تصاعد نسبة كساد و تضخم هائلة في أسواق الكتب

تصاعد نسبة كساد و تضخم هائلة في أسواق الكتب

بقلم مهدي قاسم

ثمة أخبار مقلقة تفيد عن تفاقم وتصاعد نسبة التضخم في أسواق الشعر والرواية وباقي أنواع الكتب عموما ، وهو يعني بلغة اقتصادية وجود كثرة العرض مقابل قلة الطلب ، ومن جراء ذلك احتشدت وتحتشد مئات أطنان من هذه الكتب في مخازن ومستودعات دور الطبع و النشر وكذلك في مخازن المكتبات لبيع الكتب وأصبحت طعما لفئران وعث وغيرها من حشرات قارضة..

وفي هذا الصدد يعزو خبير في بيع وترويج الكتب ( طالبا عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة ) فيعزو هذا الأمر إلى زيادة مفاجئة وغير متوقعة في تصاعد نسبة شاعرات وشعراء وكذلك نسبة روائيات وروائيين في الوطن العربي من شرقه حتى غربه وبشكل غير مسبوق ، بحيث أن كل واحدة أو واحد منهم يكتب في السنة الواحدة عدة روايات أو مجموعات شعرية ، ولكن الإشكالية الكبيرة تكمن في عزوف الناس عن القراءة ، ربما بسبب تزايد وسائل الكتب و الصحف الإلكترونية ..

وأضاف قائلا بتعابير وجه تعبر عن حيرة وعجز إدراك :

ـ أنا أيضا لا أفهم كيف يحدث هذا ؟..كيف يستطيع شخص ما أن يكتب عدة روايات أو مجموعات شعرية في السنة الواحدة أو قليلا من سنة بينما نجيب محفوظ نفسه ما كان ليكتب أكثر من رواية في سنة واحدة ؟..

وعندما سألناه ما هي الفائدة المادية لدور الطبع والنشر لكي تطبع كل هذه الأعمال الروائية والشعرية الهائلة لتأكلها الفئران والعث في المخازن والمستودعات أو يتلفها فيضان أمطار غزيرة ؟ ..

قال الخبير بلهجة من عارف ببواطن الأمور :

ــ ذلك لأن هذه الدور تقبض مقدما نفقات الطبع من المؤلفة أو المؤلف ، بعد الطبع ترسل له أو لها بضع نسخة من الإصدار بهدف الإهداء ونسخا أخرى لمكتبات بيع الكتب عيسى ولعلها تفلح في بيعها ، أما باقي النسخ فتُوضع في المستودع متروكة لمصيرها المزري ، وبالتالي سيان عندها أن بيُعت هذه النسخ أم لا ، لذا ففي النهاية ليس لدور النشر ما تخسره ،أن لم تكن هي المستفيدة الوحيدة..

*كتبتُ هذه السطور بناء على حديث سابق جرى بيني وبين أحد أصحاب المكتبات المعروفة لبيع الكتب في بغداد ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here