عزرائيل

ايام الحرب مع ايران كنا نجلس في اوقات العصر على الساتر الترابي نتبادل الاحاديث .. والقاء النكات والحسرات مع زفيرها على اعمارنا المهدورة للاشيء سوى بقاء حافر الصنم جاثما على الابدان المكتوية باصابع خيبة الشموع على جسد الوهن الذابل بعدان يمضغ سر الحياة
كانت واحدة من النكات التي قادتني الى حضيرة الاستخبارات حين سأل أحدهم عن الامنية التي يتمناها كل قال رغبته لكني كنت افكر بعمق عسى ان تتحقق هذه الامنية بسرعة حتى انهي دوامة الفوضى ونعيش مثل البشر ما صرحت به اثار زوبعة من الضحك والسخرية
تمنيت شيئا فنطازيا مستحيل الحدوث .. ما يضر لو ان الله العظيم جعلني عزرائيل اربعة وعشرون ساعة فقط . اعرف انها تخريف لشخص يائس لكني دفعت ثمنها غاليا عند منتصف جاءت سيارة الاستخبارات ومعها منتسبيها عصبوا عيوني ومضوا بي الى مكان مجهول حيث تعرضت لآقسى الاهانات كنت أصرخ ببكاء يشق الصدر ماذا فعلت ؟ لم هذه المعاملة الفضة ؟ سمعت صوتا ميزته جيدا
لاتحزن انك لم تر شيئا بعد .. سننقلك الى المنظومة وتعيش في فندق خمسة نجوم .. قالها بسخرية
كم كانت ليالي صعبة ومؤلمة الان استذكرها واشاهد الفضائع اتذكر امنيتي وأود لو أنها تتحقق !!
صالح جبار خلفاوي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here