اعلان مبكر عن الدعاية الانتخابية

اعلان مبكر عن الدعاية الانتخابية بقلم وهاب رزاق الهنداوي

لم يمض كثيرا على تصريحات السيد الصدر حول عودة (البطة ) – وهي سيارة يابانية كانت تستخدم للاغتيالات والخطف – حتى انبرى ابو اسراء المالكي بالتصدي له بتصريحات نارية بطريقة دراماتيكية تبعث على التساؤل عن موقع رئاسة الوزراء وكيفية احجام الكاظمي عن اخذ موقعه القيادي في التصدي له والرد على هذه التصريحات …ان الصمت الذي لاذت به الحكومة صمت مريب يجعل المراقب يعتقد ان هناك احتمالين اما ان يكون الكاظمي قد اتفق مع الصدر على استفزاز ابو اسراء او ان هناك اتفاق بين جهات معينة لإشعال الفتنة بين التيار والدعوة تمهيدا لإسقاطهم وللمضي بالمشروع السري والمتفق عليه بين الكرد والحلبوسي والكاظمي واعلان اقليم الغربية .

وما يؤكد الرأي الاخير ان هناك تحرك واسع من قبل داعش وبإشراف امريكي على الحدود العراقية وقيام الطائرات الامريكية بنقل عناصر داعش من الحسكة الى منطقة ( التنف ). كما منعت الطائرات الامريكية الجيش العراقي وقوات الحشد من التصدي لهذه العناصر حيث تدخلت بعملية انهاء الاصطدام وقامت بنقل جرحى داعش الى مناطق مجهولة .

لقد قام التيار مساء يوم امس الاثنين الثامن من شباط بنشر عناصر جيش المهدي في محافظات النجف وكربلاء ويبدو ان التجميد قد انتهى وان الشمعة التي وعدنا بها قائد التيار قد اشعلها حتى (تميع التجميد ) .ان الامر لا يخلو ايضا من وجود اتفاق بين الصدر والكاظمي وهذا الاتفاق ليس بمصلحة الصدر في كل الاحوال فعملية انتزاعه من وسطه وانتماءه الطائفي بالتأكيد سيضعف موقفه وموقف الكتل الشيعية التي باتت متشظية بفعل ارتباطاتها الخارجية .

ولتسليط الضوء عما يجري الان في كواليس السياسة العراقية يجب ان نراجع عملية اختيار الكاظمي وترشيحه لمنصب رئاسة الوزراء كبديل عن عبد المهدي يرضي جميع الاطراف ،لقد وقعت الكتل الشيعية في الفخ الذي نصبه لهم برهم صالح فهو منذ البداية كان قد اقترح الكاظمي كبديل وسط ولكن اغلب الكتل الشيعية قد رفضت ذلك وهددته واتهمته بمقتل سليماني والمهندس ولا يخفى علينا الخلاف الذي وقع بينهم حيث توسط في رأب الصدع السيد شمخاني مبعوث الحكومة الايرانية، ولم يتوانى صالح عن لعب دور الاخ الناصح والحريص على مصلحة البلد ومطالب التظاهرات حيث رفض كل المرشحين التي جاءت بهم الاحزاب وقدّم علاوي فرفض هو الآخر من قبل الاكراد وتم اسقاطه من الحسابات ومن ثم قدم لهم الزرفي كبديل ولسان حاله يقول لهم (تريد ارنب اخذ ارنب ..تريد غزال اخذ ارنب ) فقد قدمه بطريقة غير لائقة وهو متعمد بذلك الامر الذي اشعر الكتل الشيعية بالمهانة مما ادى الى رفضه هو الآخر وهنا عاد الفرقاء ليقبلوا بالكاظمي لعدم وجود بديل آخر يمكنهم ان يثقوا به او بالأحرى يسيطروا عليه ليمرروا مشاريعهم من خلاله ،وهذه كانت السقطة الكبرى للكتل الشيعية فهم لم يدركوا فداحة الخطر الذي وضعوا انفسهم به فالكاظمي اصوله كردية وهو يتسنم رئاسة الوزراء والرئيس كردي ووزير الخارجية كردي …ولم يدركوا خطئهم الا في ضحى الغد …

ان انتشار عناصر ميليشيا الصدر يوم امس الاثنين 8شبط 2021 في كربلاء والنجف جاء بناء على معلومات تقول ان عناصر داعش تهيء لهجوم محتمل على المراقد المقدسة في كربلاء والنجف وبغداد وهذه التسريبات تأتي بشكل مباشر للسيد الصدر من مصادر هو يثق بها . ولا اعتقد ان الانتشار جاء لهذا السبب بل انها حجة واهية لإبراز قوته ورداً على تصريحات المالكي واحجام الحكومة عن الرد والزام الطرفين حدهم وكأنها ترتب لوقوع هذا الاصطدام بشكل متعمد .

ان الايام القادمة في المشهد السياسي العراقي ستكون اكثر سخونة وخصوصا اذا اعلنت الفصائل الشيعية عن برنامجها الانتخابي المتمثل بالبطة والكاتيوشا والصكاكة ،ويتوقع المراقبون ان هناك دماء كثيرة ستسفك في هذه الانتخابات التي قد لا تأتي في ظل ظروف كهذه .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here