتماعي وديني حقيقي وفقا لتعاليم السيد المسيح الصافية لدى اتباعك قبل كسب اتباع جدد لن يقدموا لك شيئا ..اذ مافائدة ان يهرب اتباعك في اوروبا والاميركيتين الى كل الايدولوجيات والافكار والفلسفات والأديان الوضعية بعيدا عن تعاليم ومثل المسيحية الحقة حتى ان الافا مؤلفة منهم قد التحقوا بكنيسة الشيطان وبالبوذية والهندوسية والداوية والزرادشتية والبهائية والقاديانية، فيما انت مشغول بكسب اتباع جدد لادفع لهم ولانفع !
وما يصدق على المنصرين والمبشرين المسيحيين ،يصدق على بعض دعاة المسلمين ممن يفرح احدهم فرحا غامرا اذا ما نجح في نقل مسلم سني الى التشيع ، او تحويل مسلم شيعي الى التسنن واعلان ذلك على الملأ وبث التهاني وتوزيع العصائر والحلوى ومقاطع الفيديو وكأن اينشتاين أو اديسون او نيوتن او الكسندر فيلمنك قد تحول الى هذا الصف او ذاك ، وكأن ملحدا تحول الى الايمان ،وكأن كافرا او مشركا تحول الى التوحيد ، وكأن ابو جهل تحول الى الاسلام،وكان حري بهم ان يتفرغوا لدعوة من هم على مذهبهم وبذل الجهد لتعريفهم بأمور دينهم ودنياهم التي يجهلون نصفها ان لم يكن اكثر اساسا ،واذا ما علموا منها امرا فلن يطبقونه، وان ما طبقوه فلن يحسنوا فيه ، وان ما احسنوا فلن يخلصوا فيه ، وان اخلصوا فيه فلن يواظبوا عليه ،لاسيما مع تفلت مئات الالوف من اتباع الفريقين اما الى الالحاد او الى اللادينية أو اللادرية او الوجودية او الى العبثية والغرائزية البهيمية والى الانحطاط الاخلاقي والفكري بكل صوره ، ومن جميل ما ذكره احد الاصدقاء على صفحته نقلا عن اشهر الدعاة في العراق قوله ، ان ” احد تلامذته طلب منه يوما ان يأذن له بالسفر الى افريقيا لتعليم الافارقة المسلمين تعاليم دينهم الحنيف لأن اكثرهم جاهل بها على حد وصفه ، فقال له الشيخ الداعية ، اليوم بعد صلاة العصر سنسافر سوية الى افريقيا ! وبالفعل جاء بسيارته الشخصية وذهب بمعيته الى احدى القرى العراقية النائية وكل اهلها من المسلمين واذا بثلاثة ارباعهم لايصلي ولا يصوم ولايزكي ولايحج ولايقرأ القرآن بل ولايحسن قراءته كذلك ، واذا بالربع المتدين منهم صلاتهم وقبلها الوضوء خطأ كذلك صيامهم ، واذا بالقرية كلها لاتعلم شيئا قط عن احكام الميراث والزكاة والحج والرضاع وغسل الجنابة ونحر الاضاحي فقال له ” هذه هي افريقيا التي كنت تنشدها ،فهل رأيتها بأم عينيك جيدا ؟ فالاولى بالداعية ان يبدأ بقومه لنشر تعاليم الدين السمحا والاخلاق الحميدة الحسنة بينهم اولا ،والاقربون اولى بالمعروف ومن ثم فليتحول الى تعليم الاخرين وتبصيرهم ، اما عن افريقيا وبقية القارات فيكفيهم ثلة من الدعاة المتمكنين من ادواتهم وعلمهم ليفقهوا عددا منهم هناك ، او تشجيعهم ومساعدتهم ليرسلوا طائفة من ابنائهم الينا لنعلمهم ونفقههم بالدين لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لاحقا ..اما ان تترك الجهل معشعشا في رؤوس قومك بالمرة لتذهب الى قوم آخرين بذريعة رفع الغشاوة عن أعينهم ومحو الجهل من عقولهم وتبصيرهم بأمور دينهم ، فهذا لعمري في القياس عجيب .. اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here