هليكوبتر تنقل البابا إلى 4 كنائس في الموصل خربها داعش

ترجمة/ حامد احمد

في مدينة الموصل، هناك اربع كنائس تمثل حقبا تاريخية مختلفة تحتل مساحة صغيرة من المكان ومحاطة ببيوت ذات ارتفاع واطئ، ستكون ضمن برنامج جولة البابا فرانسيس في 7 آذار خلال زيارته التاريخية الى العراق، يطلق عليها اسم “ساحة الكنيسة” أو حوش البيعة . في غضون ايام قليلة متبقية، من المتوقع ان يدخل البابا فرانسيس التاريخ بكونه أول بابا فاتيكان يزور العراق.

جولته في البلد التي ستستمر من 5- 8 آذار ستأخذه من تفقد أماكن وردت اسماؤها في الكتاب المقدس يعود تاريخها لآلاف من السنين مضت والى كنائس حيث عانى فيها مسيحيون كاثوليك وابناء طوائف اخرى منذ سنوات قليلة مضت من هجمات وانتهاكات ارهابية مروعة. ومن المتوقع ان يقطع البابا مسافة 900 ميل متنقلا بين مواقع مختلفة في جنوبي العراق وشماليه ووسطه.

في الوقت الحالي فان جميع الكنائس الاربع هذه التي تمثل عمق تجذر وازدهار الطائفة المسيحية في تاريخ البلد، اما تعرضت للتدمير او للضرر بعد سيطرة تنظيم داعش على الموصل للفترة الممتدة من 2014 الى 2017. حيث استخدم التنظيم جميع ابنية هذه الكنائس اما كمقرات ادارية له او استخدامها كمعتقلات وقاعات محاكم شرعية.الضربات الجوية للتحالف اثناء الحملة العسكرية للقوات العراقية لتحرير المدينة قد الحقت ايضا بعض الاضرار بها. الجدران التي ما تزال شاخصة تعلوها آثار اطلاقات الرصاص وشظايا القنابل .

مطران الكنيسة الكلدانية للموصل ومنطقة عقرة القس نجيب ميخائيل، يقول عن هذا الموقع الذي يطلق عليه اسم ساحة الكنيسة “يمكن وصف هذه البقعة على انها بيت مقدس سهل نينوى”، مشيرا الى ان “هذا الموقع سيكون ضمن برنامج جولة البابا فرانسيس في 7 آذار خلال زيارته التاريخية للعراق” .

ويذكر ان البابا فرنسيس من المقرر ان يصل الى اربيل عاصمة اقليم كردستان في 7 آذار ضمن برنامج جولته في العراق، وبعد ان يلتقي في مطار اربيل بالسلطات الدينية والحكومية في كردستان سيستقل بطائرة هليكوبتر الى الموصل حيث المدينة القديمة والتي تضم مجمع كنائس وجوامع تعرضت للتفجير والهدم، حيث سيقيم البابا الصلاة من اجل ضحايا الحرب في حوش البيعة أو “ساحة الكنيسة” قبل ان ينتقل الى كنيسة الطاهرة الكبرى في بلدة قرة قوش في سهل نينوى حيث سيتلو صلاة السلام الملائكي وبعدها يعود الى اربيل الى المعهد البطريركي الكلداني ومن ثم للاحتفال مساء بالقداس الالهي في ملعب فرانسو حريري القريب من المطار بحضور اكثر من 10 آلاف شخص . من جانبه قال الكاردينال لويس ساكو في مقابلة مع مجلس كنائس الشرق الاوسط ان زيارة البابا الى بلاد الرافدين ومكان ولادة النبي ابراهيم تحمل رجاء كبيرا لشرق مثقل بالاحزان ومشبع بالصراعات والحروب، مشيرا الى انها ستكون زيارة استثنائية ليس للشعب العراقي فقط بل لكل شعوب المنطقة التي كانت وما زالت تعاني من نزاعات وصراعات وتحديات كبيرة على كل الاصعدة. حيث ذكر بان البابا فرانسيس قال ما نصه: “اريد ان اكون حاضرا مع المعذبين وارفع معنوياتهم .”

وقال الكاردينال ساكو إن البابا فرانسيس سيزور اماكن مسيحية تألمت وعانت من التهجير كالموصل التي ماتزال حتى اليوم مدينة منكوبة شبيهة بهيروشيما، حيث سيزور البابا هناك اربع كنائس قد تعرضت للتفجير والعديد من المساجد والجوامع .

واضاف ساكو بانه لا يعتقد ان هناك أي تخوف على أمن البابا، خصوصا ان الجميع يعمل على تأمين سلامته، وان هناك ترحيب كبير به على مختلف الصعد وهو مصمم على المجيء . وعن الاجراءات الوقائية الخاصة المرافقة لزيارة البابا في مواجهة خطر جائحة كورونا، قال الكاردينال ساكو بانه تم نشر تعليمات خاصة للقداديس اولا ووزعنا الكراسي تبعا للارقام مع الحفاظ على معايير التباعد الاجتماعي بالاضافة الى الالتزام بالكمامات والتعقيم، مشيرا الى انه تم وضع حواجز خشبية تحمي البابا بحيث لا يمكن لأحد من دفع الحاجز والاقتراب منه لان الناس عاطفيين، وسيتم اتخاذ نفس الاجراءات الوقائية في باحة الكنيسة وستكون هناك محطات للتعقيم.

وضمن هذه الاجراءات الوقائية ذكر مسؤولان في الحكومة العراقية لوكالة اسوشييتدبرس بان منظمي الزيارة تعهدوا بفرض ارتداء اقنعة الوجه الكمامات مع مراعاة جانب التباعد الاجتماعي وتقليل التجمعات بالاضافة الى امكانية زيادة مواقع الفحص . وقال احد المسؤولين، طالبا عدم ذكر اسمه، ان بروتوكولات الرعاية الصحية تعتبر حيوية جدا وبالإمكان السيطرة عليها وتطبيقها . من جانبه قال الطبيب مايكل هيد، من مركز جامعة ساوثامبتون الطبي للصحة العالمية في حديث للاسوشييتدبرس بانه يجب اتخاذ اجراءات الوقاية بصرامة خلال زيارة البابا للعراق والتي تتخللها ارتداء الكمامة وغسل اليدين مع التباعد الاجتماعي والحفاظ على تهوية جيدة في الاماكن المغلقة . وقال الطبيب هيد “نأمل ان نرى اجراءات فعالة للحيلولة دون نقل عدوى الفايروس خلال زيارة البابا لبغداد .”

عن مواقع: سويس انفو، اسوشييتدبرس، يوروآسيا ريفيو

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here