نظرات في الداعية الجامد والداعية المتحرك !

نظرات في الداعية الجامد والداعية المتحرك !

احمد الحاج

بداية الفت عناية الجميع الى ان الداعية الناجح كالطبيب الحاذق مع الفارق في التخصصات والوسائل والغايات ، فكما ان الثاني تتلخص مهمته بعلاج امراض الابدان ، فالاول مهمته علاج امراض القلوب وتشخيص العلل والاوبئة الاخلاقية والاجتماعية والعقدية والفكرية والبدع والضلالات والانحرافات التي طرأت على الناس وتسللت اليهم وفتكت بهم واعمت بصائرهم وابصارهم حتى باتوا يظنونها خطأ على انها من العرف الحسن ومن الدين وما هي كذلك لامن بعيد ولا من قريب !
وكما انه لايوجد انسان عاقل واحد على وجه الارض كلها يستسيغ ويبرر للطبيب الحاذق حجر نفسه عند انتشار الوباء وسد بابه عليه والامتناع كليا عن الذهاب الى المستشفى الحكومي ، الى المستوصف، الى المركز الصحي ، الى العيادة الخاصة طيلة فترة انتشار الوباء لعلاج ومتابعة المصابين والحد من انتشاره قدر الامكان مع بذل الوسع بتظافر الجهود مع الاطباء الاخرين امثاله في محاولة للسيطرة على الجائحة وكبح جماحها ، بذريعة الخوف على نفسه واهله من العدوى الفايروسية ، كذلك الحال مع الداعية اذا ما اغلق عليه بابه وانكمش ساعة انتشار الموبقات والرذائل والانحرافات من حوله في كل مكان بحجة الخوف من العدوى على نفسه واهله وعياله ،متذرعا بأن لافائدة من الدعوة بعد انتشار جائحاتها بزعم انها صارت خارج نطاق السيطرة ، ولسان حاله يردد “مافيش فايدة ..غطيني ياصفية ” لأن العدوى ستطاله من حيث يحتسب ولايحتسب ولو بعد حين !
وحسنا فعل وعبر سلسلة من التغريدات المهمة والبوستات القيمة التي تصب في صياغة مفاهيم جديدة للـ”وعي والتوعية” حين أثار الاخ الفاضل وسام الكبيسي ، مواضبع عدة في غاية الاهمية لاسيما في وقتنا الحالي ولعل من اهمها البحث في اسباب” تخلف الكثير من الدعاة عن ركب الدعوة وقصورهم فيها،تقاعسهم في حملها ،جمودهم على اساليب بعضها صار مستهلكا ولم يعد مجديا ولا مؤثرا البتة، اضافة الى الدوران في حلقات مفرغة لايكاد صوت الداعية يغادرها الى فضاءات أوسع ومديات اشمل وآفاق ارحب لتحقق نتائج اجدى وانفع وكأنه يحمي نفسه داخل غرفة زجاجية معقمة محكمة الاغلاق خشية العدوى يراه الناس كلهم وهو يتحدث ويؤشر بيديه من داخلها الا ان احدا لايفهم ما يقول ولن يفهم ولا يريد ان يفهم !!” .
