تسرب المعلومات عن أصدقاء القوات الأمنية يحجم التعاون في مناطق تواجد داعش

بغداد/ تميم الحسن

قرر ما تبقى من عناصر تنظيم داعش معاقبة قرى في شرقي ديالى، بسبب تعاون الساكنين فيها مع القوات الامنية، وانخراط ابنائها في سلكي الشرطة والجيش. وشن التنظيم 3 هجمات في منطقة واحدة خلال اسبوع، تسببت بمقتل واصابة نحو 15 بين مدنيين وعسكريين.

ويتواجد داعش في ديالى بشكل “جماعات صغيرة”، فيما تواجه القوات الامنية صعوبة في الحفاظ على “سرية المعلومات” ما يُعرض بعض العسكريين والمتعاونين معهم الى القتل.

مسؤول تنفيذي سابق في ديالى يقول لـ(المدى) ان “اخطاء امنية كبيرة تحدث في مناطق شمال شرقي ديالى، تسببت منذ نهاية العام الى ارتفاع عدد الهجمات”.

واشار المسؤول السابق الى وجود “اخفاقات في الجهد الاستخباري، وعملية الحفاظ على المصادر الامنية”.

ومنذ بداية العام الجديد يستمر تنظيم داعش بمهاجمة القوات الامنية واصدقائهم من المتعاونين مع الحكومة، في أسلوب دشنه التنظيم في الشهرين الأخيرين من 2020.

وكشفت (المدى) في الاسبوع الماضي، عن اعتماد ما تبقى من التنظيم على “حالات فساد” سمحت بـ”تسريح” عدد من معتقلي التنظيم المسلح.

كما كشف مسؤولون، عن وجود تلاعب في سجلات بعض القوات الامنية في مناطق شمال بغداد، تربك الامن في تلك المناطق، ومنها ديالى.

بالمقابل تقول القيادة العسكرية في العراق، بعد اكثر من 3 سنوات على التحرير، ان القضاء على “فلول داعش” اصبحت “مهمة سهلة”.

بين جلولاء وخانقين

لكم ما يجري في حدود بلدتي جلولاء وخانقين، شمال شرقي ديالى، يكشف عن وجود تحركات “مريحة” لبقايا داعش رفعت الهجمات من هجوم كل اسبوع الى 3 هجمات أسبوعيا.

واستطاع التنظيم مساء السبت، اقتحام منزل لاحد المنتسبين في الاجهزة الامنية هناك، واشتبكوا مع الحشد العشائري ايضا.

وبحسب مصادر (المدى) في مناطق شمال شرقي ديالى، ان “نحو 5 مسلحين من داعش، يحملون اسلحة خفيفة هاجموا ليل السبت منزلا في حي الشهداء في اطراف جلولاء”.

ووفق المصدر، ان المنزل كان لاحد المنتسبين في “مكافحة الاجرام” جلولاء 70كم شمال شرقي بعقوبة، حين تبادل معهم الرصاص، واصيب المنتسب وشقيقه بجروح ثم توفي الاول بعد وقت قصير متأثرا بالاصابة.

وساعد في ذلك الوقت وصول عدد من مقاتلي الحشد العشائري في جلولاء، ما اضطر المسلحين الى الهروب، دون ان يتمكن الحشد من قتل او اعتقال احد من المجموعة.

واصيب في الهجوم، بحسب المصدر الامني، كل من صخر عبد صالح الخلف الكروي، رائد فاضل الكروي، رعد معن الكروي، وعلي محكمة (الذي توفى بعد ذلك).

ودعا احمد الجبوري، النائب عن المحافظة في تصريح صحفي، عقب الهجوم الاخير الى “تغييرات امنية” في ديالى، لتفادي ما اسماه بـ”نزيف حلوان”.

وحلوان هي المنطقة التي تشهد منذ الاسبوع الماضي، هجمات متكررة من بقايا تنظيم داعش، تسببت بمقتل 3 عسكريين واصابة 10 آخرين بين مدني وعسكري.

وجاء الحادث بعد 5 ايام من هجوم مماثل جرى في “حلوان” تسبب بمقتل جندي واصابة آخر، فيما استخدمت بالهجوم بنادق قنص.

وسبق ان حذر اعضاء في لجنة الامن والدفاع النيابية من زيادة استخدام القنص في مهاجمة القوات الامنية في ديالى.

وكان الهجوم الاول في الاسبوع الماضي، على ثكنة عسكرية في حلوان، قد انتهى بمقتل جندي واصابة 6 آخرين.

أزمات سياسية

وتقع هذه الهجمات في المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان، حيث ابعدت “البيشمركة” من هناك قبل اكثر من 3 سنوات.

ويقول عبد الخالق العزاوي عضو لجنة الامن في البرلمان لـ(المدى) ان “تكرار تلك الحوادث في هذه المناطق لا يخلو من بعض الغايات السياسية”.

ويعتبر النائب عن ديالى ان الازمات السياسية بين بغداد واربيل بالاضافة الى وجود خليط من العرب والكرد في شمال شرقي ديالى “يستغله داعش لصالحه”.

وفي صبيحة الهجوم الاخير على حلوان، عثر اهالي حي الشهداء في جلولاء، على جثة مقطعة تعود لاحد السكان.

وبحسب اهالي المنطقة، فان الجثة هي لـ”بائع دجاج” كان “داعش” قد اختطفه قبل ايام من اطراف جلولاء.

وكشفت (المدى) في وقت سابق، عن غيابات كبيرة في سجلات الجنود والحشد والشرطة في ديالى تصل الى نصف العدد الحقيقي لتلك القوات، ضمن مايعرفون بـ”الفضائيين”.

ويطلق وصف الفضائي على عناصر الامن والجيش الذين يُتقاضى عن المرؤوسين رواتبهم ومخصصاتهم المالية مقابل منحهم اجازة مفتوحة.

وتوجد في ديالى 9 تشكيلات عسكرية من الجيش والشرطة ومكافحة الارهاب، بالاضافة الى نحو 4 تشكيلات تابعة للحشد الشعبي. ويقول المسؤول التنفيذي السابق في ديالى والذي كان يعمل القرب من قيادة العمليات ان “الاجهزة الامنية تحتاج الى السيطرة على الخروقات التي تتسبب بتسريب المعلومات وخاصة المتعلقة بالمصادر”.

ويشير المسؤول السابق الى ان “المصادر المحلية المجندة في ديالى بدأت تخشى العمل مع الاجهزة الامنية، بسبب مقتل عدد كبير منهم على اثر تسرب تلك المعلومات”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here