الأنتخابات العراقية : المقبلة (( كيف نريدها )) ؟

د . خالد القره غولي :
البرلمان العراقي قرر اقامة انتخابات جديدة لمحلس النواب في العراق خلال العاشر من الشهر العاشر من العام الجاري ( 2021 ) وأن المواطن العراقي اليوم لا يحتاج الى انتخابات رابعة وخامسة وسادسة مشوشة كما حدث في الأعوام السابقة الماضية ! بل هو بحاجة إلى انتخابات وطنية نزيه مقبولة من قبل العراقيين كافة , أن العملية السياسية الأمريكية – الايرانية لن تصل بالشعب العراقي ولا بالعراق الى بر الأمان طيلة ( 18 ) عام الماضية لأن معاناة الشعب العراقي تزداد يوما بعد يوم بسبب الاحتلال ومليشيات الاحزاب الدينية التي حولت الشعب الى شعب دكتاتور رافض الديمقراطية المزعومة لم تتحقق له شيء يذكر ونصبت له حكومة ديمقراطية مزيفة , ان الانتخابات السابقة سواء كانت محلية أو برلمانية لن تؤدي إلى خروج القوات الإيرانية والامريكية من هذا البلد وهذه القوات والمليشيات التابعة لها نواة للقتل والاغتيال وعمليات التفخيخ للسيارات في الأماكن العامة وعمليات اغتيال النخب والكوادر العراقية , وهذا ما حدث في بغداد وبقية مناطق العراق الاخرى , أن قلق الناخب في العراق اليوم وهو يتطلع الى المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة لا يكمن مصدره في ذات قيمتها الفضلى أنما يكمن في عملية ممارسة الديمقراطية , رهن بسلوكه نحوها وممارسة دوره الريادي بصدد هذا الموضوع والتي يوظفها لحراستها والذود عنها ويعد اغتراب هذا السلوك عن المضمون أو المعنى الفكري لمجموع قيمها انفصال الإنسان عن باب الحضارة التي ينتمي أليها , كلمة الديمقراطية لها في نفوسنا وقع مكين وإذا لم نكتب عنها بقلم جريء وشجاع فسوف تبقي نغمة منفصلة عن بعضها فالديمقراطية كما يتصورها الآخرون , أصبحت ألان لا تسد رغبات وطموحات المواطن العراقي الذي يجهل معنى الديمقراطية قبل صنوفها وأشكالها , ولا حتى له خبرة فيها , أن الديمقراطية لا تزدهر ألا في ظل العدالة, لا نريد تكرار أخطائنا الماضية التي ساقتنا إلى أفران الحريق والقتل ، وبالرغم من الديمقراطية التي جاءت من الخارج فإننا نحب الوطن ونحب العراقيين لنعيش فيه بسلام وامن واستقرار دون تمييز أو فارق, فالعراق بلد عنيد وقيادته صعبة ما لم يكن من صلب الشعب العراقي الذي يعرف جيداً ماذا يريد العراقي وماذا يحب وأي شيء يكره , فعندما يحصل هذا فأننا عندها يمكن أن نحتفظ بالديمقراطية لكي ننصر العدالة , أن حديقة الأمن في العراق اليوم تنمو وتزدهر بأغصان هذا الشعب المتنوع أذا كانت هنالك عدالة حقيقية تتوزع على الجميع دون الرجوع الى الحقبة الماضية أملنا الوحيد وكل من يعتدى على الأمل يعتدى على الحياة , ويشوه الإنسان نفسه ، وكل من يشوه الحقيقة لكي يشن حرباً دينية ، فهذه الحرب وان تكن لأجل البقاء ولأجل الحياة فأنها تلحق اشد الضرر بالشعب وتخدم المحتل وتحمي موقفه , في الوقت ذاته تمزق القلب الواحد وتدمر حضارة لها أسماؤها وبناتها دفعنا دماء كثيرة لكي تدوم وتبقي بين سائر الأمم مرفوعة عالية, والسؤال هنا يطرح نفسه ما هو الحل وأصدقاء الأمس من السياسيين المرشحين الذين وقد تحولوا الى أعداء بل إلى وسطاء بينهم وبين دول إقليمية .. ولله .. الآمر
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here