ظاهرة التحول

ظاهرة التحول، الدكتور صالح الورداني
———-
من الظواهر البارزة في ساحة السنة والشيعة ظاهرة التحول من السنة الى الشيعة..
ومن الشيعة الى السنة..
وقد برزت هذه الظاهرة بقوة بعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران حيث انجذب العديد من مثقفي السنة
نحو الشيعة وتم استغلالهم في الصراع المذهبي مع السنة..
وهم من أطلق عليهم (المستبصرون)..
وكان رد فعل السنة أن أعلنوا عن مستبصريهم أيضاً الذين تحولوا من الشيعة إلى السنة..
وإن كانت عمايات التحول هذه محدودة وغير مؤثرة..
وجاء إعلان أصحاب الفرقة الأحمدية القاديانية عن استبصار العديد من عناصر السنة والشيعة وتحولهم
للقاديانية..
هذا بالإضافة إلى محاولات استقطاب الشيعة للنصريين العلويين في سوريا والتي أدت لوقوع صدامات عديدة بينهما..
والملفت أن هذا التحول لا تصاحبه رؤية تصحيحية للتراث أو منهج للتغيير..
و قد تم استثمار العناصر المتحولة في القنوات والصحف والمنابر السنية والشيعية..
وتربحت العديد من المؤسسات السنية والشيعية على حسابهم..
وتم الاحتفاء بهم كما لو كانوا انتقلوا من المسيحية أو اليهودية إلى الإسلام..
وما يمكن قوله أن هذا التحول لم يكن بريئاً في جميع أحواله..
وبالنسبة لي فقد عشت هذه الظاهرة بكل تفاصيلها بعد تحولي من السنة الى الشيعة..
وتم استثماري في الحرب المذهبية الدائرة بين السنة والشيعة..
واستخدامي كمدفع يلقي بقذائفة على السنة..
ولم يكن هذا حالي وحدي بل كان حال غيري من المتحولين..
ولاتزال لعبة التحول مستمرة في ساحة المذاهب..
والسؤال هنا ما الذي كان ينقص السنى المتحول للشيعة ؟
وما الذي كان ينقص الشيعي المتحول للسنة ؟
وماالذي كان ينقص المتحولين للقاديانية؟
والعلوي المتحول للشيعة؟
والجواب عند الجميع يتركز في كلمتين هما: تصحيح المعتقد..
وهو عند الشيعة تولي أهل البيت والبراءة من أعدائهم..
أي التحول من مولاة أبي بكر وعمر وعائشة والكفر بهم إلى مولاة علي وأهل البيت..
وعند السنة تولي الصحابة خاصة الخلفاء الثلاثة وتقديمهم على أهل البيت..
وهو موقف عقدي ( روائي) ثابت عند جميع فرق أهل السنة..
أما من تحولوا للأحمدية فيجب عايهم طرح معتقداتهم القديمة جانباً والإيمان بميرزا غلام احمد القادياني
بصفته المسيح الموعود والمهدي المنتظر والالتزام بتعاليمه..
والحق أن الأحمدية هى أشبه بطريقة صوفية سنية..
وأفكار القادياني تتشابه إلى حد كبير مع أفكار وأقوال العديد من المتصوفين أو العرفانيين حسب تعبير الشيعة..
وكيف لشخص يضع نفسه في هذه المكانة ويتقمص دور المهدي والمسيح الموعود ولا يملك نظرية لخلاص
الأمة ونهضتها..
ولم يتبن رؤية تصحيحية لتراث المسلمين المشوه للإسلام..
وهو قد رحل من عالمنا دون أن يحقق شيئاً سوى الإسهام في إضافة فرقة جديدة لفرق المسلمين التي تسببت
في نكبة الإسلام..
والإدهى أنه وأتباعه يتسلحون بالروايات التي هى سبب بلاء الأمة وتخلفها..
وفيما يتعلق بالمتحولين من العلويين للشيعة فتصحيح معتقدهم هو نقلهم من الحالة الباطنية التي يعيشونها مع
أهل البيت إلى الحالة الظاهرية التي يعيشها الشيعة..
وقد اكتشف العديد من المتحولين أن تحولهم لم يكن سوى مجرد انتقال من مذهب إلى مذهب..
وأن الحالة المذهبية المتناقضة التي كانوا يعيشونها في مذاهبهم القديمة هى نفس الحالة التي يعشونها في
مذاهبهم الجديدة..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here