دور البعثيين والدواعش في الإبقاء على شعبية الأحزاب الإسلامية الفاسدة وعلى سلطتهم الراسخة 

بقلم مهدي قاسم

ها هي الأحزاب الإسلامية الفاسدة سارعت إلى استغلال طلة ” رغد صدام حسين ”  الفضائية الهزيلة ،  لحملات انتخابية مبكرة وهي تلوّح بمقابلتها التلفزيونية الأخيرة  مصورة إياها كبعبع رهيب على وشك الانقضاض على سلطتهم المنخورة بسرطان الفساد ، بجحافل من سجيل غير مرئية إلا في مخيلتهم السقيمة ، ومن ثم لتأتي هجمات عصابات داعش المتفرقة أيضا لتصب لصالح هذه الأحزاب وتحافظ  في الوقت نفسه على  الاصطفاف الطائفي كقاعدة  جماهيرية تصويتية مضمونة لها  مسبقا .

فمنذ البداية داب  البعثيون ــ  بعد سقوط نظامهم الدموي ــ  من خلال نشاطاتهم

السياسية والإعلامية وانخراط بعضهم في صفوف تنظيم” القاعدة ” الإرهابي سابقا ،  وفيما بعد ، و بأعداد أكبر في صفوف عصابات داعش الإرهابية ، مع ما رافق ذلك من  آلاف نتفجيرات إرهابية في المناطق ذات الأغلبية ” الشيعية ” ( و بتواطؤ من بعض الأحزاب والميليشيات” الشيعية ” نفسها ) ، فكل هذا  قد جاء  بمثابة خدمة كبيرة وثمينة قدٌمت  من قبل البعثيين للأحزاب الطائفية لتستغلها هي لصالحها في تعميق و ترسيخ التخندق الطائفي ذات المنحى الجماهيري التصويتي الانتخابي الدائم  لصالحها ..

دون أن نعرف  هل هو خبث أم غباء  من البعثيين في أن  يرتبوا تطلة ” رغد ” فضائية ، وهي لا تستبعد تشكيل حكومة  انتقالية في المنفى برئاستها ؟!! ، و تحديدا في هذا الوقت بالضبط حيث الأحزاب الفاسدة تتهيأ  لحملات انتخابية و تحاول أن تستغل كل شيء لصالحها لكي تبقى في السلطة و ممارسة اللصوصية لأطول فترة ممكنة ..

والمُثير في الأمر أن يهتاج ويُثار و يتهستر مقتدى الصدر  هو بالذات قبل غيره ، مستغلا هو الآخر كل هذه الضجة المفتعلة ، لزيادة شعبية الصدريين أملا في فوزه في الانتخابات المقبلة القريبة المقبلة ، حيث كان أغلب  أعضاء التيار الصدري قياديين وأعضاء عاديين و أنصارا و متعاطفين  كانوا من البعثيين بحكم كون التيار الصدري قد تأسس في العراق  ..

ولكن أعظم الخدمة التي قدُمت لهذه الأحزاب  من قبل البعثيين والدواعش تتجسد في تشكيل الحشد الشعبي والمليشيات المرتبطة بها و التي باتت ظهيرا قويا جدا للأحزاب الإسلامية الحاكمة التي ستبقى في الحكم بفضل هذه الأعداد الكبيرة من قوات الحشد ومليشيات وأفراد عائلاتهم و التي تأسست  بذريعة محاربة داعش .

لذا فعلى الأحزاب الإسلامية الشيعية أن تُشكر البعثيين والدواعش على بقائهم في السلطة لفترة أطول و أطول  وكذلك في هيمنة النظام الإيراني على العراق ..

وإلا هل من المعقول تصديق حكاية عودة البعثيين مع وجود مئات آلاف من الميليشيات  المدججة وقوات الحشد الشعبي ، فضلا عن الجيش الدمج الموالي للأحزاب الطائفية  ؟..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here