العرب في مرحلة التمحيص، اما الحياة الكريمة او المحق؟

العرب في مرحلة التمحيص، اما الحياة الكريمة او المحق؟

قال تبارك وتعالى “وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين”. ها نحن في المنطقة العربية من المحيط الى الخليج في مرحلة التحول الكبير بين شعوب محصها الله ببلاءات عديدة. بعد ان تخلت عن مسؤليتها الاخلاقية في تاطير ومراقبة الحكام واجبارهم على سلوك طريق الحق والعدالة الاجتماعية. هؤلاء الحكام الظلمة سياتي دورهم ويمحقهم الله في الوقت المعلوم ويخلص عباد الله من شرورهم. فهم كفار وان كانوا مسلمين بالوراثة لان الظلم من مسلم هو كفر بالعدالة وما امر الله به من الاصلاح وعمل الصالحات.
هذه المرحلة العسيرة غربلت الشعوب في منطقتنا ولا تزال تمحص وتختبر المومنين الصادقين الاحرار المستقلين من جهة. وتدفع المنافقين من المسلمين المستسلمين لشهواتهم نحو المستكبرين السلطويين ايذانا لمحقهم جميعا والقضاء عليهم من جهة اخرى. فطوبى وبشرى للصامدين المناضلين الذين وقفوا ويقفوا مع الفقراء والمساكين ويفضحوا ويقاوموا مكر ومؤامرات الحكام الظلمة والفاسدين واسيادهم.
لقد تكالبت علينا الامم من امريكا وروسيا والصين والكيان الصهيونى بحيث هدمت عرى بغداد ودمشق والقاهرة وزحف المستعمرون فدمروا اليمن ولبنان وليبيا ويزحفون باتجاه تدمير بقية الدول العربية. عن طريق الترغيب والترهيب من خلال العبودية لاسرائيل. او زرع الطائفية والمناطقية والقومية والعنصرية من قبل الغرب. انها مرحلة التمحيص للاحرار المناضلين وقرب مرحلة المحق للفاسدين الظلمة المجرمين.
ما اشبه اليوم بالبارحة عندما تامرت الاحزاب البارحة ضد الامة الإسلامية الوليدة في عهد رسول الله. تنقل لنا سورة الاحزاب بوضوح تلك اللحظات الصعبة في التمحيص للمومنين فتقول “اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ بلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا. هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا. واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا. انها ايضا مرحلة تشكيك من قبل المنافقين بنصر الله. اما المؤمنين فقد صمدوا واستبشروا بوعد الله ونصره لهم. فقالت نفس السورة. “ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما”. فكان النصر المؤزر على الاحزاب والاعداء والمنافقين.
وقفت اذن احزاب الامس من المسلمين المنافقين والمشركين وبعض قبائل اليهود مع من يقفون خلفهم ويساندونهم من دولتي الروم والفرس ضد الاسلام.احزاب اليوم تعود من جديد من المسلمين المنافقين واليهود الصهيونيين المدعومين من امريكا وروسيا ضد الاسلام ايضا. كان هدفهم بالامس السيطرة على استقلالية قرار المسلمين واعادتهم الى هيمنة الروم والفرس انذاك. كهدفهم اليوم السيطرة على الثروات والاراضي العربية لتكون تحت هيمنة الصهيونية وامريكا والغرب.
في مرحلة التمحيص اليوم فشلت طائفة كبيرة من الاسلاميين والعلمانيين من اليسار واليمين والقوميين والوطنيين ولا تزال طائفة اخرى من نفس تلك الاطياف صامدة. فالخير والشر متواجد لدى الجميع بغض النظر عن الدين والعرق والاتجاه السياسي. ينبغي اذن الصبر على هذا البلاء الشديد الذي مر على جميع الأمم “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين “. فلا بد لقوى الخير من مسلمين وغير مسلمين من جميع القوميات والاعراق ان يتحملوا مسؤليتهم لمواجهة الارهاب العالمي والمستعمرين من الصهاينة والامريكان. لا بد ايضا من الوقوف ضد حملة الشيطنة لقوى الحرية والعدالة التي لا تزال تقف بشجاعة وقوة امام الهيمنة والاستعباد العالمي. ان قوى الاستكبار يقودها اليوم اللوبي العربي المتصهين (المسلمون المنافقون) بدفع من إسرائيل. ويقود بعض الاسلاميين وبعض العلمانيين العرب امريكا واليمين المتطرف.
نحن امام ظروف تمحيصية عصيبة بعد انهيار المنظومة العربية وقبلها المنظومة الاسلامية الى وصولنا الى مرحلة العبودية للكيان الصهيوني وامريكا فالخوف كل الخوف من غضب الله ومقته ثم محقه نتيجة خيانة حكامنا. لقد اصبحنا شر امة على وجه الارض بعد ان كنا خير امة اخرجت للناس. لكن رحمة الله واسعة فلنذكر اهل نينوى الذين كشف الله عنهم العذاب بعد توبتهم الى الله فما المانع ان يفعل العراقيين كاسلافهم “فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ”
الدكتور نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here