بلاغ وبيان

بلاغ وبيان، الدكتور صالح الورداني
———-
من خلال متابعاتي لكتب التراث على مستوى السنة والشيعة تبين لي أن هذه الكتب صورة من بعضها..
كتب التفسير صورة من بعضها..
وكتب التأريخ صورة من بعضها..
وكتب الفقه صورة من بعضها..
وكتب الأحاديث صورة من بعضها..
وبقى علينا أن نثبت ما هو السابق من هذه الكتب وما هو اللاحق..
وما الذي يدفع بفقيه أو مفسر أو محدث أو مؤرخ بأن ينسب لنفسه ما ليس له..
أو يكرر أقوال من سبقوه..
هذا بالإضافة إلى كم الإسرائيليات والموضوعات التي تزدحم بها مثل هذه الكتب..
والتي بنيت عليها عقائد وأحكام تبناها المسلمون وعملوا بها على مستوى الماضي..
ولا زالوا يتبنونها ويعملون بها على مستوى الحاضر..
وعندما كنا في الوسط السني كنا نتعامل ببراءة شديدة مع الرموز السنية والمتصدرين للمشهد في تلك الفترة..
وعندما انتقلنا للوسط الشيعي تعاملنا بنفس البراءة مع رموز الشيعة والمتصدرين للمشهد الشيعي..
غير أن النتيجة كانت واحدة..
وهى أننا وقعنا في شراك مذاهب ورجال..
وما هربنا منه في الوسط السني وقعنا فيه في الوسط الشيعي..
من هنا أدركت مدى عمق أزمة الخطابين السني والشيعي..
وأعد نفسي واحداً من الذين أدركوا ذلك متأخراً..
وليس هذا بالعيب فإن اتخاذ القرارات في الأمور العقدية أمر يحتاج إلى بحث ودراسة وتجارب قد تكلف
المرء سنوات طويلة من عمره..
وقد أنفقت سنوات شبابي في الوسط الإسلامي السني والشيعي..
وفي الوسط الثقافي والسياسي..
وفي السجون والمعتقلات..
وتلقيت الكثير من الضربات والطعنات من هنا وهناك..
وما فرضته علي كل هذه التجارب هو أن استمر في رسالتي : التبليغ والتبيين..
وأن أقدم تجربتي وعصارة فكري خالصة للناس..
دون حساب لردود الأفعال..
وما خلصت إليه في النهاية أن المسلمين اليوم يحتاجون لهزة شديدة تنتفض من خلالها عقولهم وتزيل ما
تراكم عليها من موروثات وخرافات ومعتقدات بالية..
وهذه الهزة ليست على مستوى الدين فقط بل على مستوى الثقافة المجتمعية أيضاً..
وهو ما نعمل على بيانه وتبليغه من خلال مقالاتنا..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here