محمد باقر الحكيم …..اخر الباكين في محراب علي ع

محمد باقر الحكيم …..اخر الباكين في محراب علي ع
علي هادي الركابي
لاشي يجعل الانسان عظيما عند الله وعند الناس ؛ ويثبته التاريخ في ام الكتب ؛ سوى الاماني والدعاء ؛ عند ذاك يعرف الانسان اي انسان قيمته عند الله وهي تتناسب طرديا مع حب الله له اي كلما كانت الاستجابة والتوفيق سريعة وموفقة كان حب الله لذلك الانسان كبيرا ؛ ولايقوف عند حد معين ، فهو اختيار الصفوة المنتجبة في دفاتر الغيب ؛ ذلك هو التوفيق الالهي الخالص .
عاش بين احضان ابيه وهو مرجع الطائفة الشيعية في العالم ؛ كان يتنقل بين ابيه ومرقد علي ع ؛ مرقد امير المؤمنين ويناجيه كل يوم ؛ ويندبه بحلم الصبا ، يساله كثيرا عن صفين والنهروان ؛ ومرات عن الجمل ؛ يساله عن بين يديه ساعات يساله عن سر ولديه الحسين والعباس ولماذا قطعت اجسادهما في طف كربلاء؛ يساله كثيرا عن سلمان وعن ميثم التمار وعن المختار ايضا فهو رفيق محنه علي وحسينه ؛ تلك هي بداية العشق ، وبداية البكاء ليلا نهارا ثم يلقي القبة بنظرة منه ويغادر بصمت ؛ كانه على موعد معها ذات يوم من الزمن .
مرت الايام ؛ واذا بذلك الشاب ينتفض مع ثلة من رفاق الدرب ؛ في ظروف العراق المعقدة ليدخلوا التاريخ بتشكيل اول حركة سياسية دينية في العراق ؛ تتجاوز الصراع الشيوعي؛ القومي والبعثي ، ليدخلوا العراق في نقطة تحول مهمة جدا وتغيير المعادلة الحاكمة بادخال المتغير الاسلامي الشيعي فيها ولتصبح اكثر عقدة من ذي قبل حيث وجود محمد باقر الصدر ومهدي الحكيم ومرتضى العسكري ومحمد علي الاديب وعبد الصاحب الدخيل والكثير من قيادات التنظيم الاسلامي الوليد .
مرت الايام سريعا وجاء البعث الى السلطة وبدا بتصفية كل الخصوم في اكبر عملية ابادة فكرية في التاريخ السياسي الحديث ؛ قتل الجميع وشرد وسجن وعذب من بقي منهم ؛ لافرق بين اسلامي او شيوعي او بعثي ؛ فحدثت اكبر ابادة جماعية ؛ تمزق فيها رفاق التأسيس ، واحدا واحد ؛ هاجر مهدي الحكيم وتوفي الامام الحكيم واستشهد الصدر وابي عصام الدخيل والخمسة من قبضة الهدى والاف المنتظمين في هذا الطريق ؛ اتخذ الشاب الاربعيني قراره بالهجرة ومواجهة صدام والبعث بالسلاح وكان بدرا ضم اكثر من خمسين الف مسلحا على طول الحدود وداخل العراق؛ فكان قرارا مهما لذلك السيد حيث ان جميع اخوته وابناء اخوته وعمومته قد تم مقايضته بهم مقابل الكف عن هدفه واعتزال السياسية فكانت الفاجعة ان الجميع قتلوا وسجنوا وبلغ عدد الشهداء اكثر من 70 شهيدا .
لك ما ردت ايها القائد الشاب ؛ ها انت تواسي عليا ؛ والحسين بعدد الشهداء من بيتك ؛ وها هي هدية السماء لك عندما كنت تسال القبة واميرها وصاحبها عن سر التوفيق والرضا من الله ؛ كان فرحا جدا عندما وصله خبر اعدامهم اختلى مع نفسه يبحث عن هدف اخر في باله ؛ كانه يقول لعلي ع ان هذا لايكفي يا مير المؤمنين اريد ان اواسيك بمذبحك في محرابك .

تعرض الى اكثر من عشر محاولات اغتيال لم يرزقه الله الشهادة في سر لا نعلمه جميعا ؛ مرت السنون سريعاودخل العراق ؛ كان ينتظره القدر وينتظره عليا ايضا فقد افتقده كثيرا بعد 23 عاما من الفراق والغربة والجهاد والاخلاص ، واخيرا بعد البكاء والصلاة اياما في مدفن ومحراب علي ونظارته الى القبة الشريفة ؛ جاء القدر ليتعانق مع القبة روحا واشلائا فقد تناثرت اشلائه ودمه الطاهر فوق القبة وكان له ما اراد مواسيا لعلي والحسين والعباس رحل وكان سرا من الاسرار وكان على موعد مع الشهادة وب 70 من انصاره وربما سيكون اخر البكائين في محراب علي ع …انها هدية السماء له …لصاحب النفس الزكية .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here