الكثير الكثير لا يفصلون بين نصفه الأعلى ونصفه الأسفل،…

الكثير الكثير لا يفصلون بين نصفه الأعلى ونصفه الأسفل، بين شهوته للسُلطة والمال وانغماسه بملذات الدنيا

عندما تمتلئ نفس الإنسان أفكاراً وخواطر، تُسكَب في الوجدان خيالاً وإبداعاً. فنفوس الكُتّاب المليئة بالحكايات والقصص لا تُفرِغ أسرارَها إلّا فوق صفحات روايات، تُخبر الواقع بقالب الخيال، وتُلبس الحقائق المؤسفة أقنعة الجمال. وغالباً ما تكون الرواية الأولى للكاتب مُكتظّة بالأفكار، وممزوجة بالمعاني الحياتية، لأن قلَمه يُفرِغ باكورة العقل الباطني حبراً لا يَنضب، وحروفاً لا نقاط بعدها.

«مومس» كلمة تُنسب عادةً إلى الأنثى وليس إلى الرجل، ما يشير إلى التفوّق الذكوري وأنّ للمومس أشكالاً كثيرة، تظهر حتى عند رجال الأعمال والسياسة والمجتمع، الذين يتّصفون بها ليحافظوا على مكتسباتهم، ولينتقلوا من مرحلة إلى أخرى حيث العيش رغيد، ومن مجتمع عادي إلى آخر مُخمليّ».

أمّا اليوم وبعد التجارب والتجارب بُرهِنَ للعالم بأسره وللعراقيين خاصة ، بأن حكومات مابعد ٢٠٠٣ ولدت بممارسة الزنى السياسي والديني والعرقي معاً!!!!! كما ولدت حكومة البعث من قبلها فحكومة البعث جاءت بزنى القطار الأميركي! والحكومات التي تشكلت بعد أزاحة صدام وأعوانه ، جاءت بطريقة غير شرعية وبزنى فرط مركب ، تداخلت فيه السياسة والدين ، مشفوعة ب (التوابل)الأثنيةوالقومية والعرقية.!الغالبية العظمى من أهل العراق يخشون أن يجيء اليوم الذي يقارن فيه بين جرائم صدام ورفاقه ، مع نظام أو حكومة أخرى ، لأنه معلومٌ لديهم حجم الأجرام البعثي الصدامي في العراق ، وكيف حول البلد الى خربة ، وكيف أقترف الجرائم المتعددة ، الأنسانية منها ، البيئية ، والأقليمية (وأن كان غير مسؤول عن كل ماحدث اقليمياً)!!!!! لكن منزلته كحاكم مستبد في القمة من الأجرام ! والآن وبعد أن رحل صدام ورفاقه وغرب البعث الى غير رجعة ، مالذي جناه العراقي من الحكومات-الديمو قراطية – التي عقبت حكم الحزب الأوحد والقائد الضرورة . مالذي جناه المواطن العراقي من التغيير؟! وهل حدث التغيير فعلاً ؟!

لقد تنوعت وسائل الموت ! وحدثت نقلة نوعية بآلية الفساد  ، وتخلصنا من مليشيا البعث ، وأضحت تطوف الشوارع عشرات ، لا بل يزيد ! من الميليشيات !  أليس هذا تغيير ياكرام ؟! وكانت حروبنا خارج الحدود واليوم أضحت المعارك بالمدن المأهولة ! . أليس هذا تغيير راديكالي يا أحرار !!.تعاني السياسة العراقية الترهل منذ عقود خلت ولايوجد مايسمى سياسة عراقية  بل يوجد تسييس لبعض القضايا الخاصة !!

((مثلاً بناء جامعات ! وفتح سفارات !وتشييد مطارات! واستحداث وزارات ! وعمل دورات لدمج العسكر ، كل ماذكر هو لمصلحة خاصة لا لأجلك ياعراق))!

والتي تنآى بعيداً عن سياسة الدولة المواكبة للتطور المتسارع في عالمنا.

