يا بائع الشاي يامغدور صبرا فإن مرعى الغادرين وبيل !

يا بائع الشاي يامغدور صبرا فإن مرعى الغادرين وبيل !

احمد الحاج

لعل من أجمل ما قرأت وطالعت على صفحات الأصدقاء في مواقع التواصل والاتصال ممن جادت قرائحهم بعبارات مؤثرة جدا أعقبت التفجير الاجرامي اللئيم الذي طاول الفقراء الأبرياء في ساحة الطيران وسط العاصمة بغداد وأوقع 32 قتيلا واكثر من 110 جرحى بحسب احصائية وزارة الصحة العراقية في خميس دام أعاد الى الذاكرة أياما سود اصطبغت بالأحمر القاني، قولهم”ملابس البالة متعطرة بدمهم ..اثاري ارواح الفقراء تنزيلات” وقولهم “مات بائع الشاي،ليعيش بائع الوطن” وقولهم “مات أبو حاجة بربع ليحيا الباكوا وطن شلع قلع” وقولهم “يقتلون الشرف والفضيلة، ليحيا العار والرذيلة ” ولسان حال الجميع يردد” يا بائع الشاي يامغدور،صبرا فإن مرعى الغادرين وبيل “،واضيف وعلى ذات النسق بملء فمي وببركان يغلي في دمي :
مات بائع الخُضرة ليعيش المتحصن بالمنطقة الخضرة ..مات بائع الرصيف ليثرى الفاسد بقلع وصبغ رصيف ..مات من وارده في اليوم 5 الاف دينار ليعيش من وارده في الشهر 5 مليارات دينار..مات الشريف الكادح ليعيش السارق الطالح ..مات من يكد بالبرد القارس والحرالقائظ والامطار ليعيش من يبدد الاموال في صالات الروليت وعلى موائد القمار..مات من يبيع البالات ليعيش تاجر المخدرات..مات بائع النفاخات ليعيش بائع الشعارات..أو كما تقول أمثالنا الشعبية مع بعض الاضافة “يكد ويموت ابو كلاش وياكل ابو جزمة “حقا وصدقا ” الموت ما ياخذ حطب لم ..ياخذ ورد جوري ويشتم ” فيا سواق التك تك والستوتات،يا من فطورهم وغداؤهم وعشاؤهم ..لفات ،وكأني بأم بائع الشاي الجوال مع الترمس المحمول وأقداح السفري والذي ظهر في الصور المؤلمة جثة هامدة ملقاة على الارض بعيد الانفجار مباشرة ومن حوله ترمسه واقداحه متناثرة في كل مكان كرياحين تزفه الى الجنة،وحين سيقال لها صباحا كما كان يقال لها في كل يوم يذهب فيه ولدها الكادح الى هناك ..الى الارصفة ..الى الازقة ..الى الحارات ..الى مساطر العمال والكادحين في بلاد النفط وووالجائعين ..في بلاد الغاز وووالمستأجِرين ..في بلاد الكبريت وووالعاطلين ..في بلاد الفوسفات وووالمحرومين ..في بلاد النهرين وووالظمآنين ..في بلاد الحضارة التي علمت البشرية الكتابة وووالاميين ..في بلاد الخائفين والمهجرين والنازحين والمدينين والمظلومين والمشردين والمخدوعين ..ليبيع على الارصفة شايا بين الكادحين كانت أمه تعده له كل صباح مع صياح الديك واذان الفجر “خدري الشاي يا أم فلان فقد حل الفجر ورفع صوت الاذان ” ،فتقول ” بعد ما راح وليدي وضوة عيوني ياناس هذا الشاي المن …أخدره ؟!
واقول للاشقاء العرب ممن قد ترهقهم بعض المفردات البغدادية العامية الغريبة عنهم ويجدون صعوبة في فهمها ، ” اخدر الشاي، معناها بالعراقي = أعد الشاي وأجهزه، وهناك اغنية شعبية قديمة وشهيرة يقول مطلعها ” خدري الشاي خدري ” فتجيب الحبيبة “عيوني المن – بمعنى لمن -أخدره ؟!” وقد استعرت هذا المضمون ها هنا للتنويه .
