لن تفلتوا من العقاب العادل يا قتلة أبناء الناصرية!

كاظم حبيب
لن تفلتوا من العقاب العادل يا قتلة أبناء الناصرية!
مشهد استخدام العنف المفرط والسلاح الحي وسقوط شهداء وجرحى ومعوقين من جانب قوى مكافحة الإرهاب والأجهزة الأمنية الأخرى والميليشيات الطائفية المسلحة ومرتدي الدشاديش يتكرر في الناصرية والبصرة وفي واسط وبابل وكربلاء وغيرها من مدن العراق في مواجهة مطالب الشعب العادلة. لم يتغير شيء، فأجهزة الأمن وقوى مكافحة الإرهاب والسلاح المنفلت بأيدي الميليشيات الطائفية المسلحة الأعضاء في الحشد الشعبي، بأزيائهم المتنوعة والمختلفة، وهم في الجوهر واحد، تتصدى مرة بعد أخرى لشبيبة الناصرية المطالبة بالحقوق المشروعة والعادلة، المطالبة باستعادة الوطن المستباح، المطالبة بالإفراج عن سجاد العراقي وبإقالة محافظ الناصرية الخاضع لـ، والساكت عن، والمؤيد لعنف أجهزة الأمن وإجرام الميليشيات الطائفية المسلحة والفساد الخانق، بالحديد والنار، بالقتل والإصابات البليغة والملاحقة واعتقال النشطاء. إن هذه السياسة الهمجية ليست سياسة محافظة الناصرة وأجهزتها الأمنية فحسب، كما يعتقد البعض تسويقها لنا وتحاول الحكومة تصويرها للشعب، بل هي سياسة الحكومة الاتحادية وأجهزتها الأمنية وجهاز مكافحة الإرهاب والشغب والميليشيات الطائفية المسلحة والأحزاب الحاكمة وحشدها الفاسد، إنه نهج الدولة الطائفية الفاسدة والدولة العميقة الرابضة خلفها، إذ إنهم جميعاً يعتقدون خطأً بأنهم قادرون، عبر ممارسة سياسة القمع والقتل والاعتقال والتعذيب والتغييب القسري، على إسكات الشبيبة وصوت الحق والعدل والمشروعية وردعهم عن التظاهر والمطالبة بالحقوق وإعادتهم إلى “جادة الصواب الحكومي الطائفي الفاسد!!!”. خاب فألكم وظنكم يا حكام العراق! فلن تزيدوا بأساليبكم القديمة الجديدة المستمرة سوى صب المزيد من الزيت على نيران الغضب المشتعلة في صدور العراقيات والعراقيين، في صدور عوائل الشهداء والجرحى والمعوقين، وفي نفوس العاطلين عن العمل والفقراء والمعوزين، وفي نفوس من سرقت لقمة العيش من افواههم والذين يعيشون في المناطق العشوائية والبيوت الفقيرة والخاوية، في نفوس من كان يتوقع من هذه النخب الفاسدة الحاكمة غير سياسة النهب والسلب والإفقار والعطالة والبؤس والرثاثة والقتل والاعتقال والتعذيب والتغييب القسري. أنكم بأنفسكم يا حكام العراق تهيئون الأرضية الصالحة لكنسكم من حكم العراق ومن أرضه الطيبة ومن شعبه الطيب والمستباح بكم وبسياساتكم الوقحة. لقد قال المتظاهرون في الناصرية قولهم الحق، “نتعبكم ولن نتعب”. لن تمروا دون عقاب يا من خذلتم الشعب وتواصلون ممارسة سياسة قهره والدوس على كرامته منذ 18 عاماً بالتمام والكمال. لن تمروا دون عقاب للشهداء الذي سقطوا في مجرى انتفاضة تشرين الأول 2019 المجيدة ولا جرحاها، ولا الشهداء العشرة والجرحى والمعوقين الـ 270 الذين سقطوا في الناصرية خلال الأيام الخمسة المنصرمة بين 22-26 شباط/فبراير 2021 فقط. لن تمر هذه الجرائم دون حساب وعقاب قادم، مهما طال الزمن، يا من تصرون على سلوك سياسات العنف المفرط والسلاح الحي في مواجهة مطالب الشعب العادلة بالتغيير الجذري ورفض النظام الطائفي والمحاصصة الطائفية المذلة والفساد كمنظومة متكاملة وفاعلة ومدمرة في البلاد. ها هي منظمة العفو الدولية تصرخ بكم “أوقفوا القتل المستمر في الناصرية”، يل سفاكي دماء الشعب.
إن الحكومة التي وعدت بمحاسبة قتلة المتظاهرين وتقديمهم للعدالة، ونزع السلاح المنفلت لدى الميليشيات الطائفية المسلحة، والتصدي للفاسدين وتقديم ملفاتهم للعدالة، وتوفير مستلزمات انتخابات عادلة ونزيهة مبكرة، تمارس حكومة الكاظمي منذ وصولها للسلطة ذات الأساليب الإرهابية والعنف المفرط واستخدام السلاح الحي والكذب والخداع في مواجهة مطالب الشعب. إنها تغوص في نفس المستنقع والوحل الذي غاصت فيه حتى قمة رأسها حكومة الجزار الخبيث والفاسد الكبير رئيس الحكومة السابق والمستبد بأمره الأسبق مسؤول الدولة العميقة.
سينطلق التضامن الشعبي مع أهلنا في الناصرية في كل مكان من العراق، لأنهم على حق، ولأنهم يعبرون عن مطالب الشعب كله في وطن حر ومستقل، مستباح حالياً، وحقوق عادلة مشروعة، مغتصبة حالياً. إن استبدال محافظ بأخر وتعيين عسكري أمني ساهم في المزيد من القتل قبل عدة شهور في الناصرية ذاتها، لن ينفع أبداً، بل المطلب الأساسي هو تغيير نهج النظام الطائفي الفاسد الراهن وسياساته ومواقفه في الداخل والخارج، وإيقاف الوجود المتنوع والتدخل الإيراني وأتباعه في الشؤون العراقية وفي نهب خيرات البلاد وموارده المالية والنفطية ولقمة عيشه وقتل أبناءه وبناته. أسمعوا أيها الطرشان، يا من وقرت اذانكم، صوت الشعب المدوي في مظاهرات الناصرية، وعوا، أيها الساهون، حاجات الشعب ومطالبه العدالة. الويل كل الويل لكم من غضب الشعب الجريح والمستباح بحياته وحقوقه ووطنه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here