كانت بغداد قبلة الوفود الرفيعة المستوى من حكومات الدول المتقدمة اقليمياً ودولياً، وكانت السجادة الحمراء تزين مدارجها، ترحيباً بالزعماء من الغرب والشرق ، واليوم أضحت تفتقر لمعالجة أمنها وغير قادرة على ردع فرق الموت فيها ! . إن بقيت حالتنا على ماعليه من ضمور سياسي متنامٍ ،فالقادم ليست محمودة عواقبه ! . مانلاحظه في سياسة الحكومات العراقية المتعاقبة بعد التغيير هي اشبه بعملية وضع البيض بسلة واحدة !!.فإذا فتحنا بوابة الولايات المتحدة والغرب ، أغلقت بوابة ايران مثلاً، وإذا وطّدت العلاقات مع إيران ،كان التناسب عكسياً مع المملكة السعودية بنفس الوقت .كل هذا التخبط السياسي إنعكس سلباً على الداخل العراقي ، قبل ان تتصدع سمعة العراق خارجياً.كل الأمم متنعمة بالديموقراطية ،الاّ العراق !! فقد أجهزت تجربته الديمقراطية على ماتبقى من بنية وطنية ،لأن التجارب اثبتت انّ الديمقراطية لاتصلح للشعوب التي تعاني الأمية والتخلف العلمي ،وهذا لايعني انّ العراق فارغ المحتوى من الكفاءات العلمية والثقافية ، ولكن رقي الشعوب يقاس كماً ونوعاً !!!!

أي سياسة هذه وهل يقودنا ساسة حقاً.!

لقد أجهضوا أحلامنا ،وتسلطوا على حاضرنا وسودوه ، ولم يسلم منهم لا مستقبلٌ ،ولا ماضٍ ،لقد تجذر تخريبهم في أمتنا العابقة مجداً وحضارة . لمن نبث الشكوى ؟! ومن يصغ لنا ؟!.أيها اللصوص ألم يكفكم الليل ؟!!

وزحفتم على صباحاتنا بظلامكم !!!.

أن سياسة خلط الأوراق هذه ،عمقت الجراح فينا،وأردفت على أدراننا بالدرن . لقد جففتم أنهارنا، وصحرتم مرابعنا بسياساتكم المفتقرة لأبجديات السياسة !!!

لو كان بمقدوركم حبس المطر ،لفعلتم !!!

من أرسلكم الينا ؟ومن أسرج خيولكم حتى صالت بهذا الحماس !!!

لقد أربكوا كل مفاصل الدولة ،وأعاثوا الفساد فيها،حتى أصبح فرز العنصر الجيد من الرديء ،يصعب جداً.تجدهم

يمارسون طقوس الله وهم الشياطين أنفسهم !!!

نعلم جيداً كيف كان العراق متماسك بوحدة شعبه وأراضيه ،لكن مزاولتهم السياسة بالشكل الذي رأيناه

خيب آمالنا ،وعاند أشرعة السفن فينا.وماتشهده الساحة العراقية اليوم من تنافر وتناحر وعدم أكتراث للأرض ومن عليها، ماهو الاّ دليل على سياستهم الممزوجة بالأثنية والدينية والقومية، والمجافية لأبجديات الأنسانية .

ففي الآونة الأخيرة وبالتحديد عند دخول الاحتلال الامريكي للعراق بدأت تطغى على سياسة العراق الداخلية والخارجية بالتحديد التخبط بين احضان الاستكبار كالمومس التي تبحث عن حضن يحتويها ليعطيها ماتريد هكذا هي سياسة العراق فمرة تجد حكومتنا تتقلب في احضان امريكا وحلفائها وبعد انسحاب الامريكان !!! رجعت ترتمي بين احضان ايران الصفوية وامبراطوريتها .وعندما وصل بها اليأس في معركتها مع داعش في صلاح الدين رجعت الى احضان امريكا لتخلصها .وعندما خلصتها امريكا رجعت الى احضان ايران وراحت تقفز في احضان روسيا لتستجدي منها السلاح ومن بعدها الله يعلم في اي حضن تنبطح ؟؟؟؟ هذه هي المومس التي لاتعرف متى تستقر وهي تتعامل مع حيتان لايشبعون من ثرواتها وارضها وبناء سياستها على دماء ابناءها …

نصيحة الى الحكومة من يسير في ركبها ارجعوا الى شعبكم وارضكم واعرفوا مع من تتعاملون انتم تتعاملون مع دول استكبارية لايهمها غير مصالحها ومصالح دولها ولو تم تدمير العراق بأسره

فكفاكم متاجرة ومغامرة بشعبكم اعملوا لتطهير ارضكم من دنس كل محتل غاصب ان كان امريكي او ايراني لان الحرب هي بينهم ولمصالحهم عندما يخرجون من ارضنا سيتصالح الاخوة ويجلسون يفكرون بمستقبلهم ومستقبل ابناءهم بعيداً عن الاملاءات الخارجية التي هي بالاساس لمصالحهم اولا واخراً.

