انه زمن سيادة الرويبضات العربية

انه زمن سيادة الرويبضات العربية

بلداننا العربية تمر في اسوء مرحلة تاريخية من وجودها فقد سبق ان تنبا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الصدوق الذي قال الله تعالى فيه “وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى” اذ قال في حديث صحيح. سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل وما الرويبضة يارسول الله قال الرجل التافه يتكلم في امر العامة.
لقد شخصنا وشخص الكثير من الاحرار غيرنا الداء الذي تعاني منه منطقتنا وذكرنا في نفس الوقت مع غيرنا الدواء. لكن الامور خرجت من السيطرة فلا الثورات غيرت شيئا ولا دعوات الاصلاحات كان لها حظ في التطبيق. لقد تمكن انصار واتباع الرويبضات من تدجيننا وترويضنا فسيطروا على مقاليد الامور في بلداننا. اذ تولى الامور شرارنا حتى اصبحنا وامسينا ندعوا عليهم بالويل والثبور وعظائم الامور ليل نهار ولا يستجيب الله لنا.الامر ليس بالغريب فقد حذرنا رسول الله الركون الى الدعة والراحة وعدم تحمل مسؤلية مراقبة ونصح الحكام اذ قال لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليسلطن الله عليكم شراركم فتدعون فلا يستجاب لكم. وفي شطر حديث اخر بنفس المعنى يقول ليس لكم ناصر في الارض ولا في السماء. اذن عندما عرف السبب في تاخرنا وهواننا عن بقية الامم نتيجة تهاوننا في تاطير الحكام ومحاسبتهم وترك الحبل على غاربه للاجانب. بطل العجب عندما نرى وامام اعيننا تهاوي وانهيار منظومة بلداننا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية والعسكرية.
لقد امر القران الكريم وسنه رسول الله ان توكل قيادة الامم بعد الانبياء والرسل الى اغلبية الشعب. لكن ينبغي ان تكون اغلبية منتخبة مختارة وفق موازين العدل والامانة والصدق والكفاءة والعلم والاخلاص. فقد قال رسول الله لا تجتمع امتي على ضلال. لقد سبق ان حذرنا القران الكريم من الارتكان الى الظالمين “ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار”.كما ان الظلم حرمه الله تعالى على نفسه وجعله محرما بين عباده. لذا فقد كانت المحصلة الماساوية لارتكاننا الى الظلمة ان قاد دولنا شرار قومنا حتى وصلنا الى اسوء حال. عندما اضحى الرويبضات اليوم يتحكمون في مصائر شعوبنا وبيدهم زمام الامور. مع العلم انهم اجهل الناس علما ومعرفة بالشؤون العامة.
لناخذ العراق مثلا واضحا لخراب المنطقة العربية فنرى ان اغلب النواب جهلة وبعضهم لا يمتلك شهادة جامعية او تجربة حياتية متميزة. كي يتصدى للامور التشريعية التي وكل بها وانتخب من اجلها. لقد نسوا او تناسوا حديث رسول القائل قاض في الجنة وقاضيان في النار. سأله الصحابة يا رسول الله عرفنا ان القاضي العادل في الجنة والقاضي الجائر في النار فمن هو القاضي الاخر من اهل النار. قال هو القاضي الجاهل لانه يعلم بجهله بالقضاء لكنه وافق لاخذ المنصب. اي ان دخول النار ليسً فقط للظلمة والمجرمين انما ايضا لمن ياخذ مكانا عاما ليس هو اهلا له. اما الحكومة فهي فاسدة مفسدة تتحكم فيها اللوبيات الامريكيه الاسرائيلية الايرانية واولوياتها ليست خدمة شعبها. اما رجال الدين فقد تحولوا الى رؤساء عصابات مليشياوية اجرامية ولا يفهمون من الاسلام وعلوم عالمنا المعاصر غير شؤون الزواج والطلاق والمآتم والدعاء. صدق رسول الله الذي قال عن زماننا يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين،
الدكتور نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here