محاكمة ترمب بحد ذاتها قمة الديمقراطية

محاكمة ترمب بحد ذاتها قمة الديمقراطية، نعيم الهاشمي الخفاجي

الديمقراطية الامريكية بغض النظر عن مواقفنا من تعامل الادارات الامريكية مع قضايا العربية والاسلامية هي افضل ديمقراطية بالعالم واقدمها اذا تجاوزت القرنين والنصف من الزمان، الرئيس محدد له جولتين فقط، وليس مثل العرب يأتي الرئيس في انقلاب عسكري ويبقى ويورث لابنائه بوفاته، او الحاكم يتم تعينه ملك من قبل المستعمرين على رقاب المواطنين ويسمي الدولة في اسمه وينصب اولاده امراء على كل المحافظات بحيث لم يسمح للمواطنين بمناطقهم انتخاب محافظين …..الخ،

أن تبرئة مجلس الشيوخ لترمب كان أمراً مؤكد، لان القرار يحتاج ثلثين وهذا من المستحيل، خرج سبعة اعضاء من الحزب الجمهوري وصوتوا ضد ترمب، رغم هزيمة ترمب لكنه ملياردير ولديه نفوذ كبير في الحزب الجمهوري ويخلق مشاكل لكل عضو جمهوري يقف ضده، قرار التبرئة اعطى سعادة لترمب،
وندد ترمب في بيان بما وصفها بـ«حملة شعواء» ضده، وتطرق إلى المستقبل وقال: «بدأتْ للتوّ حركتنا التاريخية والوطنية والرائعة لـ(جعل أميركا عظيمة مجدداً)». وأضاف: «الكثير من العمل ينتظرنا وسنخرج قريباً برؤية لمستقبل أميركي مشرق ومتألق ولا حدود له».

قرار التبرئة لايعني ان ترمب عاد الى قوته بل قادة الحزب الجمهوري اقروا بالمسؤولية الاخلاقية التي يتحملها ترمب في احداث انقتحام مجلس النواب والشيوخ ….الخ، فهو خسر جزأ لابأس به من انصار حزبه،
أستاذة العلوم السياسية في جامعة «براون» ويندي شيلر، مع مسألة أن مستقبل ترمب قد يكون محدوداً. وصرّحت: «إذا كانت الشركات ستمنحه فرصة للظهور والتحدث، فسيكون رد الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي سريعاً وشديداً، مع احتمال مقاطعة منتجاتها». وأردفت: «حتى إقامة مؤتمرات صحافية أو مناسبات في العقارات المملوكة لترمب سيمثّل مشكلة بالنسبة للشركات الكبرى المطروحة للتداول العام أو الشركات التي توفر منتجات مباشرة للمستهلكين».
هذا كلام استاذة علوم سياسية، هذه هي الديمقراطية الجماهير هي التي تعاقب كل شركة تروج لترمب وبما فيها شركاته الخاصة يتم مقاطعتها، هذا الفهم الجماهيري لايوجد بدول العرب والخليج الابقار الحلوبة،

يعد تصويت الأغلبية الساحقة من الجمهوريين في مجلس الشيوخ لصالح تبرئة ترمب يعد مؤشراً على نفوذه الذي لا يزال يحافظ عليه ضمن حزبه.
هناك من يؤيد الخطابات اليمينية المتطرفة، ممثلة ولاية جورجيا في المجلس مارغوري تايلور غرين، التي تعد بين أشد المؤيدين لترمب قالت في ، الأسبوع الماضي، إن «الحزب له لا لأحد آخر».

رغم ذلك صوّت سبعة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ لصالح إدانته، بينما صوّت عشرة جمهوريين من أعضاء مجلس النواب لصالح عزله الشهر الماضي، بينهم النائبة ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني.

وبينما صوّت زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل لصالح تبرئته، فإنه أشار إلى أن ترمب مسؤول «عملياً وأخلاقياً» عن أعمال العنف التي شهدها السادس من يناير.
هناك جهات كثيرة بالحزب الجمهوري معارضة لترمب
ومن بين هؤلاء حاكمة كارولاينا الجنوبية نيكي هايلي، التي قالت إن الجمهوريين أخطأوا في دعمهم حملة ترمب الرامية لقلب نتائج الانتخابات، والتي قادت إلى الهجوم على مقر الكونغرس.

وقالت هايلي في مقابلة مع مجلة «بوليتيكو»: «سلك مساراً ما كان عليه أن يسلكه وما كان علينا أن نتبعه فيه».

كما قللت من أهمية التوقعات التي تشير إلى أن ترمب سيترشح للرئاسة في 2024، قائلة: «لا أعتقد أن بإمكانه ذلك. لقد سقط سقطة كبيرة».

لكنّ الجمهوريين الداعين للانفصال تماماً عن ترمب لا يزالون أقلية بينما يخشى كثيرون منهم من النفوذ الذي يتمتع به في أوساط قاعدته الشعبية.
من صوت لتبرئة ترمب هؤلاء يرغبون لترشيح انفسهم لخوض الانتخابات الامريكية في عام 2024 واذا صوتوا لعزل ترمب اكيد يفقدون تأيد جماهير الحزب الجمهوري، الطريق امام ترمب طويل يتم فتح ملفات كثيرة ضده بل هناك من الحزب الجمهوري الذين لديهم طموح للترشح للانتخابات القادمة من مصلحتهم ابعاد ترمب ومنعه من المشاركة في الانتخابات القادمة،
وسبق ان نقلت وسائل الاعلام ان
مجموعة من المسؤولين الجمهوريين السابقين المناهضين لترمب طرحوا فكرة تأسيس حزب ثالث يميني وسطي، لكن يُستبعد تبلور الخطوة، بل الحزب الجمهوري صوتوا لحفظ كرامة ترمب وكرامة حزبهم لكنهم يمنعوه للترشح مرة ثانية ولم يقبلوا بتقسيم حزبهم ابدا، هؤلاء ليسوا مثل عقليات الساسة العرب الذين لديهم حرية تشكيل احزاب مجرد رئيس حزب تنهي رئاسة حكومته ويحل محله شخص ثاني من نفس حزبه يقوم بتشكيل حزب جديد، وايضا يتبعه الثاني والثالث والرابع بدون أي وازع اخلاقي ووطني.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
14.2.2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here