أن رجل الدين والسياسي والعاهرة وقعوا عقد عملهم في اليوم الاول لتأسيس المدينة. أتحدث طبعا عن المدينة بالدلالة الاغريقية، كمجال مدني يتجمع فيه الاغراب فيضطرون لكتابة عقد تعايش والتسليم لسلطة اكراه اخلاقي ومادي وقانوني لممارسة وجودهم الاجتماعي. يومها ولدت السياسة وشرعت لوجود الدولة أو “وحش المدينة الانيق”.

ما يهمني هنا ليس تاريخ المدينة كمجال سياسي، بل رصد العلاقة بين عمالها الثلاثة الذين تطوعوا يوم ميلادها للعمل على مسك أسس عمرانها المدني وحفظه من ممكن الانهيار وخراب المدينة.

تولى رجل الدين سلطة الاخلاق فلا مدينة ولا دولة من دون “كلية رمزية” totalize symbolique تضخّ فعل العنف والاكراه الذي تمارسه الدولة بمنابع شرعيته الاخلاقية. فالمنظومة العقابية الرسمية في حاجة دائما الى بطانة أخلاقية صلبة تضخ فعل العنف بالقيمة والمعنى والدلالة. فكرة فصل الدين عن الدولة هنا فكرة طريفة ألهمت المخيال الفلسفي، ولكنها ليست حقيقة فلم يعرف التاريخ بقديمه وحديثه دولة من غير دين، أي من دون منظومة قيمية ثابتة ومتعالية وخالدة. ففصل الدين عن الدولة بدون معنى أما فصل الدين عن السياسة فقصة أخرى بمقدمات مغايرة ودلالة مختلفة. وقد تعب التاريخ السياسي الحديث للعرب والمسلمين في القرنين الماضيين في رحلة البحث الشقي على دروب اشكالية الفصل والوصل بين الديني والسياسي، وأحسب ان الفصل المنهجي بين علاقة الدولة بالدين وعلاقة السياسة بالدين قد تفتح أفاقا أخرى للقراءة والتأويل.

بعد ان وقع رجل القيمة أو الدين عقد عمله فجر اليوم الذي تأسست فيه المدينة، تقدم رجل السياسة صباحا ليتولى مهمة المناورة على “ممكن الخراب الدائم” الذي يهدد المدينة. السياسي او رجل الحيلة والمكر النبيل تكفل بحفظ توازن المصالح بين الافراد والجماعات التي استوطنت المدينة وكان دوره ومازال الحفاظ على السلم الاهلي والعمل الدائم على تحسين شروط الوجود الاجتماعي أو المدني.

في مساء يوم تدشين المدينة تقدمت المومس لتمضي عقد عملها فتكفلت بسلطة الجسد لن أستنجد هنا بفرويد لتعقل هذا العقد الفريد الذي أمضته العاهرة، ولكنني أسجل أعجابي بقدرتها على اقناع رجل الدين بحيوية دورها في حفظ التوازن السيكولوجي للفرد المديني. فخراب العمران في سردية المومس يبدأ باختلال التوازن النفسي، ومن تحته الجنسي لسكان المدينة. فالكبت الجنسي عنف ذاتي وطوعي قد ينفجر في أي لحظة ويهدد الوجود الاجتماعي بمكروه العنف الرمزي والمادي.

يمكن الان بعد أن حمنا حول حمى عقود العمل الثلاثة التي أسست لشرعية الاجتماع السياسي أن نتقدم على أرض المقارنة بين فرسان المدينة الثلاثة. سأحذف رجل الاخلاق أو الدين من المقارنة هنا لأن الموضوع يتصل بالمقارنة بين السياسي والمومس وربما نعود الى مقابلة بين السياسي والديني.

