شباب يحملون همّ الفقراء ويطلقون حملة لبناء 1000 دار مجاناً في ذي قار

منتظر الخرسان

رغم المساعدات والمعونات التي يقوم بها محمد صالح و رفاقه لدعم العوائل المحتاجة في ذي قار، إلا أن مشكلة السكن تُعدُ عائقاً كبيراً أمام هذه الشريحة ليبدأ “محمد” بالتخطيط والبحث لمعالجة هذه الأزمة وإسكان العوائل التي اتخذت من صفيح المعدن والقصب ملاذاً لها، ويشرع بعد ذلك بحملة اطلق عليها “حملة الـ 1000 دار” لتأتي أُكلها بعد أشهر قليلة من إعلانها.

كانت بذرة هذه الحملة بحسب قول “محمد” مسؤول الحملة إنه تلقى مناشدة عبر صفحات الفيسبوك لمساعدة عائلة مكونة من ستة أفراد يعاني فيها رب الأسرة وثلاثة من أطفاله بالعمى ، إلا زوجته وابن واحد لتنطلق بعد ذلك التبرعات لإنشاء دار سكنية على مساحة من الأرض بلغت 250 متراً مربعاً وبكلفة تعدت الـ 15 مليون دينار، ولم ينته الأمر هنا بل انشأوا لهم محلاً صغيراً في إحدى زوايا المنزل الخارجية والمطلة على الشارع ليكون مصدراً للعيش منه، فكانت بذرة الألف دار.

الحملة الشبابية التي انطلقت تموز الماضي حققت حتى الآن 40 منزلً متكاملاً بمساعدة العشرات من المتبرعين داخل العراق وخارجه من الجالية العراقية في أوروبا.

الشباب المتحمس نحو تحقيق عيش يحفظ كرامة هذه العوائل ، يعمل تحت عنوان أوسع من هذه الحملة ويُعرفون بـ “مجاناً في ذي قار” يقدمون المساعدات المالية والغذائية وكسوة الأيتام وإطلاق حملات الدعم.

“صالح” بدأ جدياً بتوسيع فكرة حملة الألف دار ليحاور بعدها أصدقائه والبحث عن أراض فارغة في كل قضاء وناحية لتكون المرحلة المقبلة إنشاء مجمع سكني متكامل بدل دار هنا وهناك يشترك به جميع من له القدرة على الدعم والإسناد لهم.

الدار السكنية التي يعملون على تشييدها في هذه الحملة تتراوح كلفتها ما بين ما بين 15 مليون الى 20 مليون دينار من بناء وتأثيث بل يعملون على إيجاد فرصة عمل إنْ كانت غير متوفرة لصاحب هذه العائلة الفقيرة.

لم يكتفِ الشباب بهذا المشروع الخيري ليطلق بالتزامن معها حملات مماثلة في دعم تلك العوائل بالسلّات الغذائية والمعونات المالية بل وتأهيل الأماكن العامة من الحدائق وصبغ الجدران وأرصفة الشوارع.

أمّ صادق إحدى اللواتي استفدن من هذه الحملة الكبرى تسكن الآن في دار يأويها من برد الشتاء وحر الصيف بعدما كانت في بيت تصفه بالخربة، ففي الشتاء تتسرب قطرات المطر نحو مكان جلوسهم ويخترق الهواء البارد جدرانه وتسلل أشعة الشمس الحارقة صيفاً الى مكان نومهم حتى علِم مسؤولو المشروع الخيري بحالها ليُشيد لها منزل حفظ لها ما تبقى من عمرها. ذي قار التي تعد رابع محافظة عراقية بعدد سكانها الذي يربو على المليوني نسمة ما زالت متصدرة بقية المحافظات بنسب الفقر ، إذ تأتي بالمركز الثالث فضلاً عن أن جائحة كورونا تسببت بمشاكل اقتصادية كبيرة وفقدان العشرات منهم لأعمالهم التجارية وخاصة الأهلية لذا يبحث الشباب مجاناً في ذي قار عن إطلاق حملة جديدة باسم “شغلني” لتشغيل عشرات الشباب العاطلين من تلك العوائل المحتاجة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here