ماذا تهدف طهران من تزوير الحقائق والأساءة للبارزاني

استمرارا للحملات الدعاية المغرضة ضد الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبالأخص ضد شخص الرئيس مسعود بارزاني بسبب المواقف الوطنية والقومية والثوابت التي يتنهجها هذا الحزب العريق وقائده الحكيم، قامت مؤسسة ايرانية دعائية وبتوجيه من جهات متنفذة في النظام الايراني بأنتاج فلم هزيل لفبركة بعض الحقائق الخاصة بحرب داعش واحتلاله لمدينة الموصل ومحاولة التعرض الى اراض اقليم كوردستان.

فقد قامت المؤسسة الايرانية المنتجة للفلم بتزوير الحقائق على اساس ان الرئيس مسعود بارزاني الذي كان يرأس الأقليم في ذلك الوقت قد اتصل بالامريكان ودول التحالف الاخرى والحكومة العراقية وتركيا وطلب منها الدعم والاسناد لتوقف زحف داعش نحو العاصمة اربيل ولم تستجب جميع الدول لنداءات الرئيس مسعود بارزاني ما اضطره للأتصال بقاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني وطلب العون منه، في حين جميعنا نعلم ان مسلحي داعش لم يقتربوا من اربيل بحيث يمكنهم من تشكيل خطر عليها وفق المعادلات والحسابات العسكرية.

لو تمعنا في توقيت انتاج الفلم وعرضه على الشاشات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي يظهر جليان ان طهران تهدف من وراء نشر الفلم الى عدة اهداف نلخصها بمايلي:

اولا/ نظرا للقاعدة الجماهيرية الكبيرة للحزب الديمقراطي الكوردستاني وقائده الرئيس مسعود بارزاني في اقليم كوردستان واجزاء كوردستان الاخرى بسبب النهج الثابت الذي ينتهجه بناء كيان كوردي مستقل وعدم مساومته على الحقوق القومية لشعبنا رغم جميع الضغوط المحلية والاقليمية وحتى الدولية،هذا الامراصبح يؤرق ويقلق النظم المحتلة لأرض كوردستان وعلى رأسها ايران مايدفعها لممارسة الضغوط بشتى السبل لتخلي الحزب وقائده عن ذلك النهج الذي تراه غالبية الأمة الكوردية انه هو النهج القويم للخلاص من الاحتلال والتبعية.

ثانيا/ لايخفى على احد ان طهران وبسبب العقوبات الدولية الخانقة تعاني من نقمة جماهيرية كبيرة بسبب تفاقم الحالة المعيشية للمواطنين جراء الارتفاع الجنوني لأسعار السلع الاستهلاكية وتهاوي قيمة الريال الايراني مقابل العملات الاجنبية بحيث اصبحت ادنى حتى من العملة الافغانية الدولة التي دمرتها الحروب فضلا

على مشاكلها مع دول المنطقة،كل هذه الازمات المستفحلة تدفع بطهران لأفتعال مشاكل جانبية هنا وهناك لصرف الانظار عن ماتم ذكره وما انتاج الفلم الاخيرضد اقليم كوردستان وقائده الرمز مسعود بارزاني الا جزءا من محاولاتها الرامية لألهاء الرأي العام الايراني بقضايا جانبية.

ثالثا/من البديهي ان هناك تدخلات ايرانية واضحة في الشأن العراقي والعراق على ابواب انتخابات برلمانية بعد اشهر ربما ستغير الخارطة السياسية بالضد من مصالح االاحزاب المرتبطة بالفلك الايراني وتقويض دورها في الفترة المقبلة والحزب الديمقراطي الكوردستاني هو اكبر الاحزاب السياسية في اقليم كوردستان والعراق من حيث التأييد الجماهيري كما اثبتتها نتائج الأنتخابات البرلمانية السابقة لذلك تحاول ايران تحجيم دور الحزب في الأنتخابات المقبلة من خلال نشر فلم هزيل يسيئ الى قائده الذي له تأثير كبير على الاقليم ومجمل الوضع العراقي والأقليمي.

محمد سعيد العراقي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here