المستهدف عام ٢٠٠٣ و ١٩٩١ كان الجيش العراقي البطل ودولته وشعبه وليس صدام وحكمه

المستهدف عام ٢٠٠٣ و ١٩٩١ كان الجيش العراقي البطل ودولته وشعبه وليس صدام وحكمه

بقلم: البروفسورالدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

لابد من وقفة قصيرة بينما تحل الذكرى المئة لتأسيس الجيش العراقي امام الوضع الراهن وما حل بالجيش والدولة العراقية. قبل كل شيء يجب ان نفهم بان الجيش العراقي البطل هو جيش للعراق كدولة وشعب ووطن وليس لرئيس او ملك او طائفة دون أخرى. وقد تطور الجيش العراقي بشكل مهني وتدريجي ومسلكي وبلغ ذروة تطوره وكفائته اثناء وبعد الحرب العراقية الإيرانية. دافع من قبل ذلك عن فلسطين وعن سوريا وعصامتها دمشق التي حماها من السقوط عندما تحركت الدبابات العراقية على سرفها نحو دمشق فصارت حصنا لها ولايزال شهداء العراق في الحروب العربية الإسرائيلية في فلسطين والأردن وسوريا كما هم طياري العراق الذين دكوا خط بارليف اثناء الحرب المصرية الإسرائيلية. ولكن يبقى القتال ضد الفرس لمدة ثمان سنوات كما أرادها خميني شاهدا على بسالة وبطولات هذا الجيش الذي لم يقاتل مثله جيش كما قاتل لحماية البوابة الشرقية للامة العربية. بعد ذلك اصبح العراق يمتلك اقوى رابع جيش في العالم من حيث العدد والقوة والخبرات المتراكمة والتدريب وامكانيات التصنيع العسكري بعد جيش أمريكا وروسيا والصين. ولولا الخطأ القاتل والفخ الحقير الذي اوقعوا فيه الرئيس صدام حسين بما يعرف بحرب تحرير الكويت بعد ما جرى قبيل ذلك لكان للعراق وجيشه وقيادته شأنا اخر اليوم ولكانت منطقة الشرق الأوسط والعربية غير ما هي عليه الان. كان يمكن للعراق ان يصبح القوة المهيمنة بلا منازع وان يطور نفسه علميا واقتصاديا الى جانب الأمور العسكرية والأمنية والاستخبارية مما يجعله حصينا ومنيعا ضد الأعداء والطامعين وسدا حصينا لايمكن للاعداء من اختراقه او استهدافه بينما يحق للاصدقاء والعرب الفخر فيه. وعليه فان حرب ما يعرف بتحرير الكويت وما تلاها من صفحة الغدر والخيانة ثم الحصار الظالم البربري وبعدها حرب غزو العراق يكمل بعضها بعضا باستهداف الجيش العراقي أولا والدولة العراقية ثانيا ثم تمزيق شعبه وجعله مكب نفايات فارسية بمباركة أمريكية صهيونية.

مهما طال الزمن والتاريخ فان مجرمي الحرب جورج بوش الصغير وتوني بلير الحقير ومن جاء معهم من حزب الدعوة وغيره ممن يسمون انفسهم بالمعارضة سوف يتم محاسبتهم كمجرمي حرب ولهم في الاخرة عقابا شديدا وارواحا ازهقوها سوف تقف لهم بين يدي القادر المقتدر لينالوا جزائهم ولهم في الدنيا خزي عظيم. الأرواح التي تم ازهاقها تمتد منذ مجيء خميني للسلطة و عدم تمسكه بالدين وذلك بمخالفته لحسن الجوار الذي أوصى بها الإسلام وتدخله بمحاولة تصدير ثورته العنصرية الى العراق ثم إصراره على استمرار الحرب لمدة ثمان سنوات. هذه الحرب التي انهكت كلا البلدين ولم يستفيد منها الا أعداء الامة والصهيونية وتجار الأسلحة والمرتزقة من الخونة والعملاء اصر على استمرارها خميني. و الجيش العراقي تصدى بكل بطولة وخرج من هذه الحرب منتصرا ولهذا اتفقت اهداف الصهيونية ودول الاستكبار وايران على تمزيق هذا الجيش واسقاط دولته فحشدوا عليه جيوش مقدرات اكثر من ثلاثين دولة لاحتلال العراق عام ٢٠٠٣ بمباركة ايران وكان اول شيء فعلوه هو حل الجيش العراقي البطل والمجي بحرس وطني لايليق اسمه بمقام العراق العظيم. ومن ثم تصفية وابعاد عناصر الجيش الأصلي بعدها اذلاله في الموصل بترتيب مسرحية مكشوفة بين الفرس والمدعو نوري المالكي واشباهه من العملاء الذين قاتلوا ضد هذا الجيش وذلك بجعله ينسحب هاربا امام عدة عشرات من سيارات الحمل الصغيرة الذي كان يمكن قهرها وتدميرها بمدفع واحد من مدافع البطولة او راجمة صواريخ يعرفها الفرس جيدا جدا. ولكن كان مخطط لاذلال الجيش واخضاعه فيما بعد الى ميليشيات متعددة تقوم على خدمة دولة الارجنتين. وكما خرج علينا اشباه الكتاب ليسردوا قصصا مدفوعة الثمن عن كيف ان جنرال فارسي يفهم بارض العراق وأسماء مناطقها افضل من قائد في هذا الجيش وان صدقت الرواية فهذا أسوأ من عدم صدقها ومن العيب والخجل التبجح بها والاستدلال على مصداقية ذلك الفارسي. لايوجد ابعد من ذلك خيانة وعمالة في دول العالم القديم والحديث!

المهم ان الجيش العراقي اليوم في اضعف حالاته وهذا ما أراد له الأعداء من الصهاينة والامريكان والفرس. وهو من الذل والهوان والقهر الشديد ان يحكمه المرتزقة الذين حاربوا ضده وقتلوا أبنائه ومنتسبيه ومهدوا لاحتلاله واسقاطه ويقوم باهانته واهانة قادته من هم ارذل القوم واخونهم او معممين جهلة يلبسون عمامة الدين وليس لهم من الدين شيء بل هم ضد مباديء الدين لانهم يعملون ضد اوطانهم ويسعون للطائفية التي اسقطها الإسلام.

المجد والخلود لشهداء العراق الذين هم اكرم منا جميعا وخاصة الذين استشهدوا دفاعا عن البوابة الشرقية للوطن العربي ضد الاطماع الفارسية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here