الوعظية!!

الوعظية!!
الوعظ: النصح والتذكير بما يقوِّم الأخلاق.
الوعظية سلوك خطابي مجاني تعودت عليه الأجيال منذ قرون , وإنطلق في المساجد منذ أول عهدها , ولا يزال قائما ومتكررا ويكاد أن يكون يوميا , وكأنه العمل الوحيد الذي يجيده المدّعون بتمثيل الدين.
فالعمل هو الوعظ , والوعظ كلام , فما أكثر الكلام وأرخصه , وما أسهل التشيّخ والتسلط على الآخرين بالكلام الوعظي الفارغ المجرد من العمل.
فالواعظ يتكلم وحسب , ويريد الناس إتباع ما يقول لا ما يفعل , وتلك مشكلة معقدة ذات تأثيرات متراكمة ومستفحلة في مسيرة الأجيال قاطبة.
والواعظ يفترض سوء الحال والأحوال وتردي الأخلاق ورداءة السلوك , ولهذا فهو يعظ , ولكي يبقى تسويق المواعظ قائما لا بد من دوام السوء والفساد , أي أن المواعظ لا تنفع بقدر ما تعزز وترسخ السيئات لكي يبقى أصحابها يعظون.
وإلا كيف تفسر أحوال أمة كل مَن فيها يعظ , وهي تمضي من سيئ إلى أسوأ , والمواعظ رنانة طنانة في أرجائها؟!
فلماذا لا تكون المواعظ بالفعل والعمل بدلا من القول؟!
ألا يحق لنا أن نتساءل؟!
على الوعّاظ أن يقدموا عملا قدوة بدلا من الكلام الفارغ الخالي من البرهان , وبدون العمل لا يوجد وعظ , بل من الواجب منع هذا السلوك البهتاني التخريبي الذي لا ينفع الناس.
فالدين العمل , وليس القول والوعظ , فأرني بأفعالك ما تريد الناس أن يكونوا عليه , وأعمل لأراك فالكلام قد أخزاك!!
وإن الوعظ بلا عمل بهتان!!
د-صادق السامرائي
19\11\2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here