واذكر الجميع بأن الحقيقة شيء والأماني والأحلام شيء آخر تماما فجل من خرجوا علينا من المحللين العرب واذنابهم في القنوات والوكالات العربية،كذلك نظراؤهم من العجم وذيولهم في القنوات والوكالات العجمية، يوم التفجير الدامي كانوا من الصنف الثاني تحديدا – وأعني به الصنف العاطفي – الذي يريد تحليل مجمل الأحداث وتسطيحها وتسويقها بما يسقط خصومه، يشوه صورتهم ،يضعف مواقفهم، يزعزع الثقة بهم ، يؤلب الجماهير ضدهم ، فيما يحرص هو على إعلاء شأنه ،تبرئة ساحته ،دعم خطواته وتحركاته وطروحاته ونظرياته ، تأييد مواقفه وشعاراته،كسب التعاطف الجماهيري لصالحه فقط لاغير، والجمهور ومع شديد الاسى والاسف يصدق هذا الطرف ويكذب ذاك وبالعكس ،بناء على التبعية -الساذجة – وأعني بها تبعية القطيع المساق الى المجزرة يوميا وعلى مدار الساعة للموت والهلاك والقتل والجوع والفقر والاقتتال بالوكالة، ومعظم تحليلاتهم وطروحاتهم – فالصو – لأن الحقيقة هي غير ما يتمنون ويحللون ويشتهون بناء على رغبة القطيع لتخديره لأن جمهور او بالأحرى قطيع كل واحد منهم “يريدها هكذا تلقى على عواهنها لتريحه نفسيا ” بينما الضمير والمنطق يفرضان على المراقب والناشط والمحلل السياسي،الامني ،الاعلامي،ان يقول كلمة الحق ولو على نفسه بناء على، ان”مجريات الاحداث والوقائع جرت هكذا، وليس على اساس أن الجمهور وعلى قول الاشقاء المصريين ” عايز ان تكون الحقيقة كده ” .
وللمرة الدشليار( 63 صفرا امام الرقم )، ان”التحليل العقلاني والموضوعي والمنطقي والاستقرائي المعتمد على إعمال الفكر في المضمون وتقليب الطرف بتسلسل الأحداث وخلفياتها ومآلاتها وقراءة ما بين السطور ، استقراء الماضي،قراءة الحاضر،استشراف المستقبل ،سبر أغوار الحدث،متابعة مقدماته ونتائجه، مدخلاته ومخرجاته،تسليط الضوء على المعتم من جوانبه،إماطة اللثام عن المخفي من وجهه الكالح،وضع النقاط على الحروف غير المنقطة منه تشكيل الكلمات غير المحركة في سياق عباراته، تفصيل مجملها، توضيح مشكلها ، تخصيص عاما ،تقييد مطلقها شيء”والتحليل العاطفي والوجداني والسطحي للاحداث -تحليل الاماني والاحلام – شيء آخر تماما …لقد سمعت وتابعت من قال بأن “التفجير تقف خلفه اجندة سياسية بعيد تأجبل الانتخابات الى تشرين الاول المقبل ، ثأرا لهذا التأخير ،علما ان الموعد الاخير بدوره قابل للتمديد الى إشعار آخر لعدم اكتمال استعدادات مفوضية الانتخابات حاليا ولأن المحكمة الاتحادية التي يتوجب عليها المصادقة على نتائج الانتخابات غير مستعدة كذلك ” على حد زعمهم ..ومنهم من قال،بأن “التفجير يأتي لتفويت الفرصة على من ينوون الخروج في تظاهرات احتجاجية حاشدة للمطالبة بعدم تأجيل الانتخابات في ساحة التحرير والتي لاتبعد سوى امتار قليلة على التفجيرين الانتحاريين المروعين “على حد وصفهم، وبعضهم قال،ان “التفجيرين قد تم توقيتهما بالتزامن مع مفاوضات تجرى من خلف الكواليس مع بعض الفصائل المسلحة حاليا من دون تسميتها للحيلولة من دون الاتفاق معها ” بزعمهم ، ومنهم من أرجع توقيت التفجيرين الى قرب موعد الانتخابات النيابية في محاولة لإعادة الاصطفاف الطائفي والعرقي مجددا كما حدث مرارا وتكرارا في الانتخابات السابقة ، ومنهم من زعم بأنه محاولة للفت انظار بايدن الى العراق ليضعه في مقدمة اولوياته، ومنهم من إدعى بأن التفجير غايته ابقاء القوات الاميركية التي قرر ترامب تقليصها في العراق – وهو أكبر كذاب على وجه الأرض – ، ولكل منهم وجة نظره وادلته التي قد تجانب الصواب تارة وتخالفه تارة أخرى، فيما كتبت متسائلا تحت هاشتاج انتشر بكثرة وتصدر الترند
#بغداد_تنزف_من_جديد ترى هل بدأ الخبث الديمقراطي الاميركي مبكرا ومن أول يوم لتنصيب الـ”باباي…دن”؟ اذ لاشك بأن ما يميز “اصحاب الفيل”الجمهوريين في اميركا ،عن غرمائهم التقليدين من “الحمير” الديمقراطيين هناك ،أن عداءهم علني وكرههم ظاهري بخلاف -الدم قراطيين – فهؤلاء عداؤهم غير معلن ومبطن ولاتدري متى ينفثون سموسهم ويباغتونك بغدرهم
ففي أول يوم لتنصيب المجاهر بصهيونيته علنا ،صاحب مشاريع تقسيم العراق وعموم المنطقة ،المؤيد للكيان الصهيوني على طول الخط ، الـ” باباي ..دن” وزوجات ابنائه الثلاثة يهوديات متشددات ، خلفا للجوكر التاجر الارجوز”ترامب ابو كذلة وشعر اشقر وسارح كخصر الراقصة اللعوب نواعم ،مع الهوا يميل” اقول في اول يوم لتنصيبه وقع انفجار دموي وسط العاصمة بغداد هو الاول من نوعه منذ عدة سنين راح ضحيته العشرات بين قتيل وجريح ،الامر الذي اعاد الى الاذهان مشاهد الدم والعنف والاشلاء الممزقة ظلما وعدوانا وكلهم من المدنيين الابرياء العزل ،بما يذكرنا بعهد “اوباما “الاسوأ على العراق وعموم المنطقة العربية من عهد سلفه – بوش الابن اللعين – ، فهل سيبدأ المسلسل اياه والذي سبق له ان بدأ في 2011 عربيا مع ما يسمى بثورات الربيع العربي التي بدأت شعبوية وعفوية وانتهت دولية ومريبة بعد ان قادها وحرف مسيرتها الصهيوني الفرنسي برنار هنري ليفي ، فدمرت ليبيا واليمن وسورية وكادت ان تطيح بتونس ومصر وقبلها في العراق وتسبب بدمار هائل اتى على البنى التحتية للبلدان المذكورة من القواعد علاوة على نزوح وتهجير واعاقة واصابة وهجرة عشرات الملايين داخل وخارج البلاد فضلا عن تمزيق النسيج المجتمعي وظهور عشرات العصابات والميليشيات والجماعات،وتدخل الدول الكبرى وبناء القواعد العسكرية ، وانهيار العملات المحلية لصالح الاجنبية ،وما رافقها من تضخم مرعب وركود اقتصادي وانتشار البطالة والابتزاز والاحتكار والسرقة والسطو المسلح والاغتصاب والقتل على الهوية ، وقطع الطرق وانتشار المخدرات والاوبئة والانتحار ؟!
