ذكرى عودة الإمام الخميني إلى طهران عام ١٩٧٩

ذكرى عودة الإمام الخميني إلى طهران عام ١٩٧٩، نعيم الهاشمي الخفاجي
ذكرى عودة رجل عظيم نفي من العراق إلى باريس وعاد ليصبح الزعيم والقائد، قبل ٤٢ عاما وفي مثل هذا اليوم عاد السيد الخميني رضوان الله عليه إلى طهران على متن طائرة اقلته من باريس إلى طهران وهو غير مهتم لتهديدات رئيس الحكومة شاهبور بختيار، طائرة اقلته وارسلوا معه ٥٥زعيم حزب مقسمون بالولاء للمعسكرين الشرقي والغربي، هبطت الطائرة استقبلها كتل بشرية ست ملايين مواطن، في موقف عظيم لم ولن يتكرر، نزل كعظيم يستمد قوته من شعبه، قام موظفوا الاذاعة والتلفزيون الإيراني بنقل صور وصول الإمام رضوان الله عليه لمدة ساعتين واقفلوا الاذاعة والتلفزيون ورفضوا العمل تحت سلطة بختيار، وجه الإمام الخميني الجماهير من مقره في حسينية جمران في وسط طهران أمر عامة الناس برمي الورود على العسكر، وعدم الاشتباك معهم، بقي بختيار يرفض تسليم السلطة، اتخذ قائد القوة الجوية الإيرانية قرارا شجاعا، وأمر الطيارين في دك قصر بختيار انتهت بهزيمته وسقوط الشاه، إيران من مكون واحد، عملية التغير من خلال ثورة شعبية، من حكم ويحكم إيران هم الشيعة سواء كانوا علمانيين أو إسلاميين منذ زمن الشاه خودا بندا حفيد هولاكو الذي تشيع بعد أن أسلم قومه، تشيع على يد العلامة ابن المطهر الحلي بقضية طلاق زوجته، وكيف علماء السنة قالوا له تتزوج شخص اخر، أحد موظفي البلاط اقترح عليه معرفة رأي الشيعة بالطلاق، لذلك إيران أصبحت شيعية بزمن ابن المطهر الحلي وليس بزمن الشاه إسماعيل وعباس الصفويان رحمهم الله، التتار دخلوا الإسلام وتشيعوا بعد دخولهم بغداد شكلوا مجلس إدارة في بغداد يضم علماء سنة وشيعة لكنهم تأثروا بحجة الإمام ابن العلقمي رضوان الله عليه وهذا سر حقد الضال ابن تيمية عليه، التتار احتلوا مدينة مندلي قبل دخولهم بغداد في ١٢٠ سنة وكانوا يفرضون الجزية على الخليفة العباسي في بغداد مثل حلب الحلاب ترمب لابقار الخليج السمينة، رحم الله أسلافنا الشيعة الإسماعيلية جائوا من الشام واقتحموا بغداد وهرب الخليفة العباسي لاسيادة المغول التتار وقد اعادوه التتار بالقوة إلى بغداد، التتار عندما يفتحون المدن لم يجبروا الناس بالدخول في اديانهم الوثنية بل يشكلون مجلس من أعيان المدن لادارتها ودفع الأموال للتتار، لا أريد أن أطيل للكلام عن السيد رضوان الله عليه لكن أذكر الإخوة المؤمنين وردت أحاديث كثيرة عن دولة الإمام المهدي وعن وقوع أحداث قبل دولة الإمام المهدي منها وقوع حروب ونشوء دول، فقد أشار الإمام علي ع لظهور دولة تتبع مذهب ال البيت ع تسبق دولة الإمام، اقرأوا تاريخ الشيعة الجعفرية اعطوني اسم مرجع شيعي واحد أصبح حاكم سياسي وديني في آن واحد غير السيد الامام ابو مصطفى رض؟ لربما البعض يقول الشيخ الكركي؟ الكركي وحد إيران وسلم الحكم إلى الشاه اسماعيل الصفوي وأصبح نظام حكم ملكي الحكم للشاه الصفوي والفتوى للمرجع الشيعي ولم يكن بذلك الوقت نظرية ولاية فقيه، رحم الله السيد ابو احمد الذي أقام نظام شيعي جعفري وهو لا غيره الذي تحدثت عنه روايات أئمة ال البيت ع التي تسبق دولة المهدي والذي نحن الآن نعيش الفترة القليلة التي تسبق إعلان دولته، رحم الله السيد فقد وضع حجر الأساس وهو بلا شك رجل عادي غير معصوم من الخطأ والزلل لكنه هو المقصود،الإمام الخميني بعد انتصار الثورة اتبع اسلوب استفتاء الشعب حتى في اختيار اسم هل دولة إيران أو الجمهورية الإسلامية الإيرانية صوتت الغالبية للجمهورية الإسلامية الايرانية، كانت الخطة سحب البساط من تحت أرجل الإمام مثل ماحدث مع الدكتور مصدق رحمه الله عام ١٩٥٢ حيث تم تدبير انقلاب عسكري وعاد الشاه الراحل إلى الحكم مرة ثانية، فرنسا دربت مسعود رجوي زعيم مجاهدوا خلق الليبرالية التي تجمع مابين التدين والعلمانية ودربت ابو الحسن بني صدر ليكونوا رجال فرنسا وأمريكا في ايران، أيضا الوزير كريم سنجابي وصادق قطب زادة وغيرهم يمثلون الأحزاب الشيوعية واليسارية، لكن تجربة الخميني ليست مثل تجربة مصدق، هذه المرة يوجد حزب إسلامي يتزعمه الدكتور الشهيد محمد حسين بهشتي، كان في ايران ٥٥ حزب، ومن بين الأحزاب حزب الجمهورية الإسلامية المقرب من