ولتقريب الصورة للاذهان اكثر اقول “عندما يصبح استخدام مجهر الحرب العالمية الاولى على سبيل المثال بنظر الطب الحديث قديما جدا ولم يعد نافعا ولاصالحا لتشخيص الامراض والعلل بتاتا ، وبات المرضى يتجنبون التعامل مع نتائجه القاصرة فعلى الطبيب اللجوء الى المجهر الالكتروني والرقمي الحديث البديل للاول بما يوائم التطور المتصاعد في مجال الطب ، وما اصرار الطبيب على التحليل بالمجهر القديم الذي يأنف المرضى منه ويلتزمون جانب الحذر في التعامل معه ، سوى مضيعة للوقت والجهد والمال والسمعة -سمعة الطبيب -وعيادته ايضا ” ، كذلك الحال مع الداعية الذي لايستوعب المتغيرات من حوله ، على خلفية حقب متتابعة من الانكماش والجمود الطوعي او الاجباري تمت على مراحل ،الامر الذي تمخض بمجمله عن عدم استيعاب المتغيرات المتسارعة المصحوبة بعدم المقدرة على التعامل مع المستجدات والمتغيرات والنوازل والموازنات كما يجب ان يُتعامل معها للتأثير في المحيط ،واضيف”مشكلة بعض الدعاة انهم فهموا قوله تعالى على غير مراده كما جاء في الاية الكريمة : (ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) وظنوا خطأ بأن الاية المباركة تدعو الى التقوقع داخل المحجر، دخول الكهف طواعية ،النوم والسبات الطويل بعيدا عن الناس، الانكماش على الذات، الانسحاب الى الداخل ،تاركين الخارج حولهم كالبحر الهائج المتلاطم يموج بعضه فوق بعض …خارج مدلهم الخطوب ،غارق في الظلمات والمفاسد والاثام والافات والرذائل بعد ان لم يعد لهذا الخارج في اجندة الداعية -الجامد -نصيب لظنه انه ومادامه قد اطاع ربه فهو في مأمن من الشرر وفي منجاة من الضرر وفي حل من الحساب وما درى بأن اخطر ضرر يمكن ان يصيبه ويلحق به ، يتمثل بتسلل اوبئة الخارج الفاقد للنصح والمضيع للبوصلة والذي اوقف الداعية – الجامد – دعوته ونصحه وتوجيهه له بفهم مجانب للصواب لـ ” عليكم انفسكم ” الى بيوتهم ،الى افراد من أسرهم وعوائلهم لامحالة ولو بعد حين ولات حين مندم ،بعد ان آثروا القعود والتكاسل والدعة والاستكانة والتقاعس عن دعوة المجتمع والسعي لإصلاحه والتشمير عن ساعد الجد في محاولة “مكافحة فايروساته وجائحاته الوبائية مطمئنين بأن ضررا لن يلحقهم بناء على فهم خاطئ ثان لـ” لايضركم ..” !” .
مع ان تفسير الاية الكريمة على غير ما فهموا تماما ، وخلاصته هو ،ان ” تؤدي حق نفسك بإصلاحها وصيانتها والحفاظ على صلاحها ، مع تأدية حق الاخرين بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ودعوتهم الى الفضائل وتحذيرهم من الكبائر والرذائل ، فاذا ما قبل الاخر منك نصحك ، موعظتك ، توجيهك ، دعوتك فبها ونعمت ، ولك الاجر المضاعف ، وفي حال لم يقبل منك وصد عنك صدودا ، لماذا ؟ لأن ” لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ”، فحينها وبعد ان تكون قد اديت ما عليك على اكمل وجه اطمئن ” لايضركم من ضل اذا اهتديتم ” ..والفت الى ان هذا الصد المشفوع بالاطمئنان بدوره لايعني التقوقع والكف عن الدعوة والانكماش والجمود ابدا ومطلقا “بل على العكس فانه ومن باب اولى ادعى الى تغيير اساليب الدعوة ، تطوير تكنيكها ، تجديد تكتيكها،عدم الجمود ،مع الحفاظ على “اخلاصها، وغايتها ” فالغايات النبيلة لاتتغير مطلقا ، الوسائل فقط هي التي تتغير على ان لاتغادر بدورها عفتها وفضيلتها ونبلها وسموها والتزامها بالشريعة الغراء ابدا والا صرت انت ومن تحرص على دعوته وهدايته في الضلال والانحراف عن جادة الصواب سواء !