وللفائدة العامة اقول” لن تسمع ايا من الفريقين المتجادلين والمتبادلين للاتهامات فيما بينهما يوما وهو يتهم أو يزج على الاقل بإسم -الكيان الصهيوني المسخ وحكومة العالم الخفية – أو الماسونية العالمية واذرعها الاخطبوطية من بناي بيرث، وروتاري ، وليونز ، وفرسان الهيكل ، وبلاك ووتر، وآل روتشيلد، وآل روكفيلر،ومجموعة بيلدبيرغ ، ومنظمة الصليب الزهري ،ومنظمة الجماجم والعظام ونحوها ، كطرف ثالث فاعل جدا في اي حدث خطير مهما كان مروعا ، ربما لأن الكل يعمل بصورة او غير مباشرة من حيث يدري ولا يدري لصالحهما في الخفاء ويكفي احدهم وبعيد كل حدث أن يسارع بإتهام خصمه اللدود – وهو مجرد عبد وتابع ذليل – لتبرئة نفسه وتزكية – سيده – الاصلي عمدا أو سهوا ،إضافة الى تحقيق مصالحه وتنفيذ مخططاته حتى ،ان ” الشيخ كوهين يوسف ” اللاوسيم يوسف ” قد خرج علينا مؤخرا في كلمة مطولة وهو يعدد فضائل الكيان الصهيوني واصفا إياه بأنه ” لم يقتل ، لم ينهب ، لم يسلب ، لم يلق بالبراميل المتفجرة ، لم يهجر ، لم يشرد ، لم يعدم ، لم يظلم ،لم يفجر ” على حد زعمه ،والفضل في ذلك الهراء كله انما يعود الى تحليلات الاماني”التي تسوق التهم الجاهزة للاخر- أي آخر – فورا وبعيد كل حدث بدقائق معدودة وفي كل وقت وحين شريطة ان لايكون هذا الأخر هو الكيان ولا الحكومة الخفية ولا توابعها مطلقا وأبدا ، مع ان ما يجري لايبريء ساحة الاذناب والتوايع ولا ذممهم بتاتا الا انهم وفي نهاية المطاف مجرد اذناب وذيول وسيظلون كذلك ،وعليك توجيه اصابع الاتهام الى رأس الافعى بدلا من ذنبها لتفهم كثيرا مما لايمكنك فهمه بتحليلات الاماني التي تجعلك تدور في متاهة داخل حلقة مفرغة لن تغادرها يوما قط ” ونتيجة ذلكم الهراء هي ان الكيان قد تحول بمرور الوقت الى حمل وديع وملاك طاهر والى موناليزا وصار يمتلك من الشرف والحكمة والنبل والفروسية ما يستحق الهرولة للتطبيع معه وتقبيل يديه وقدميه واقامة دين ابراهيمي مصطنع ومفصل على مقاسه ستضم اليه البوذية والهندوسية والجانتية والزرادشتية والبهائية والقاديانية وشهود يهوه والساينتولوجي والرائيلية وكنيسة الشيطان وكنيسة مون والجوثيك قريبا جدا بما يمكنك تسميته بـ ” دين الاعور الدجال ” العالمي الجديد الذي يراد منه محو الاديان السماوية وركن الكتب المقدسة وتنحيتها جانبا واذابة أواصر الانتماء اليها وتجميد الانتساب الولاء لها، كل ذلك اكراما للكيان ولسيده الاعلى – الماسونية وتوابعها – مع اهدائهما كل النفط والغاز والثروات مجانا – وفوكاها بوسة – لعل احدهما او كلاهما يرضى ، ولن يرضى ، وهذا هو مرادهم .اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here