اغتيال قائد لا يعني نهاية الإمة أو الشعب أو المكون

اغتيال قائد لا يعني نهاية الإمة أو الشعب أو المكون، نعيم الهاشمي الخفاجي

واهم من يعتقد ان اغتيال شخصية معينة ينهي وجود طائفة أو مذهب أو دين، الامور الدينية والمذهبية لم ولن تتأثر بعملية اغتيال او سجن او موت زعيم أو شخصية جهادية ابدا، الشيعة تعرضوا للقتل وتم استهداف رموزهم وأئمتهم من الامام علي بن ابي طالب ع إلى الامام المهدي والذي اطال الله عمره ليقيم دولة العدل ولتحقيق حلم الانبياء والمرسلين، لم ينتهي مذهب ال البيت ع في استشهاد الائمة ع، وبعد انتهاء فترة الامامة تعرض الشيعة الجعفرية للقتل والابادة من قبل الطغاة، لكن ذهب الطفاة لمزابل التاريخ وبقي شيعة ال البيت ع، تم استهداف زعماء ومراجع الشيعة حتى تشابهت اسماء الشهداء، لدينا بزمن الاتراك شهيد اول وشهيد ثاني، عدمهم الاتراك وهم من جبل عامل لكن بقي شيعة ال البيت ع وبقيت آثار الشهيدين بن مكي العاملي ولازالت اللمعة الدمشقية التي الفها الاول وشرحها الثاني تدرس في الحوزات والجامعات الاسلامية، بحقبة صدام الجرذ اغتال واعدم شهيدين الشهيد الاول محمد باقر الصدر والشهيد الثاني الصدر الثاني محمد محمد صادق الصدر، سقط صدام الجرذ وبقي الصدرين شامخين، صدام اباد بيت الحكيم وبيت بحر العلوم وبيت المبرقع …..الخ لكن سقط صدام الجرذ الهالك وبقي المذهب وبقيت تلك العوائل الكريمة وانجبت قيادات لها مكانتها بالساحة الشيعية العراقية والعربية والاقليمية، يمكن عندما يتم استهداف جاماعات غير منضبطة من خلال اغتيال رؤوس تلك الجماعات تنتهي تلك الجماعات، وشهد العالم عمليات القضاء على عصابات يمينية بالعديد من دول العالم، قرأت مقال لكاتب مرتزق يكتب بصحف بدوية متخلفة طائفية يقول ان قرار ت رم ب في اغتيال س ل ي ما ن ي هو قرار كبير جداً على مستوى المنطقة وتوازناتها.
لا يشبهه إلا قرار إدارة جورج دبليو بوش إسقاط نظام صدام حسين،

يقول الجنرال …. ليس شخصية كبيرة داخل نظام إير….. وحسب. ما نكتشفه كل يوم منذ اغتياله قبل سنة، أنه هو شخصياً الدولة العميقة للنظام، ونقطة التوازن فيه، وطاقة الدفع خلفه.
اقول لهذا المستكتب في حقبة الثمانينيات واعني في بداية الثورية الاسلامية شن صدام الجرذ حرب تنفيذا لقرارات اسياده في اسقاط النظام الجديد، وحدثت خلافات بين قادة الثورة والكثير من الاحزاب اليسارية والليبرالية وتم استهداف قيادة حزب الجمهورية الحاكم واستشهد معظم قادة الحزب واغتيل قادة ومفكرين وفلاسفة، في اليوم الثاني تم انتخاب قادة للحزب واعضاء لمجلس الشورى، هرب رئيس الجمهورية ولم يؤثر شيئا، تم تفجير مقر الحكومة واستشهد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وقائد القوة الجوية وخرجت الملايين الشعبية لتشيع الشهداء وتم انتخاب رئيس جمهورية ورئيس حكومة وخاضوا حرب طويلة انتهت بقرار وقف اطلاق نار ومن ثم اتفاق سلام، قضية اغتيال الجنرال سليماني ضربة قاتلة الى إيران هذا الكلام غير صحيح، لايمكن لدولة ان تسقط بقتل او موت او اغتيال شخصية بارزة، لان تنظيم الدولة مدعوم شعبيا يختلف تماما عن الانظمة العربية المستبدة الغير شرعية ان اغتيال رئيس يعني سقوط النظام في اكمله، اغتيال شخصية مهمة يعني اضعاف للنظام، الكثير من الاشخاص لربما لو تم تركههم يموتون موت طبيعي مثل الاصابة بفيروس كرونا قتل هذا الفيروس شخصيات اكثر اهمية من اشخاص اخرون، لكن الاشخاص الاخرون تم اغتيالهم من داخل الدولة او بعامل خارجي فبلا شك من تعرض للاغتيال يكون معه تعاطف شعبي كبير وخاصة اذا كان من نفذ عملية الاغتيال رئيس دولة عظمى مثل امريكا، السلطات السعودية اعتقلت رجل دين شيعي اسمه النمر، شخصية بسيطة وعادية لكن عندما قامت السلطات الوهابية في اعدامه لحقد مذهبي دفين اصبح الشيخ النمر رمزا وبدأت حياته الحقيقية في يوم موته لو بعد الف عام يبقى ذكر الشيخ النمر، الطغاة يرتكبون حماقات يقتلون ويغتالون شخصيات تصبح تلك الشخصيات رموز وطنية، اتذكر في احداث النجف عام ٢٠٠٤ شاهدت الجنرال كينث عقد مؤتمر صحفي وقال نحن نرى سيد مقتدى الصدر امامنا ولو اردنا قتله لفعلنا لكن لا اريد ان يكون له مزار، بغض النظر عن صدق او كذب الجنرال كينث لكن كلامه على ارض الواقع صحيح، صدام الجرذ لو تارك الشهيد الصدر الاول وغيره احياء بدون ان يغتالهم ويجرم بحق الانسانية لما عشق عشرات الملايين من الناس الشهيد الصدر الاول والثاني، انا لست بصدد التقليل من مكانة الشهدين رضوان الله عليهم ولكن بصدد ان مافعله الجرذ الهالك كان حماقة وان حياة الشهيدين الصدرين رضوان الله عليهم بدأت من يوم استشهادهم، العالم اليوم يحتاج الى تهدئة وسلام وان لغة القوة والعنف لم ولن تحل أي مشكلة وإن ارادة الشعوب لم ولن تقهر.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

5.1.2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here