المقارنة كما نبهنا دولوز ذات يوم منبع خالد للوهم وسنتحرك على أرض المقارنة وهاجسنا البحث أولا عن المشترك بين السياسي والمومس.

نلاحظ بداية وحدة المجال الجغرافي بين الفاعلين، فالسياسي والعاهرة أبناء شرعيين للمدينة فلا سياسة في ريف، فعمق العلاقات العضوية والاهلية في الريف تمنع عموما تحول الاختلاف الى نزاع يتطلب تدخل قوة مستقلة (الدولة) لفضها.. لا حاجة في الريف لرجل الحيلة والمناورة والمكر.. الريف يستضيف الغريب ولا يمكنه من سلطة الادارة لشؤونه على عكس المدينة التي هي بالأساس تجمع أغراب.

تماما كما أن الريف لا يحتاج لماخور لتنفيس مكبوت الجسد، فالجسد في الريف يتمرن على على امتحان التوازن الذاتي، ويشبع حاجته النفسية للجنس بعمق وحميمية العلاقات الاهلية التي غالبا ما تنجح في تصريف فائض الجوع الجنسي بمنظومة تحكم ذاتي، جوهرها تجنب -وليس منع- الاعتداء فالشبيه لا يعتدي على شبهه وقد يعتدي على المغاير او الغريب، ولأن الريف موطن الاهلي والعائلي فالعاهرة لا مدخل لها للأقناع بمشروعية وجودها.

السياسي والعاهرة تجمعهم وحدة المجال المديني فمصدر الشرعية واحد تجنب عنف ممكن والحفاظ على توازن العمران المديني من ممكن العنف أو التحارب والخراب. لننتقل الى مجال المشروعية الوظيفية حيث نلاحظ بداية أن السياسي كما المومس تماما يستخدمان نفس استراتيجية العمل فالعاهرة من “كائن المظهر” فهي على موعد يومي مع ورشة التزين لأن الأهم والمهم هو ما يبدو عليها وما يبدو منها فهي عروس المدينة اليومي تتجمل أولا ثم تسعى في شوارعها وهنا تحديدا نجدها في حضن ماكيافيل وهو ينصح أميره بقوله “ليس مهما أن تكون مستقيما المهم أن تبدو دائما مستقيما” المهم عند ماكيافيل ليس من يكون السياسي بل المهم ما يبدو منه للجمهور فالسياسي تماما كما المومس يهرب دائما من سؤال “من أنا” الى سؤال “من أكون”. السياسي أو رجل المدينة الانيق الدائم هو صنو المومس العروس الدائم كلاهما يبدأ صباحا بموعد مع المرآة لممارسة طقوس النرجسية وضرورة التزين حفاظا على المظهر أو ما يبدو منهما أولا. بعد ورشة المظهر والزينة والتزين يتوحد الفاعلان على صراط استراتيجية الغواية (la stratégie de séduction).

السياسي والمومس كائنات الغواية والاغراء الدائم فالعاهرة تصبح يوميا على حملتها الانتخابية ولسان حالها يقول للمارة كل المارة “عزيزي أنا هنا من أجلك”.

وكذلك السياسي عندما يتوجه الى جمهوره قائلا “شعبي العزيز أنا هنا من أجلك

كلاهما مهمته أن يعجب أولا وأن يقنع ثانيا وبين سلطة الزينة والخطاب يمارس كلاهما استراتيجية غواية دائمة نهايتها أن يستسلم الفرد في حالة العاهرة وأن يسلم الجمهور في حالة السياسي.

منذ القدم كان ينظر للسياسي أنه المنقذ والمحرك لعجلة حياة المجتمع،وكان الجميع يحيطه بهالة من التبجيل والاحترام،ويشار إليه بالبنان لأنه يحمل فكر وهدف إنقاذ المجتمع من الظلم والعبودية وتوفير الحياة الرغيدة لهم،وشعاره دائما أول من يضحي وآخر من يستفيد. لكننا في الفترة الماضية بدأنا نلاحظ عكس هذه الشعارات، إذ تطغى المصالح الشخصية على المصلحة العامة، والمعروف أن المصلحة الشخصية قد تجر السياسي للفساد والإفساد وبالتالي تدمير القيم الأخلاقية للمنظومة الاجتماعية للبلد،ففي الآونة الأخيرة برزت بشكل ملفت للنظر إقبال السياسي على ارتياد بيوت الدعارة والتعامل مع المومسات التي أصبحت من خلال هذا التعامل سيدات مجتمع. يهابها الجميع. حيث وصل الأمر أنه جعل من المومس تشارك السياسي في صنع القرار.