الامام، حال انتصار الثورة تم تشكيل فصائل شعبية تحمل أسلحة خفيفة، وعاد الشهيد مصطفى شمران الذي كان يقاتل مع منظمة امل اللبنانية التي تقاتل مع المنظمات الفلسطينية ضد الصهاينة، عاد إلى طهران ليتم تشكيل حرس الثورة، تكالبت كل قوى الشر والظلام ضد الامام، وبشهادة صلاح عمر العلي ابن خالة الجرذ صدام في قمة هافانا يقول زارنا ابراهيم يزيدي وزير خارجية إيران وقال لصدام نحن بلدين جارين وبيننا روابط لنعمل على حل الخلافات بيننا سلميا، يقول غادر يزيدي بقي الجرذ صامتا يقول قلت له ما طرحه يزيدي شيء جيد، يقول إلتفت لي صدام وقال راح اضربهم ضربة واطشرهم، يقول عندها أيقنت أن هناك قوى كبرى تدفع صدام لشن حرب ضد إيران هذا كلام ابن خالة صدام الجرذ صلاح عمر العلي من قناة الجزيرة عام ٢٠٠٢ بشهادته على العصر، بدأت الاغتيالات تطال قادة الثورة طالت الفيلسوف مطهري وعبدالحسين دستغيب، نقل لي بيت عمي الحاج ابو صاحب التميمي أحد مؤسسي حزب الدعوة لدى مغادرتهم الكويت لطهران وجدوا في مطار طهران جماعات مسلحة، خارج المطار نساء ورجال بيدهم أسلحة نساء بدون حجاب يقولون سألنا قالوا هؤلاء الحزب الشيوعي الايراني، بمسافة أخرى رجال ونساء مسلحون يرتدن الكثير من النساء حجاب لون احمر سألنا قالوا هؤلاء أنصار منظمة مجاهدوا خلق، حتى عمتي الحاجة أم صاحب قالت للحاج ابو صاحب هل هي هذه الثورة الإسلامية شو ماكو لاحجاب هههههه قال لها بعدها بالبداية، كانت مشاهد الاغتيالات التي تطال رموز الثورة شيء طبيعي، اندلعت الحرب والوضع الداخلي سيء، إلى أن مجلس الشورى ومن خلال الإذاعة والتلفزيون طلبوا من الرئيس ابو الحسن بني صدر بالمجىء لكنه هرب مع رجوي بطائرة إلى تركيا، تم تفجير مقر حزب الجمهورية واستشهد ٧٢ قيادي، تم تفجير رئاسة الجمهورية والوزراء واستشهد الدكتور محمد علي رجائي رئيس الجمهورية ومعه رئيس الوزراء باهونر، ملايين الشعب ودعتهم وتم انتخاب رئيس جمهورية وحكومة خلال أقل من شهر، تم إستهداف السيد علي الخامنئي وهم يلقي خطبة صلاة الجمعة ونجا لكن تعرضت يده اليمنى للاعاقة، السيد الخميني أصدر فتوى بحضر جميع الأحزاب وابقى حزب الجمهورية الإسلامية فقط، هبت الجماهير واحتلت مقرات الأحزاب وكتبوا عليها ملك الشعب، تم التخلص من ٥٤ حزب وفي عام ١٩٨٤ أصدر الإمام الخميني فتوى بحضر حزب الجمهورية الاسلامية لأن ثقافته إخوانية وانتفت الحاجة للحزب بعد أن أصبح حرس ثورة وجيش وباسيج قوات المتطوعين، كل من يعتقد أن نظام الجمهورية الاسلامية يسقط فهو واهم، الثورة باقية وتزداد صمود إلى دولة الإمام المهدي والتي باتت دولتنا قريبة نحكم العالم بالعدل والمساواة والإنسانية بدون قتل وسرقة الثروات وسبي الذراري مثل مايفعها اوباش الوهابية الدواعش، الحمد لله قرأنا أحاديث نبوية بتعاون اعداؤنا السفيانيين مع بني صهيون ورأينا كيف هرولت دول الوهابية للتحالف مع نتنياهو، رأينا الأعور الدجال يدعي يحارب داعش وهو يساعدهم بالعلن ويقصف من يقاتل السفيانيين ، الإمام الخميني صاحب أعظم ثورة زلزلت عروش الظالمين والخونة والعملاء، للعلم انا صحيح مسلم شيعي لكنني لم اقلد السيد الخميني ولا السيد الخامنئي ولا غيرهم ابدا بل انا يساري الهوى والفكر وانتمي لحزب يساري دنماركي، انتمائي لليسار لا يحتاج بيان حسن سلوك من المعتوهين وبعض النكراة والشمولين، الفكر اليساري واسع لايتناقض مع التدين والتمسك بالقيم والاخلاق، الشيوعية حكمت دول أوروبا الشرقية سبعون عاما ما أن سقط المعسكر الشرقي عاد المسيحيون لكنائسهم، قبل فترة كنت في كييف في يوم الأحد زرت كنيسة وجدت مئات المؤمنين المسيح وشاركناهم واديت التحية لعيسى المسيح ع خلعت القبعة التي على راسي وانا خادم إلى السيد المسيح وشرف عظيم أنني زرت كنيسة بها يعبد الله، كلنا مؤمنون، وكل الديانات تذهب الى معرفة الله، الإمام الخميني احترم المسيح واليهود والزرادشتية الإيرانيون وأمر أن يكون لهم تمثيل في مجلس الشورى اي البرلمان، اكيد مقالي هذا يثير حفيظة اراذل فلول البعث وهابي وبعض من اللذين لاعلم لهم لكن لا يهمني سباب وشتائم هؤلاء. .
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
31.1.2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here