فكرة الحق

فكرة الحق، الدكتور صالح الورداني
———
أين ينحصر الحق في محيط الدين..؟
هل ينحصر في القرآن أم في الروايات..؟
أم في طائفة أو مذهب أو فرد..؟
والجواب لابد له من مقدمات :
المقدمة الأولى أن الحق من عند الله..
( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
والمقدمة الثانية أن الحق ينحصر في الكتاب..
والثالثة أن المرء له حق الاختيار في قبول هذا الحق ورفضه..
وبمناقشة هذه المقدمات نصل الى مايلي :
أن هذا الحق يجب أن يكون محفوظاً معصوماً حتى لا يختلف عليه..
والحفظ والعصمة إنما ترتبط بالكتاب المنزل من عند الله فقط..
ومن هنا يمكن القول أن الحق لا ينحصر في الروايات..
أو في المذاهب..
أو في الفقهاء..
ومادام الكتاب قد منحنا الاختيار في قبول الحق أو رفضه..
فمن الأولى أن نملك حق القبول والرفض بالنسبة للروايات والمذاهب..
وهى دون الحق لافتقادها العصمة المطلقة التي يتميز بها الكتاب مصدر هذا الحق..
وكذلك الأمر بالنسبة للفقهاء..
من هنا فإن تمييز الحق من الباطل لايكون إلا بالكتاب..
وقد تنازعت الفرق والمذاهب فكرة الحق من قديم..
وكل فرقة وطائفة اعتبرت أنها المقصودة من رواية معاوية : لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله..
وهى رواية مشهورة في كتب السنن..
وعندما برزت جماعة التكفير في الساحة المصرية بمنتصف السبعينيات رفعت شعار الحق..
وكان الحق في منظورها يتمثل في الكتاب والسنة..
وغاب عنها ان الكتاب والسنة ليس حكراً عليها..
وجميع الفرق والمذاهب ترفع نفس الشعار..
ولم تدرك أن ما تدعو اليه هو مذهب جديد..
وليس بالضرورة أن يعبر عن الحق..
وجاء في اجابة اللجنة الدائمة للإفتاء حول السؤال الآتي:في العالم الإسلامي اليوم عدة فرق وطرق صوفية مثلا هناك جماعة التبليغ، الاخوان المسلمين، السنيين فما هي الجماعة التي تطبق كتاب الله وسنة رسوله (ص)؟
فأجابت اللجنة: أقرب الجماعات الإسلامية الى الحق وأحرصها على تطبيقه أهل السنة وهم أهل الحديث وجماعة أنصار السنة ثم الإخوان المسلمون..
وواضح من الجواب أنه قد شتت فكرة الحق..
ولم يقض على حيرة الشباب التائه بين هذه الفرق..
ورد الحق موجب للحكم بالكفر عند العديد من الفرق والنحل..
ولكن المردود هنا هو المذهب..
وليس الكتاب بالطبع..
ورد المذهب أو رفضه لا يوجب الحكم بالكفر..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here