المذاهب في تأريخ المسلمين

المذاهب في تأريخ المسلمين، الدكتور صالح الورداني

—————–
تسود المذاهب بكل صورها وأشكالها واقع المسلمين من قديم ..
وأزمة هذه المذاهب تكمن في كونها حلت محل الدين ، وأصبحت آداة فتنة للمسلمين..
واستثمرها الحكام والفقهاء المتعصبين..
ومذاهب المسلمين على مر التأريخ تدور في محيط السنة والشيعة..
• من السنة خرجت المذاهب الفقهية الأربعة غير المذاهب الأخرى التي لم تسلط عليها الأضواء كمذهب الليث بن سعد بمصر ومذهب الأوزاعي بالشام ومذهب داود الظاهري ببغداد الذي تزعمه من بعده ابن حزم بالأندلس..
وانتشر المذهب الحنفي في بلاد المشرق..
وانتشر المذهب المالكي في بلاد المغرب..
وانتشر المذهب الشافعي في الشام ومصر..
أما المذهب الحنبلي فكان أضعف هذه المذاهب وأقلها شأنا..
وخرجت أيضاً المذاهب العقدية مثل الخوارج والجبرية والمرجئة والأشاعرة والماتريدية والمجسمة على مستوى الماضي..
ومن الخوارج انبثقت الإباضية المنتشرة في سلطنة عمان وبعض مناطق الجزائر وإفريقية..
وخرجت من السنة المذاهب الصوفية التي انبثقت منها الطرق الصوفية..
ثم الوهابية بجزيرة العرب التي انبثقت من المذهب الحنبلي..
وخرجت من الوهابية السلفية بفرقها : التبليغية والتكفيرية والقتالية..
وقد حققت الوهابية أكبر انتشار للحنابلة على مر التأريخ..
• ومن الشيعة الإمامية خرجت العديد من المذاهب على مستوى الماضي والحاضر..
خرجت الزيدية المنسوبة لزيد بن علي بن الحسين الذي ثار على هشام بن عبد الملك وتم صلبه عام 122ه..
والزيدية تنتشر باليمن وهى مذهب الحوثيين..
وخرجت النصيرية المنتشرة ببلاد الشام وتركيا..
وانشقت الإمامية إلى فرقتين:
الإسماعيلية التي أقرت بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق..
والإمامية التي أقرت بإمامة موسى بن جعفر الكاظم..
و تمكنت الإسماعيلية من التواجد في ايران والشام ثم في بلاد المغرب قبل أن تنتقل لمصر على يد الفاطميين..
وانشقت الإسماعيلية بعد وفاة المستنصر الفاطمي عام 487ه إلى فرقتين بسبب الصراع على الحكم :
فرقة المستعلية نسبة للمستعلي الفاطمي الذي تولى الحكم بعد أبيه المستنصر..
وفرقة النزارية نسبة لنزار الشقيق الأكبر للمستعلي الذي أبعد عن الحكم ، والتي تنسب إليها فرقة الحشاشين..
ومن المستعلية برزت طائفة البهرة..
ومن النزارية برزت الأغاخانية..
وانتشرت الإسماعيلية في اليمن وبلاد الهند بعد سقوط الدولة الفاطمية وفرار الشيعة من مصر..
وعادت للبروز في مصر من جديد على يد البهرة والأغاخانية ولكن في محيط الهنود الوافدين الذين يعدون مصر من البلاد المقدسة لديهم لاحتوائها على رفات الأئمة الفاطميين وآثارهم..
وانتشرت الإمامية بالعراق وجزيرة العرب وبلاد الشام والهند وآسيا ثم إيران التي كانت سنية وقلبت شيعية على يد الصفويين..
وخرج من الإمامية المذهب الإخباري الذي يتبنى العقل الروائي ويلتزم بروايات أهل البيت ويمثل الأقلية بين الشيعة..
وفي مواجهته المذهب الأصولي الذي يتبنى الاجتهاد ويمثل أغلب الشيعة..
وعلى مستوى الحاضر برز مذهب ولاية الفقيه الذي تبنته الجمهورية الإسلامية..
هذا بالإضافة إلى الفرق المهدوية المنتشرة بالعراق وغيرها من البلدان..
وما يجب ذكره هنا أن للحكومات على مستوى الماضي والحاضر دور كبير في نشر هذه المذاهب ودعمها بالإضافة إلى دور الروايات التي تعد المرتكز الأساس لهذه المذاهب..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here