علي بن ابي طالب “ع” ح3 الفواطم

إرتبط إسم “فاطمة” بعلي إرتباطاً وثيقاً وأحاط به من كل الجوانب ، تطويقاً غير معهود ، لم يعرف قبله وربما لن يأتي بعده ، ولعله لا يحصل لغيره ، فأمه فاطمة بنت أسد وزوجته فاطمة بنت محمد وزوجته الأخرى فاطمة بنت حزام الكلابية ، وأخته فاطمة ، وأبنته فاطمة .
“فاطمة” الأم وزوجتين وأخت وبنت ، احاطة من كل الجوانب بإسم “علي” ، حالة غريبة وإرتباط موثق ، لا بل لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تستمر علاقته “ع” بالفواطم وتمتد الى أكثر من ذلك فحين هجرته “ع” سار بالفواطم أيضاً وكن (فاطمة بنت الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم وفاطمة بنت أسد وفاطمة بنت حمزة بن عبدالمطلب وفاطمة بنت الزبير بن عبدالمطلب ) .
علاقة غريبة لم تجمع لغير علي بن أبي طالب “ع” لم يحدثنا التاريخ عن حادثة مشابهة لها قبله ، ولم يدون لنا حالة مشابهة بعده ، كأن ذلك مختص به لا ينبغي لغيره “ع” .

الشيوعي الأول
لم تنبثق الشيوعية حين إنبثقت من فراغ ، وليست بدعة أو من المستحدثات في حينها ، بل سبقتها أفكاراً كثيرة عبر التاريخ سبقت الشيوعية المعاصرة بقرون مضت ، فالآيسيين ربما كانوا أول من بنى المجتمع أو المشروع الشيوعي ونفذوه أفضل تنفيذ واستمروا به حقبة طويلة من الزمن , حتى جاءت لحظة الفناء ، فلكل بداية نهاية .
بعدهم “الآيسيين” أقيمت مجتمعات أو مجمعات مشابهة للشيوعية أو توصف بذلك ، ألا إنها كانت مشتتة و لم تدم وقتاً طويلاً , حتى جاء الإسلام ، وظهرت الكثير من الفرق الإسلامية وانتشرت هنا وهناك ، ومن بين تلك الفرق من اعتنق الفكر الشيوعي لكن بنكهة إسلامية وصبغة دينية ، لعل القرامطة هم أكثر الفرق الإسلامية وصفوا بالشيوعية واعتناقها كمذهب ديني ومسلك روحي .
القرامطة هم فرقة إنسلخت من فرقة الاسماعيلية المنسوبة والمحسوبة على الشيعة ، كغيرهم من فرق الشيعة الأخرى اتخذوا من الأمام علي بن أبي طالب “ع” إماماً وقدوة ودستور حياة ، لكن بطريقتهم الخاصة.
كذلك من الفرق الإسلامية المتبعة للسنة من نهجت في بعض مناهجها منهج الشيوعية ، واختارت الأمام علي بن أبي طالب “ع” مثلاً أعلى رغم إن منهجهم منهج سني ولا يرتبطون بالشيعة في تقديم علي بن أبي طالب “ع” على الصحابة واتخذوا لهم مسار الوسطية بين الفرقتين ، سلكت الصوفية مسلك الشيوعية لكن اختلفت في التطبيق بسبب تفرعاتها ومناطق انتشارها وطبيعة مشايخها ومريديها واختلاف وتفاوت ثقافاتهم.
في أوربا ، ظهر الكثير من المفكرين ممن سبق ماركس بطرح الفكرة الشيوعية كل بمنظاره ، لكن افكارهم لم تجد الأرضية المناسبة لتنمو وتترعرع ، كالبذور التي زرعت في أرض سبخة ، لم يكتب لها النجاح ولم تحقق أي إنجازاً يذكر ، سوى تراكمية الطرح والتي بدورها كانت كافية لولادة الشيوعية المعاصرة.
بعض الشيوعيين المعاصريين اعتبروا الأمام علي بن أبي طالب “ع” (الشيوعي الأول) ، متناسين كثرة الشيوعيين عبر التاريخ ، لكن الفكرة بحد ذاتها وجدت الترحيب لدى الكثير من الشيوعيين الذين ينحدرون من أصول شيعية ، أما الشيوعيون الأخرون فانقسموا الى عدة أقسام حولها فكانوا :
1- الرفض القاطع : وهم قلة قليلة على اعتبار ان الأمام علي بن أبي طالب “ع” جزء من الدين الاسلامي والترويج له بـ”الشيوعي الأول” يعتبر ترويجاً للدين الإسلامي بين الشيوعين.
2- رفض خجول : شيوعيون أخرون رفضوا الفكرة لكن لم يصل بهم الحد لمحاربتها أو مناقشتها بنقاش حاد أو جاد خشية أن يخسروا رفاقهم المؤمنين بها , وبالتالي قد يتفرق شمل الرفاق.
3- ترحيب حار : هناك شيوعيون غيرهم رحبوا بالفكرة أشد ترحيب واعتبروها فكرة ناجحة لكسب المزيد من المؤيدين للشيوعية ، حيث ان غالبية الشعب العراقي كانوا من الشيعة ، ولعل هذه الفكرة تقرب الشيوعية من الشيعة وتحببها في نفوسهم.
4- ترحيب مقنن : بعض الشيوعيين الراسخين في الشيوعية رحبوا بها نظراً لكثرة الرفاق الشيوعيين من الشيعة وكثير منهم ينتمي للشيوعية إنتماءً سطحياً ، فكرة كهذه قد تكون كفيلة لتعميق صلتهم بالشيوعية وترسيخها في قلوبهم.
5- تحفظ : شيوعيون أخرون تحفظوا على هذه الفكرة ، وربما أوعزوا سبب ظهورها ونشوئها في رفاق من أصول شيعية ، لازال الأمام علي بن أبي طالب “ع” راسخاً في قلوبهم ويعتبرونه المثل الأعلى في كل شيء.

…. يتبع ان شاء الله
حيدر الحدراوي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here