مفتش آثار ذي قار: استحداث مراقبِيّات إضافية لحماية المواقع الأثرية

ذي قار/ حسين العامل

أعلنت مفتشية آثار ذي قار عن تسليم أكثر من 1000 قطعة أثرية الى متحف الناصرية والهيئة العامة للآثار خلال عام 2020، وفيما بينت أن القطع الأثرية هي حصيلة عمل 11 بعثة تنقيبية أجنبية وما عثر عليه المواطنون وشرطة حماية الآثار خلال جولاتهم التفتيشية،أكد تراجع أعمال النبش والتجاوزات على المواقع الأثرية بعد استحداث أربع مُراقبِيّات للآثار.

وقال مفتش آثار ذي قار طاهر كوين لـ(المدى) إن “مفتشية آثار ذي قار وبالتعاون مع شرطة حماية الآثار والتراث تمكنت خلال عام 2020 من العثور على أكثر من 500 قطعة أثرية خلال الجولات التفتيشية في المواقع الأثرية في محافظة ذي قار”، وأضاف “فيما قام مواطنون بتسليم نحو 150 قطعة أثرية أخرى الى المفتشية خلال العام المذكور”.

وأشار كوين الى أن “القطع الأثرية تم تسليمها الى متحف الناصرية الذي يسلمها بدوره الى المتحف الوطني في بغداد”، وأردف أن “المفتشية سلمت كذلك 364 قطعة أثرية أخرى الى الهيئة العامة للآثار والتراث من خلال منتسبيها المشاركين بأعمال البعثات التنقيبية الأجنبية”.

وأوضح مدير مفتشية آثار ذي قار أن “القطع الاثرية التي تم تسليمها تعود لحقب تاريخية وعصور حضارية مختلفة من بينها عصور فجر السلالات والحضارة السومرية ولارسا ولكش الثانية وغيرها من الحقب الحضارية”، مبيناً أن “القطع التي تم تسليمها للهيئة العامة للآثار هي حصيلة عمل 11 بعثة تنقيبية أجنبية أجرت أعمالاً تنقيبية في مواقع أثرية مختلفة من المحافظة خلال عام 2019”.

وأشار كوين الى أن “البعثات التنقيبية توقفت عن العمل خلال عام 2020 بسبب وباء كورونا والحراك الاحتجاجي الذي شهدته البلاد”.

وعن جنسيات البعثات التنقيبية التي عملت في المحافظة قال مدير مفتشية آثار ذي قار إن “البعثات التنقيبية تتمثل ببعثتين إيطاليتين واحدة تعمل في موقع “أبو طبيرة” الأثري بالناصرية والأخرى في “تل زرغل” في قضاء الدواية وبعثة تنقيبية أميركية تعمل في مدينة أور الأثرية وبعثة فرنسية/إيطالية مشتركة تعمل في موقع أريدو وبعثة فرنسية تعمل في موقع لارسا وبعثة بريطانية تعمل في موقع تلو في قضاء النصر وأخرى تعمل في “تل خيبر” غرب الناصرية وبعثة أميركية تعمل في موقع إباء في قضاء الدواية وبعثة تنقيبية سلوفاكية تعمل في موقع جوخا شمال الناصرية وهناك بعثة مسح أخرى تعمل في موقع جوخا أيضاً”.

وعن حماية المواقع الأثرية قال كوين إن “تكثيف الجولات التفتيشية للمواقع الأثرية وافتتاح مُراقبيّات آثار إضافية خلال العام الجاري حدّ بصورة كبيرة من أعمال النبش وسرقة الآثار”، مؤكداً أن “افتتاح 4 مُراقبيّات إضافية في كل من سوق الشيوخ والرفاعي والبطحاء والشطرة أسهم بتأمين الحماية المطلوبة للآثار فقد أصبحت حماية المواقع الأثرية بعهدة 6 مُراقبِيّات بعد أن كانت بمراقبيتين فقط”.

مبينا أن “استحداث المُراقبيّات الجديدة أتاح إمكانية متابعة المواقع الأثرية ومراقبتها عن قرب وتسهيل حركة المواطنين ومراجعاتهم المتعلقة بالمعاملات الزراعية ناهيك عن الجولات التفتيشية المتواصلة التي تقوم بها شرطة حماية الآثار التي حدّت من التجاوزات على المواقع الاثرية”، منوهاً الى أن “تنامي الوعي بقيمة الآثار لدى المواطنين أسهم هو الآخر في الحفاظ على المواقع الأثرية وحمايتها وهو ما تجلى بقيام العديد من المواطنين بتسليم ما يعثرون عليه من قطع أثرية الى الجهات المعنية”.

وتضم محافظة ذي قار نحو 1200 موقع آثاري يعود معظمها إلى عصر فجر السلالات والحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والفرثية والساسانية والعصر الإسلامي، وتعد من أغنى المدن العراقية بالمواقع الآثارية المهمة، إذ تضم بيت النبي إبراهيم (ع) وزقورة أور التاريخية، فضلاً عن المقبرة الملكية، وقصر شولكي ومعبد (دب لال ماخ) الذي يعد أقدم محكمة في التاريخ.

وتكتسب اعمال التنقيب اهمية كبرى في توثيق الطبقات الحضارية وتحديد الحقب التاريخية وطبيعة الحياة الاجتماعية والدويلات التي كانت قائمة آنذاك بدقة كبيرة، كما تحافظ على الكنوز واللقى الآثارية من النهب والسرقة ولاسيما ان البلاد تعرضت لأشرس هجمة نهب وسرقة للمتاحف والمواقع الاثرية ابان الفترة التي اعقبت التاسع من نيسان 2003.

وتعمل البعثات التنقيبية الدولية ضمن عقود مبرمة مع وزارة السياحة والآثار وبعض هذه العقود يمتد لخمسة اعوام.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here