يُخلد المهندس ومن ورائهِ “جندٌ” و”سندٌ” على نهجهِ قائمون!

يُخلد المهندس ومن ورائهِ “جندٌ” و”سندٌ” على نهجهِ قائمون!

محمد الفاهم

أحيت القوى الوطنية العراقية وفصائل المقاومة الإسلامية وجميع الأحرار في العالم، اليوم الأحد، الذكرى الأولى لاستشهاد “صاحب الشيّبة الساطعة” الشهيد أبو مهدي المهندس ورفيق دربه قائد فيلق القدس الإيراني الحاج قاسم سليماني، وعدد من المجاهدين.

فقد أقدمت الإدارة الامريكية بجريمتها النكراء في ليلة (الثالث من كانون الثاني 2020) وبما يعرف بعملية “البرق الأزرق” باغتيال نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس ورفاقه، وقبلها العملية التي أدت إلى استشهاد (٢٥) مقاتلاً من الحشد الشعبي، وقد جاءت الأوامر بتنفيذ العمليتين من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وعلى أثر هاتين العمليتين، اللتين تعدان عملاً إرهابياً في نظر القانون الدولي، لم يكن الرئيس الأمريكي يتوقع في أسوء الأحوال أن تنقلب الأمور ضده بهذه الكيفية.

على نهج المهندس

وتتوهم الإدارة الأمريكية؛ إنها باغتيال قادة النصر وعلى رأسهم الشهيد المهندس، ستنهي مشروع المقاومة والجهاد ورفض الهيمنة والاستكبار الأمريكي في العراق وجميع دول العالم التي يجثم على صدرها الاحتلال والتدخل الأمريكي، بل على العكس تماماً، هنالك فتية كانوا مؤمنين بمبدأ المهندس ومنهجه وأعلنوها صراحة أن “شهادة أبي مهدي المهندس لن تزيدهم إلا اصراراً على المضي بذات الأهداف التي سار عليها المهندس طيلة 40 عاماً من مسيرته الجهادية التي قضاها في جبهة المقاومة دفاعاً عن العراق وشعبه وحقوقه”.

أعلن ذلك رئيس كتلة السند الوطني، النائب أحمد الأسدي، في مؤتمر صحفي بعد ساعات من استشهاد المهندس ورفاقه، مؤكداً أن “محور المقاومة لن يهزم وفيه عطاء المهندس ودمه المقدس وتضحيات عشرات الآلاف من أبناء الحركة الإسلامية والوطنية العراقية وفرسان فتوى الإمام السيستاني الذين رووا بدمهم شجرة السيادة الوطنية ليكون العراق بكبريائهم وإخلاصهم وذودهم ساحة للكبرياء والمجد والثورة والمقاومة”.

وتابع قائلاً، لن يحيد هذا المحور الذي تشكل بعزائم الرجال وتأسس بقرار الفتوى المباركة عن طريق ذات الشوكة وعن الأهداف الوطنية الكبرى.

وقال الأسدي، إذا كان الأمريكيون الذين استهدفوا القائدين العظيمين سليماني والمهندس يظنون أنهم استأصلوا محور المقاومة باستهداف هذين الرمزين فهم واهمون لأن الشهادة في ثقافة هذا المحور تأصيل لا استئصال وكرامة مابعدها كرامة مستعيدين في ذلك كلاماً لمحور الأئمة بعد شهادة الحسين “عليه السلام” وفي مواجهة سلطان البغي والجبروت .. أفبالموت تهددني.. أما علمت أن الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة؟

مشروع المهندس الجهادي والسياسي

ولا يتوقف الأمر عند اتباع منهج الشهيد المهندس ومسيرته الجهادية، بل أن للمهندس استثماراً جهادياً وسياسياً خلف من ورائه في العراق، فقد أعلن الأسدي في لقاء قبل أيام على قناة العهد الفضائية، أن الشهيد المهندس هو مؤسس “جند الإمام، أحد ألوية الحشد الشعبي”، في حزيران من العام 2014 تاريخ اجتياح عصابات “داعش” الإرهابي للموصل، والذي تولى قيادتها النائب الأسدي قبل أن يمنحه المهندس شرف الناطقية بإسم الحشد الشعبي في نفس العام وعلى طول أيام وسنوات معارك التحرير حتى نيل شرف الانتصار العظيم على الزمر الإرهابية في نهاية عام 2017.

وكشف الأسدي في نفس اللقاء، أن الشهيد المهندس، “ولنا الشرف والرفعة” أنه كان صاحب تأسيس (كتلة السند الوطني) البرلمانية التي يتولى زعامتها النائب الأسدي في البرلمان وتضم في طياتها عدد من النواب الذين يشهد لهم الصديق قبل العدو، بالكفاءة والنزاهة وحب العراق وشعبه وقد تصدوا منذ بداية تشكيلها، للعديد من الملفات أبرزها إعادة المفسوخة عقودهم من أبناء الحشد الشعبي والقوات الأمنية وغيرها من الملفات.

لذلك توهمت وأخطأت كثيراً الإدارة الأمريكية في حساباتها وعلى رأسها دونالد ترامب- الرئيس الذي يوصف بأنه الأسوأ الذي مرة على تاريخ رئاسة الولايات المتحدة- بأن جريمته النكراء بتصفية الشهيد المهندس، قد أنهت جَذوة الجهاد، أو ما علموا أنهم باستشهاده؛ أعادوا البوصلة إلى مسارها الصحيح، فقد تم إحياء المهندس من جديد، مثل طائر الفينيق، فسيكون ماثلاً بمسيرته وقصته البطولية التي تحكيها الجدات لأحفادهن، ومسلة أسطورية في آفاق دلالاتها الثورية، التي ترفض الظلم، والتمرد على كل أشكال الخنوع والانهزام.

فالشهيد المهندس ليس جسداً يمزق، ويتناثرُ بقدر ما هو مشروع فكري ثوري، رسم لنا الطريق الصحيح، بعدما أيقن أننا نعيشُ في عالمٍ ليس فيه مكان للضعفاء لذلك سعَى الأمريكان ومن خلفهم المشروع الصهيوني في المنطقة، لقتله وإخماد صولاتهِ، لكننا نقول لهم يا هؤلاء أن المهندس فكرة، والفكرة هيهات لها أن تموت.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here