وانوه الى ما قاله احد الدعاة بالمعنى وليس بالنص ” عليك ان تدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة على بصيرة ولو صدك الناس ..ولو صموا اذانهم عن سماعك ..ولو ابتعدوا عنك ..ولو من دون اجر ولا ثمن ..لم ذاك ؟ الجواب ” حتى لاتخرج من بعدنا اجيال حين تدعى الى الحق والى السبيل القويم ،فإنها ستتلفت يمنة ..ثم تتلفت يسرة ، فلا تجد حقا ظاهرا ولا علما نافعا متواترا ، فتقول متفاخرة ” ومَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ” ولعل ما فعله العبد الصالح حين اقام جدارا مائلا يريد ان ينقض من دون ثمن – الدعوة في زمن الشح المطاع والهوى المتبع والدنيا المؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه ، غالبا ما تكون مجانية بلا مقابل حسبة لله تعالى لأن جزءا خطيرا من الحرب على الاسلام والمسلمين يتمثل بالتضييق على الدعاة ومحاربتهم في أرزاقهم ومحاصرتهم في معيشتهم ومصادرة او مناقلة او تجميد اوقافهم ، وكذلك يتعاملون مع الدعوة ماديا ومعنويا بتضييق الخناق عليها من كل حدب وصوب ، وبالتالي فإن انتظار العوض والاثمان في هذه الحالة مقابل الدعوة بالحسنى سيضيع الاخلاق والاديان ” وهذا ما قام به العبد الصالح ساعة بناء الجدار المائل مجانا لأن انتظاره اجرا من اصحاب القرية البخيلة التي ابت ان تضيفهما عوضا عن جهد البناء = ضياع الكنز فضلا عن اصحابه وورثته ، فكان لابد من بناء الجدار الحامي للحفاظ على ما تحته سواء اكان هذا الكنز مالا ام ذهبا ام علما ،لينتفع الورثة وينفعوا به ولو بعد حين ، ولو قال العبد الصالح ساعتها ” يا اهل القرية اعطونا بدل اتعاب اقامة الجدار المائل لنقيمه لكم ..والا فلا ، لأننا لانعمل حسبة وانما بأجر ” فعلى الكنز المخفي وعلى اصحابه من الورثة الصالحين السلام !
ولعل سبب جمود بعض الدعاة يكمن بجانب منه في تلكم العزلة الحسية والفكرية والبعد عن المجتمع المحيط والانسحاب الى الداخل ، التقوقع على الذات ، وربما الشعور بلذة الطاعة وسط مجتمع غارق في المعاصي ما يعطيه احساسا وهميا ومتوهما – من تلبيس ابليس – بالتميز عن الاخرين واقناع نفسه بانه قد صار في زمرة الفرقة الناجية ، واي فرح هذا يامسكين ومن حولك تتسافد الناس في الطرقات كالبهائم ، يسرق بعضهم بعضا ، يقتل بعضهم بعضا ،يظلم بعضهم بعضا، لايحرمون حراما ولايحلون حلالا ، فوضى عارمة يُخون فيها الامين ويؤتمن الخائن ، يُكذب فيها الصادق ويصدق الكاذب ،يؤمر فيها السفهاء ويتأمر فيها حدثاء الاسنان وينطق الرويبضات فيما ترقص وتصفق بحضرتهم وتباركهم الامعات ، بينما وانت طبييهم قد طاب لك العيش الطويل داخل المحجر ، استطاب لك التمنع والامتناع عن علاجهم وتشخيص دائهم وصرف دوائهم كل ذلك بزعم الخشية من ان تتلوث وتغرق معهم في مستنقعاتهم وبركهم الاسنة كما غرقوا ؟! ولوكان الطبيب الحاذق يفكر على نحو ما تفكر به لتقاعد وجلس في بيته وتفرغ لمساعدة زوجته في اعمال المطبخ !
