الشهيدة سناء السوداني نورس غيبته خفافيش الظلام

عامر عبود الشيخ علي

هي نورس من نوارس الحزب الشيوعي العراقي كانت تحلق على شواطئ القهر والظلم، وهي ترى معاناة ابناء شعبها منذ ان كانت طالبة وحتى عملها في الوظيفة واحتكاكها بالكادحين من العمال والكسبة، لا تخاف ارهاب السلطة ولا الاعراف الأجتماعية الرجعية هي مبدئية ونموذج يحتذى به، تعلمنا منها ونحن يافعين القيم والنبل الانسانية وان نحمل هموم شعبنا وعشق وطننا.

كانت طالبة يحبها جميع الطلاب والهيئة التدريسة، وموظفة يحبها كل زملائها في الوظيفة، وعاملة يحبها كل جيرانها ومعارفها، وهي تساعدهم في تصليح وصيانة الاجهزة الكهربائية مجانا في البيت بعد عودتها من الوظيفة، متخذة من احدى زواياه ورشة صغيرة تعمل بها لتقدم الخدمات لكل ابناء منطقتها دون مقابل وهي سعيدة بعملها.

مناضلة من طراز فريد لا تكل ولا تمل، كانت عضوة في اتحاد الطلبة العام وبعد ذلك عضوة في نقابة الكهرباء، وبسبب نشاطها الطلابي والنقابي وتنقلها من معمل الى اخر لحث العمال في الانتماء الى النقابات والمطالبة بحقوقهم، تعرضت الى الكثير من المضايقات والمراقبة من قبل الجلادين وخفافيش الظلام، والاستدعاءات من قبل أمن المنطقة في حي الخضراء ببغداد، ورغم ذلك لم تتأخر عن تأدية مهامها الحزبية وتوزيع الصحيفة في ايام العمل السري، وفي توعية زملائها والمطالبة بحقوقهم في مجال عملها في وزارة الزراعة، وكانت ترتدي بدلة العمل الزرقاء، لحبها لهذه الطبقة الكادحة ودورهم الطليعي والمؤثر في حركة الانتاج وبناء الوطن،

وحين تُسأل عن سبب ارتدائها البدلة الزرقاء دائما في عملها تجيب “ان لبدلة العمل الزرقاء وقعا كبيرًا ومؤثرًا ويحرض العمال على حب العمل والانتاج”.

انها الشهيدة المغيبة سناء عبد المحسن كاظم مواليد ١٩٥٥ خريجة اعدادية الصناعة/ قسم الكهرباء، بنت الشيوعي عبد المحسن كاظم (ابو سلام) وحفيدة الشيخ حسين مهدي الساعدي الشيوعي المناضل من مدينة العمارة، والذي مات بسبب دخوله المتكرر الى سجون الانظمة الفاشستية، وخالتها المناضلة نجية الساعدي عضوة رابطة المرأة العراقية وهي ربيبة عائلة انتماءاتها شيوعية.

اعتقلت وغيبت من قبل النظام القمعي البعثي الرجعي العنصري في ليلة ١٩٧٩/١٢/٣١ عشية الاحتفالات بحلول العام الجديد، لم يمنحها الجلادون دقائق لتطفئ الشموع ولتكمل احتفاليتها مع اهلها ومحبيها.

غيبت وهي في ربيع شبابها، لم تكمل الخامسة والعشرين من عمرها، رحلت عنا جسدًا، وظلت روحا، لنستمد منها ومن شهداء الحزب الذين ترفعوا عن كل جزيئات الحياة وهوياتها الفرعية العزم على النضال من اجل وطن حر وشعب سعيد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here