(لمهدي قاسم)..(متى ابتعدنا عن نقطة الصفر حتى نرجع اليها).. (الخلل طبقنا الديمقراطية قبل حل مشاكلنا القومية والمذهبية والمناطقية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(لمهدي قاسم)..(متى ابتعدنا عن نقطة الصفر حتى نرجع اليها).. (الخلل طبقنا الديمقراطية قبل حل مشاكلنا القومية والمذهبية والمناطقية)

تفجيرات الباب الشرقي ببغداد، هل تعني رجعنا لنقطة الصفر ؟؟ اذا ما علمنا مثلا الصراع الكردي مع بغداد هذا الصراع المسلح الذي كان يزج فيه الجيش العراقي بمستنقع جبال كوردستان لعقود.. ، عولجت (باقليم فدرالي لكوردستان).. فابتعدنا من نقطة الصفر (بالازمة الكردية بالعراق)…

ولكن السؤال (الارهاب) بعد 2003 .. متى عالجناه.. . وكيف؟؟

فالارهاب بالعراق منذ 2003 هو مجرد منحنى صاعد ونازل.. ولكن لم يحلل اصلا من جذوره، فمصدر الزلازل الامنية لم يمسه احد.. فاذا الاتفاق الكردي مع بغداد كان ممثليه من الجانب الكردي (قادة المسلحين الاكراد).. مثلا عام 1975 .. ولكن السؤال (الازمة السنية العربية).. من كان ممثليهم؟ وهل تم الاتفاق مع الجماعات المسلحة السنية لحل الازمة السنية.. كما تم الاتفاق مع الجماعات المسلحة الكردية مع حكومات بغداد التي كانت تصف المسلحين الاكراد (بالجيب العميل) لتبرير سفك دماء الشعب الكردي.. كما يوصف اليوم اي تحرك سني رافض لسياسات بغداد بالمثلث الغربي (بالارهاب)..

فمشكلة الكتاب والسياسيين بالعراق هي كلما يراد طرح حل لاي ازمة.. طرحوا النثريات والمثاليات:

نقول لهم هناك مشكلة قومية بين العرب والاكراد والتركمان.. الخ فورا يردون علينا (هؤلاء الكتاب والسياسيين والمفكرين).. بقولهم.. العراق واحد ولا فرق بين العربي والكردي والتركماني.. وانظروا لتلك الدولة فيها 500 قومية وتلك الدولة فيها 60 قومية.. وهم متعايشين.. ولكن عندما تقول لهم ان تلك الدولة (فيها فدراليات).. والاخرى فيها (كونفيدراليات).. يجعلون انفسهم وكأنهم لا يسمعون..

نتقول لهم هناك مشكلة مذهبية بين الشيعة والسنة.. فورا يردون علينا هؤلاء الكتاب والسياسيين والمفكرين).. بضحك على الذقون.. (لا فرق بين الشيعة والسنة.. فكلا للطائفية.. من يثير ذلك جاءوا من خارج الحدود) والذي يسمعهم يظن ان الشيعة والسنة سيعيشون بلابل وطيور حب.. لولا العامل الخارجي.. بخديعة ليس لها مثيل..وضحك على النفس منقطع النظير.. و كان الشيعة والسنة ليس وراءها تاريخ من الدماء والصراعات والتهميش والظلم..

فكل مصائب العراق هي السموم الثلاث على مائدة السياسية العراقية (القومية والاسلامية والشيوعية).. ومعتنقين هذه السموم من الكتاب والمثقفين والسياسيين .. هم سبب العطل بالعقل العراقي الشعبي..

فاحد اهم مسببات الازمات بالعراق هي تطبيق الديمقراطية قبل حل مشاكلنا القومية والمذهبية والدينية

.. فامريكا مثلا اسست الاقاليم الفدرالية ثم طبقت الديمقراطية.. وسويسرا اسست الاقاليم ثم الديمقراطية.. وقصدنا.. (ايجاد الحلول الديمغرافية للصراعات القومية والمذهبية والمناطقية) قبل اي تطبيق للديمقراطية.. فالديمقراطية في بلدان مركبة قوميا ومذهبيا كالعراق فيه صراعات مكوناتيه.. هو انتحار.. بكل معنى الكلمة.. اذا طبقت قبل ايجاد الحلول المكوناتيه..

وننبه (كيف تطبق الديمقراطية) بدون (تشديد قوانين الخيانة العظمى والتخابر مع الجهات الاجنبية)..

فهل يسمح باي دولة تحترم ذاتها.. تؤسس احزاب ومليشيات ومنظمات تجهر بولاءها لدولة اجنبية وزعيم اجنبي ونظام اجنبي، وتشرعن الخيانة باسم العقيدة القومية او الدينية او غيرها.. هل يوجد باي دولة ديمقراطية يسمح فيها لمن عليهم احاكم بالفساد وجرائم مخلة بالشرف بالمحصلة.. ان يدخلون الانتخابات ويرجعون لمناصبهم المدنية والعسكرية بعد العفو عن المدانين بها.. هل يسمح باي دولة تحترم ذاتها.. بمشاركة من قاتلوا لجانب دولة اجنبية مجاورة او غير مجاورة بالحرب ضد بلدهم وكانوا يجهرون بانهم يقاتلون بلدهم اذا امرهم زعيم الدولة المجاورة لبلدهم.. فاذا هؤلاء ليسوا خونة.. فماذا يكونون..