إن الفساد الموجود حاليا مرده الكثير من الأسباب،منها إن السياسيين الجدد هم من يفتحوا بيوتات الدعارة  وهم من يبحث عن المومسات وخاصة في المنطقة الخضراء حيث رصدت كامرات المراقبة العديد من نواب البرلمان وهم يمارسون الدعارة مع المومسات لكنها بقيت طي الكتمان والتستر ،عدنان الطائي ناشط في المجتمع المدني  يرى هذا الارتباط يعود إلى الازدواج في شخصيات الكثير من السياسيين حاليا، فهم يدعون التدين من جهة ويحاولوا التغطية على سلوكهم بالشرع من جهة أخرى منوهاً في الوقت نفسه لقد اشتكت لديّ قبل فترة إحدى النساء من شده الضغط عليها لجلب نساء لغرض المتعة مع احد المسؤولين الكبار  واعتقد هناك تشجيع منهم لهذا الغرض بل الأشد من ذلك على حد قوله أن بعض السياسيين  وعندما يكتفي من المومس يقوم بفصلها أو نقلها  لدائرة أخرى ويشير الطائي إن الفساد الأخلاقي هو وجه أخر من الفساد الإداري والمالي الموجود في البلد واعتقد إن خروج هذه القصص للشارع العراقي ضروري جدا لكي يطلع على حقيقة القادة الجدد  الذي انتخبهم لغرض إنقاذه من الفقر والألم الذي يعيشه لكن القادة الجدد متنعمين بالحرير والنساء على حد قوله .

كثير من السياسيين وليس الجميع هم حديثي العهد ووليدي نعمة ما بعد الاحتلال إيناس جبار ناشطة في حقوق المرأة ترى هذا وتضيف نظرا للظروف التي عاشوها والتي أوصلتهم إلى هذه المناصب من المؤكد بأن اختيارهم لسيدات المجتمع والسياسيات حسب علاقات شخصية لهل أسباب ودوافع ذاتية  وحسب المقولة العامة (إلية ولأحباب كلبي) متناسين دور كثير من السياسيات والناشطات ومسيرتهن النضالية  التي دفعن ثمنا لها الكثير من حياتهن وأعمارهن وتشير جبار إلى أنه قد وصل الحال بسياسينا انه تقوده مومس والتي  ولها باع في المتاجرة بأعمال الدعارة  وتشير جبار إن البعض منهن ووصلن إلى بعض المقاعد عن طريق العلاقات وترتيب (كعدات السمر)على حد قولها وتؤكد جبار أن السياسي الفاسد الذي يوصل مومس بان تكون واجهة لنساء العراق حيث ترجح جبار إن سبب هذا  الفساد الأخلاقي من الجهة السياسية إلى قانون الانتخابات الذي  أعطى الفرصة لهؤلاء وفاسقاتهم أن  يكون لهم موطئ قدم في مجتمعنا .

مشكلة السياسيين الجدد إن اغلبهم جاءوا من مناشىء سياسية تتبع أحزاب دينية فهم يعانون من كبت جنسي كبير خصوصا وان الكثير منهم عانى التشرد ومرارة اللجوء في دول إسلامية وعربية عاملتهم بدرجة من القساوة مؤيد اللامي المتخصص في الشأن السياسي  يرى بقوله بالتأكيد إن تعمل معارضا لنظام قاس مثل نظام صدام والعالم كله ضدك فانك ستلجأ _ حتى لو لم تكن متدينا _ إلى السماء،مشيراً إلى أنه بعد سقوط الطاغية صدام على يد الأمريكان ( الأعداء الأيدلوجيين للاسلامويين)  ولد لدى شرائح غير واعية من الاسلامويين ردة فعل سلبية  بالإضافة إلى صعود حاشية من الوصوليين الانتفاعيين تجاه كثير من وكذلك صعود أبناء السياسيين وأقرباءهم إلى مناصب عليا في الدولة ولا ننسى إن الكثير من هؤلاء الأقارب ليس من الضروري إنهم يحملون مبادئ إسلامية أضف إلى ذلك إن المال والجاه يطغي على الإنسان  كل هذا ولد تصرفات غير لائقة من قبل الكثير من سياسيي الصدفة وبعض المسؤولين الأمنيين.

