بلاسخارت في ملعب القوى الاقليمية بعيداً عن الارادة الشعبية

بلاسخارت في ملعب القوى الاقليمية
بعيداً عن الارادة الشعبية

د صباح الغبان
٢١/٢/٢
لقد واجهت تحركات ممثلة الأمم المتحدة في العراق السيدة بلاسخارت انتقادات كثيرة من الأوساط الشعبية ونشطاء تشرين لما رأوه من انحياز لسلطة المليشيات ومحركها الاقليمي ايران ، في الوقت الذي لم تقف الأمم المتحدة موقفاً حاسماً من القمع الوحشي الذي قوبلت به ثورة تشرين ونشطائها المستمر لحد الآن بأشكال مختلفة بالملاحقات القضائية بتهم كيديه ، رغم ان متظاهري الساحات قد رفعوا علم الأمم المتحدة ووجهوا مناشدتهم لها بالوقوف الى جانبهم ودعم مطالبهم العادلة ، حصل ذلك ايضاً بالنسبة للاتحاد الأوروبي ، ومن الجدير بالذكر ان الموقف الدولي مرتبط بقرار اميركي (صهيوني) .
وهذا لا يعني ابداً ان على قوى الثورة ان تستسلم لذلك وان تفرض نفسها على الساحة السياسية كعامل رئيسي لحل الأزمة السياسية الضاربة في البلاد.
العامل الدولي وخلفه الأمم المتحدة يعمل بالنظر الى مسار الصراع الداخلي وقواه على الارض العراقية اقصد نظام المليشيات المتسلطة بمحركها الاقليمي ، على مفاصل الدولة وبالمقابل قوى الرفض المتمثلة بنشطاء وثوار تشرين وبما ان الحراك الجماهيري ذاك لم يرتقي الى درجة التنظيم والانضباط الكافية ولا يمتلك حلولاً موحدة وتوجهات نابعة من وحدة القيادة والقرار ، ذلك كله يجعل الموقف الدولي يتعامل مع القوى الفاعلة في الشأن العراقي داخلياً وخارجياً على النحو الذي نراه الآن.
فلم يصل الحراك الجماهيري لدرجة يستطيع التأثير فيه على مجرى الصراع و حسمه لصالحه فقد كان ذلك ممكنا في بداية الثورة عندما كانت الساحات تمتلئ بالجماهير وعندها كان لا بد من بلورة قيادة توجه الصراع لكن الأمر أخذ منحى آخر معاكس من تشتت تجمعات الثوار وتنسيقياتهم حتى أصبحت تتضارب في مواقفها وبياناتها مما فسح المجال واسعاً لاندساس الأحزاب تمهيدها لإجهاض الحراك الجماهيري بشكله آنذاك بساحات الاعتصام.
وما زالت الفرصه متاحه لتوحيد الصفوف والخروج بكتلة ثورية واحدة تقود الحراك وتوجهه لتحقيق الأهداف المنشودة ، في هذه المرحلة من الحراك المتمثلة بالاحتجاجات والتظاهرات المتتابعة في مختلف مدن الجنوب والوسط العراقي.
عندها سنرى التغير في الموقف الدولي وتفاعله مع الحراك كقوة فاعلة رئيسية في الصراع ، وهذا منوط بتوجه تنسيقيات وتجمعات الحراك الجماهيري لتوحيد صفوفها في جبهة عريضة لا بهدف التوجه للانتخابات بل لبلورة قيادة توحد قرار الساحات وتفرض ارادتها الموحدة على واقع الساحة السياسية وإبعاد تأثير القوى الإقليمية.

د صباح الغبان
٢١/٢/٢

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here