والكارثة ان تعاملنا مع ما يطرحها البعض (حقائق) وهي (مزيفة) ونطرح امثلة منها:

1. الشيعة اكثرية في العراق.. في وقت الشيعة اقلية بكوردستان، واقلية بالمثلث العربي السني الغربي، وهم فقط اغلبية بوسط وجنوب العراق.. فالشيعة بالعراق ليسوا اكثرية عمومية فيه.. اي ليس مثل الاردن الذي فيه الاكثرية سنية بكامل اراضي الاردن وفيه اقلية مسيحية..

2. التقصد بطرح مصطلح (الشيعة) اكثرية في العراق، اكثرية بدون تحديد من هم؟؟ فاكثرية وسط وجنوب العراق هم (العرب الشيعة).. ولكن يتعمد اختزالها (بشيعة).. لتمكين الاقلية (التبعية الايرانية) وخاصة (الايرانيين السستاني والفياض وبشير النجفي والصدر) ويتبعها (خامنئي وسليماني ومسجدي) ليتكلمون باسم الشيعة ويتحكمون بمصير شيعة العراق لمصالح ايران القومية العليا.. وهنا الطامة الكبرى.. فقبل 2003 كان يتعمد عدم ذكر (شيعة) واختزالها (بعرب) حتى يهمش الشيعة العرب بالعراق، ليتحكم بهم السامرائي والتكريتي والدليمي والمصلاوي.. الخ ومن وراءهم المصري والفلسطيني و الاردني.. الخ.. وبعد 2003 يتعمد عدم ذكر (عرب) واختزالها (بشيعة) حتى يهميش الشيعة العرب بالعراق مجددا.. ليتحكم كما ذكرنا (السستاني ومسجدي وسليمااني الهالك وخامنئي حاكم ايران.. الخ).. ويكون بالمحصلة العرب الشيعة بمحافظاتهم بوسط وجنوب العراق مهمشين تقتلهم البطالة والفساد وسوء الخدمات والوضع المزري بكل المجالات.

3. مصطلحات (الحضن العربي).. وما يطرح من (اعادة العراق للحضن العربي) وكأن العراق عاهرة كل يوم بحضن مرة بحضن عربي ومرة بحضن اسلامي ومرة بحضن ايراني .. الخ وكأن العراق لا مجال بان يكون مستقلا عن المحيطات الطامعة والحاقدة عليه.. ونسال ايضا لو كان (العرب من المحيط للخليج من الشيعة) هل كان العرب السنة والقوميين العرب يطرحون (عودة العراق للمحيط العربي)؟؟ الجواب كلا.. ولو كانت ايران سنية .. هل كان (من يطرح مصطلح الخونة .. العراق و ايران لا يمكن الفراق) كشعار لالغاء وجود العراق كدولة مستقلة اصلا..

المحصلة بالعراق ..

ان الفساد هو منبع كل الكوارث فيه بعد 2003.. فنهاية الفساد نهاية للارهاب وليس العكس

فمن نتائج الفساد البطالة المليونية والارهاب وسوء الخدمات وانهيار الصناعة والخدمات و الكهرباء والزراعة.. والصحة والتعليم.. الخ.. من بقية القطاعات.. و(الفساد والدكتاتورية) مخرجات فشل العراق كدولة،ـ فالعراق كما نؤكد دائما.. ليس بلد موحد يراد تقسيمه بل مقسم يراد توحيده قسرا، والعراق ليس فقط دولة فاشلة مصطنعة، بل مشروع لدولة لم تتحقق منذ 1921 لحد يومنا هذا ولن تتحقق.. (فالضرب بالميت حرام)..

المحصلة نسال (الكاتب مهدي قاسم)..

الا ترى ان ما تطرحه بعد 18 سنة بعد سقوط الطاغية صدام عام 2003.. بانك ما زلت تنتظر المخلص وليس عبر (نظام جديد للعراق يعتمد على الاقاليم الفدرالية الثلاث، والتشدد بقوانين الخيانة العظمى والتخابر مع الجهات الاجنبية،ـ وحل جميع المليشيات خارج ايطار الدولة.. واقامة افضل العلاقات مع الدول المتقدمة وخاصة مع امريكا واليابان والمانيا .. وجعل جزء من مدينة النجف دولة كالفتيكان لتفك المرجعية والعمائم وصايتهم السياسية على العراق وشيعته).. ومحكمة دولية لمحاكة اركان الفساد المالي والاداري منذ 2003 ومؤسسة دولية لاستعادة الاموال بحرب دولية ضد الفساد بالعراق كالحرب ضد داعش.. فالفساد اخطر من داعش اي من الارهاب)..

فالعراق كدولة لم يؤسسه عراقيين.. بل (بريطانيا بخرائط الشرق الاوسط القديم سايكيس بيكو.. والاتفاقيات التي بعدها).. والكارثة انه اسس على المركزية وليس الاقاليم الفدرالية.. والخطر الاكبر حرمان ثلاث امم من حقها بدول بمنطقة اكثريتهم.. (الفلسطينيين والاكراد والعرب الشيعة) الذين حرموا من حقهم بكيانات سياسية بمنطقة اكثريتها.. ومزقت اراضيهم كالعرب الشيعة بين ثلاث دول (ايران والعراق والسعودية) وكذلك الاكراد مزقت اراضيهم بين (العراق وتركيا وايران وسوريا)..

ولنتبه استاذ (مهدي قاسم) بان المرجعية العجمية ببداية القرن الماضي افتت للقتال لجانب الاحتلال العثماني الذي فتك بـ 40 الف شيعي علوي بالانضول.. ضد القوات البريطانية التي كانت تقدم تحرر شيعة العراق من العثمانيين..

……………..

واخير يتأكد للعرب الشيعة بالعراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here