السياسة الآن في العراق أو بالأحرى من يسمون أنفسهم بالسياسين من الذين بأيديهم مقاليد حكم البلد يذكرني بذلك القروي الذي هاجر من الجنوب صوب العاصمة بحثا ً عن فرصة عمل ليوفر لقمة العيش لعائلته السياسي حسن الشمري بدأ قوله بهذه المقدمة وأضاف وهو يسرد تلك القصة، إذ عمل لدى إحدى العوائل الميسورة ( سايسا ً ) في إسطبل لهم يضم عدد من الخيول العربية الأصيلة وبما انه لم يسمع بهذا الاسم ولم يعرف معناه لذا التبس الأمر عليه وصار يعلن لمن يسأله عن شغله عمله يجيبه بأنه يشتغل ( سياسي ) ذات مرة سأله أحدهم بما انك سياسي قل لي ما هو رأيك باجتماع ( غولدا مائير ونيكسون) أجابه ببديهية القروي وبراءته بأنه ( هيج خيل ما عدنا بالإسطبل ) إذ ذاك عرف السائل انه يشتغل سايسا ً للخيول . لكن الفارق حسب قول الشمري بين هذا القروي وأولئك الذين يديرون أمور الدولة العراقية الديمقراطية هذا سايس للخيول وأولئك مسيسين سيستهم مخابرات دول أجنبية كالسي أن أن والموساد ومخابرات دول المنطقة والجوار هؤلاء أنهم يا سادتي مجموعة من الانتهازيين والأميين أغدقت هذه الدول عليهم العطاء ووفرت لهم كل أنواع الملذات والمتع إذ فتحت لهم الخمارات وأبواب علب الليل وموائد القمار وصارت تحيط بهم الحسناوات العاريات ذوات البشرة البيضاء وصرن طوع بنانهم يأكلونهن لحما ًطريا ً ولكن ليس بأسنانهم بل بشهواتهم وغرائزهم الحيوانية ووفروا لهم الملايين من الدولارات التي صاروا يصرفونها على موائد القمار بلا حرقة ولا ندم لذا صرت حدود الوطن لديهم هي المسافة ما بين فخذي كل واحدة من هؤلاء الحسناوات أو المسافة التي ما بين نهدي كل منهما بعد أن أدمنوا هذه الملذات وصار من الصعب الابتعاد عنها أو حرمانهم منها.

الزنا جريمة قانونية

الكل يدرك ماهية الزنا ونتائجه المترتبة الأثر على الفرد والمجتمع فهو يجر لعواقب وخيمة من الناحية الاجتماعية حسب ما صرح به الشيخ قاسم الباوي رجل دين إذ يقول الزنا جريمة قانونية وشرعية تستحق أقصى العقوبة لأنها تفضي  لكثير من الشرور والإثم تهدد المجتمع بالانحلال الخلقي وفساد الأمة وتمليك الأموال لغير مستحقيها وهو من الكبائر المهلكة في الدنيا والآخرة  حسب ما نصت عليه الشرائع السماوية وحسب ما جاء في كتاب الله (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً). ويمضي الشيخ الباوي في كلامه ولأنه سبب مباشر في نقل الأمراض التي تفتك بالبدن ويفسد نظام الأسرة وسوء التربية وغيرها من الشرور ويؤكد الشيخ الباوي بأن على ذوي الشأن الالتفات لهذه الظاهرة وفضح هؤلاء السياسين كونهم في قمة الهرم السلطوي للبلاد ويمثلون الشعب بكافة أطيافه  فلابد أن تكون هذه النخبة واعية وعلى قدر من المسؤولية كما نوه بان تكون عفيفة شريفة تنشد الصلاح والإصلاح والسيرة الحسنة لتكون قدوة المجتمع. والدعوة الخالصة لمنظمات المجتمع المدني والشرفاء من المجتمع لممارسة الضغط بكافة أشكاله 

  للتصدي لتلك الظاهرة.  

سمير ناجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here