أوهام إمبراطورية!!

أوهام إمبراطورية!!
بعص الدول تختزن أحلاما إمبراطورية , أي أنها تريد الهيمنة على دول إقليمية مجاورة وتضمها إليها , وتتناست أنها تعيش في زمن لا يعيل إمبراطوريات , ولا يمكنه أن يستوعب إرادة الإستعباد والإضطهاد , والإستحواذ على دول أخرى عضوة في الأمم المتحدة.
والتأريخ البشري محشو بالإمبراطوريات , وحتى الحرب العالمية الثانية عندما سقطت آخر إمبراطورية هيمنت على غيرها لقرون.
ومن الإمبراطوريات المعروفة , الصفوية (1501 – 1736) ميلادية , والرومانية (510 – 100) ق.م , والعثمانية (1299 – 1923) ميلادية , وأطول إمبراطورية هي إمبراطورية أمة الإسلام بتعدد أدوارها , منذ الهجرة إلى المدينة وحتى (1923) , إذا إعتبرنا الإمبراطورية كيان مكون من عدة دول.
والنهج الإمبراطوري إستبدادي عدواني يستخدم القوة بأبشع صورها ولا يتوانى عن القتل وسفك الدماء , فهو نهج إمحاقي وتدميري للآخر , لكي يتسيّد عليه ويمتلكه بالكامل.
وهو في جوهره إستعماري إغتصابي شديد الوطأة على المجتمعات التي ينالها ويضع يده على مصيرها , ولهذا فأن الإمبراطوريات خرّبت وأفنت , وفتكت بمجتمعات وحضارات كان لها شأن في المسيرة الإنسانية.
ولا توجد إمبراطورية رحيمة على مر العصور , بل قاسية فتاكة ذات إندفاعات هوجاء نحو الهدف المطلوب , فتدمره عن بكرة أبيه وتستبيح ما فيه.
وأرحمها بالمقارنة بغيرها إمبراطورية أمة الإسلام , لقدرتها على تحمل الآخرين وفقا لمناهج عقيدتها , وتعاليم دينها , ولهذا إستمرت طويلا , أما غيرها فأن الإبادة ديدنها والخراب مسعاها , وفرض الإرادة بالقوة البشعة الفتاكة المنفلتة.
وعلى الدول التي تتوهم القدرة على إحياء الأحلام الإمبراطورية أن تعي عصرها , وآليات السلوك الفاعلة في أروقته الدولية , لكي تثوب إلى رشدها وتهتم بشعوبها وبناء مجدها الوطني وليس الإمبراطوري , وأن تتعايش بسلام وألفة مع جيرانها وتبني علاقات تؤمّن المصالح المشتركة , وتساهم في رفاهية أبناء المنطقة من حولها.
أما الأوهام العقائدية الإمبراطورية فأنها هذيانات ستكلفها كثيرا وتجعل الآخرين يستثمرون فيها , لتحقيق أقصى ما يستطيعونه من الأهداف والبرامج الضرورية لتأمين وإدامة مصالحهم.
فهل سترعوي الرؤوس الإمبراطورية , وتخرج من قمقم ضلالها وبهتانها المهين؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here