الزعيم عبد الكريم قاسم

الزعيم عبد الكريم قاسم
احمد كاظم
الحكم الملكي في العراق بقيادة المرحوم نوري السعيد لم يكن مصلحا 100% و لا مخرّبا 100%.
أولا: كان التعليم بكل مراحله مجاني و في الكليات تجد أولاد الفقراء و أولاد الأغنياء و الوزراء جنبا الى جنب.
ثانيا: كانت الخدمات الصحية مجانية بكل أنواعها الطبية و الجراحية والأدوية.
ثالثا: مجلس الاعمار حصل على 40% من واردات الدولة النفطية و فتح الشوارع و بنى المدارس و الكليات و الجسور بالرغم من قلة الموارد.
ثورة او انقلاب 14 تموز بقيادة المرحوم عبد الكريم قاسم استبدلت النظام الملكي بالنظام الجمهوري و نجحت في مجالات التعليم و الخدمات الصحية و الاعمار و الصناعة و تاميم النفط و لكنها لم تنجح في المجال السياسي.
حزب البعث استغل الفوضى السياسية التي خلقتها الاحزاب الأخرى ثم وصل في النهاية الى الحكم.
صراع القوميين و الشيوعيين و البعثيين شمل القتل وسحل الجثث في الشوارع بينما حزب الجادرجي (جلس على التل) بانتظار النتائج مع انه كان يمثل غالبية الديمقراطيين و أصحاب الشهادات و المثفين.
لو تصرف كامل الجادرجي بحكمة و ساند و حزبه الزعيم عبد الكريم بدلا من وقوفه على التل لما تمكن البعث للوصول الى السلطة.
الزعيم عبد الكريم طلب من كامل الجادرجي الاشتراك بالحكومة و رفض ذلك لسببين الأول طلبه رئاسة الحكومة و الثاني عودة الجبش الى ثكناته و كلا الطلبين تنقصهما الواقعية.
رفض كامل الجادرجي الاشتراك في الحكومة دفع المرحومين حسين جميل و محمد حديد الى الاستقالة من الحزب و الاشتراك في الحكومة لدعمها بدلا من اضعافها كما أراد الجادرجي.
عضوان بارزان في الحزب الوطني الديمقراطي صادق كمونة و عبد الكريم الازري اشارا في مذكراتهما الى نقطتين مهمتين عن كامل الجادرجي.
الأولى انه كان بتصرف كدكتاتور لا يستمع الى احد و الثانية انه كان يعقد اجتماعات حزبية طائفية منفردة و أخرى مختلطة.
ملاحظة مهمة:
جمال عبد الناصر سعى لقيادة الدول العربية من المحيط الى الخليج باسم الامة العربية و اعتبر وجود زعيم عسكري اخر مثل عبد الكريم قاسم منافسا له.
اعتبار عبد الكريم قاسم كمنافسا له دفعه الى اسناد المتامرين عليه ان لم يكن فد نآمر عليه شخصيا ما سهّل الطريق لحزب البعث للوصول الى السلطة.
باختصار: رحمة الله على الوطني النزيه عاشق الفقراء الزعيم عبد الكريم قاسم و لعنة الله على من تامروا عليه في حياته و يتباكون عليه بعد رحيله.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here