وانبه الى ان “العزلة الشعورية هي الدواء “الناجع في هكذا مجتمعات ، بمعنى ان تعيش داخل المجتمع بكينونتك وعلمك وفهمك ودعوتك ونشاطك مطلعا على كل آفاته ومثالبه وحيثياته وامراضه الفتاكة وما يجري بكل مفاصله لتشرع بعلاجها وبالمتاح الممكن ..والا قلي بربك كيف ستكون داعية ناجحا و مصلحا موفقا وانت لاتدري ما يحدث في محيطك مع الاحجام عن محاولة فهم اسبابه والبحث عن طرق تشخيصه وعلاجه ؟ …العزلة الاولى – الحسية والفكرية – افقدت الدعاة شعبويتهم “اولا ” ..وافقدت الدعاة ثقتهم بانفسهم ” ثانيا ” ..وافقدت الدعاة حماستهم لإصلاح مجتمعهم ” ثالثا ” ..وافقدت الدعاة قدرتهم على ابتكار اساليب ووسائل جديدة وفاعلة للدعوة تتناسب وحجم الانهيار الهائل خارج الجيتو الذي اسروا انفسهم داخله رغبا او رهبا “رابعا” ، وشجعت الباطل على ملء الفراغ والتلاعب بالعقول والعبث بالقيم خامسا …وبالتالي فقد صدم بعض الدعاة وارتبكوا وتشوشوا كثيرا فور خروجهم من كهوفهم التي ناموا فيها طويلا ليكتشفوا بأن”عملتهم وبضاعتهم لم يعد لها في سوق الدعوة قيمة ولا اعتبار” ، وقد اعطتنا سورة الكهف العظيمة صورة براقة من جملة دروسها الهائلة والرائعة عن دور الاختفاء والنوم والسبات الطويل داخل الكهف بعيدا عن الناس ..ونتيجتها هي اما العودة الى الكهف والنوم داخله ثانية لفترة قد تطول وقد تقصر او التعامل مع مجتمع جديد مغاير لسلفه ولكن بعملة وبضاعة جديدة وبفهم ووعي واسلوب راق جديد مع الحفاظ التام على الثوابت والاصول المصحوبة بنبل الغايات والوسائل تماما ..!
هذا هو الفرق بين الصالح المنطوي على نفسه الجامد ..وبين الصالح المصلح المتحرك واذكر الجميع بقوله تعالى : ” وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ” ،ذاك ان كثيرا من المهلكات انما هي تطورات متسارعة بإطراد في حجم وسعة انتشار الامراض والاوبئة الاجتماعية والاخلاقية والاقتصادية والفكرية وووو ..التي ابى الناس في تلكم القرية تقويمها واصلاحها قبل واثناء وبعد استفحالها ..فتكون هي ذاتها سببا رئيسا في هلاكهم ودمارهم عن بكرة ابيهم ، بخلاف ما لو تحرك الصالحون المصلحون سريعا لوقف تداعياتها المهلكة !
ومن الاخطاء الشائعة وحين تقترح على بعضهم تغيير الوسائل والاساليب الدعوية وتطويرها بما يخدم الغرض ويحقق السرعة المطلوبة المتماهية مع سرعة الموبقات والاثام وانتشارها منها ، فأنه سيتحامل عليك ظنا منه انك تريد التشريق والتغريب ..ولك ياعمي ..ان وسائل واساليب الدعوة وبخلاف الاصول والثوابت قابلة للتغيير بإستمرار وانتم اعلم بأمور دنياكم انها اشبه بوسائط النقل والتقنيات منها السريع ومنها الاسرع ، منها البطئ ومنها الابطأ ..بمعنى ” لو اندلعت حرائق هائلة في غابة ما ، بما يهدد الاف المنازل واصحابها بالهلاك ..فإن التحرك السريع بغية إطفاء الحريق بأحدث التقنيات والاليات والوسائط المصممة لهذا الغرض ليست تغريبا ولا تشريقا بل قمة في الوعي والانسانية والمهنية …التغريب والتشريق هو في ان تتحرك انت لإطفاء الحرائق المرعبة بخزانات تجرها الحمير لأن اساتذك من اطفائيي بدايات القرن العشرين كانوا يستخدمونها وبنجاح ساحق آنذاك لإطفاء حرائقهم بما لم يعد صالحا اليوم بالمرة ، وانت ولكونك لاتريد مخالفتهم ولكونك تلميذا نجيبا في مدرستهم وعلى خطاهم فلن تغير وسائطك ولو احترقت الغابة كلها بما جاورها ومات الالوف اختناقا وحرقا بسببها ..ولك ياعمي ..لو كان اساتذتك انفسهم احياء بين ظهرانينا اليوم لإستعانوا بما يتناسب وحجم الحرائق المشتعلة في كل مكان والعمل على اطفائها بكفاءة وجدارة وبسرعة متناهية ، ولما فكروا بالطريقة – المتخلفة – التي تفكر بها انت ونتيجة جمودك بذريعة الالتزام بما تعلمته من منهم هي” افلام اباحية تخترق ملايين المنازل من دون حسيب ولارقيب بمعدل 22 مليون موقع اباحي حول العالم ..انتحار ودعوة اليه بالجملة ..مخدرات زراعية ورقمية وصناعية ..قمار واقعي وافتراضي ..ربا مصرفي والكتروني ..حركات شيطانية والحادية ووجودية تسمم افكار اولادنا وبناتنا ..تحريض على العنف والحقد والكراهية غير مسيطر عليه بتاتا تسيل الدماء الطاهرة من جرائه انهارا …شحن وشائعات وعصبيات وجاهليات قومية وطائفية وعشائرية واثنية وساسية وايدولوجية ودينية وضعت العالم كله على كف عفريت …تحنث وتزلف وجنس ثالث ورابع …طعن بالثوابت والمثل والقيم والاخلاق والمعتقداتوانت تتحرك ابطأ من السلحفاة بوسائل – مصاليخ افريقيا الوسطى الفقراء الحفاة – …فساد مالي واداري وسياسي يعم الارجاء وغيرها من الكوارث التي تشيب لهولها الولدان ، فإن كنت لاتدري فتلك مصيبة ، وان كنت تدري فالمصيبة اعظم “، بإختصار المطلوب دعاة نشطاء يفهمون ما يجري بحذافيره ويبذلون وسعهم للاصلاح وشعارهم “إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب” .
عندما تسافر الى مكة والمدينة بالطائرة بدلا من السفر على ظهور الابل والخيول كما كان يحدث قديما لتصل الى هناك في ثلاث ساعات فقط ،بدلا من ثلاثة اشهر فهذا ليس تشريقا ولاتغريبا .وانما مواكبة ومجاراة لمتطلبات العصر فيما انت تؤدي مناسك الحج والعمرة على القواعد والضوابط والاصول ومن دون اية مخالفات شرعية وفقا للكتاب والسنة ، المتغير الوحيد هنا ” هو في واسطة النقل الاسرع بدلا من الابطأ فقط لاغير” كذلك اساليب الدعوة ” يجب ان تتناسب والحركة السريعة والدؤوبة للشر في سعيه المحموم لنشر الرذائل والموبقات بين الناس على قدم وساق من غير كلل ولا ملل ..حركتك الاصلاحية يجب ان لاتكون بطيئة ليس بوسعها الوصول الى مواقع الحرائق المشتعلة في كل مكان لإطفائها الا بعد خراب الديار وانتشار الدمار .
والاعجب من كل ما ذكرت آنفا هو قدرة الجامد الخامد على النهضة والاستيقاظ والحركة في اي زملن ومكان شاء اذا ما تعلق الامر بالتهجم والتهكم وتسقيط المدارس الاسلامية المخالفة التي تتقاطع وتتنافر مع مدرسته..جماعته..حزبه ..طائفته ، قوميته الا انه سرعان ما يعود الى سكونه ومهجعه ورقدته بمجرد ان يطلب منه اطفاء الحريق الاكبر والاعم والاشمل والاخطر الذي يحرق اخضر الامة الاسلامية ويابسها بعيدا عن الحريق الموضعي الاصغر الذي يطاول مدرسته او جماعته ما يدل على ان موضوعة الاصلاح عنده مزاجية وعصبية وآنية تتحرك تارة ..وتخمد تارات بحسب سرعة الريح وقوة التيارات !اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here