بالنسبة لهما السيادة العراقية مجرد حائط واطِ

بالنسبة لهما السيادة العراقية مجرد حائط واطِ

بقلم مهدي قاسم

نادرا ما يحدث أن تقوم عدة قوات أجنبية باحتلال بلد واحد دفعة واحدة ..

و هذا بالضبط ما حدث و يحدث في العراق من قبل قوات أمريكية و تركية مباشرة و إيرانية غير مباشرة.

و إذا كانت القوات التركية قد دخلت العراق باتفاق رسمي مع الدكتاتور البائد بهدف ضرب عناصر حزب العمال الثوري الكوردي التركي في عمق المناطق الشمالية المحاذية لتركيا ، فإن الاحتلال الأمريكي المباشر والفظ لعاصمة العراق بغداد كان من أسوأ الاحتلالات في عصرنا الراهن ، ليس فقط لكون هذا الاحتلال قد جاء لتخريب وتدمير ما تبقى من العراق كغاية وهدف الاحتلال تحديدا،إنما مهّد الطريق معبّدا ، سالكا، مستقيما ، لاحتلال إيراني ” ناعم” و بأيد و ذيول عراقية ميليشياوية و ذات تبعية وولاء مطلقين للنظام الإيراني ..

وبقية القصة ونتائجها الكارثية والمأساوية الراهنة معروفة لكل قاص ودان من هذه الناحية ..

إذن لا جديد في هذا الأمر لكي نضيفه بتفاصيل جديدة وموسعة ، غير تلك الصلافة والوقاحة السافرتين اللتين تكاد أن تدهش كل شخص عنده حتى ولو ذرة من كرامة وطنية ، و اللتين صدرتا عن كل من سفيري إيران و تركيا بخصوص احترام حدود وسيادة العراق ، بحيث أحدهما يلقّن والآخر معييّر لائما محمّلا إياه مسؤولية الاحتلال وخرق السيادة والحدود العراقية عموما :

فالقوات العسكرية التركية ــ بما فيها مقاتلات عسكرية ــ تصول و تجول في عمق الأراضي العراقية وسمائها هجوما وقصفا واحتلالا جزئيا ، تقتل بشرا و أبقار و أغناما ، وتحرق الزرع و الضرع بذريعة ، مقاتلة المنشقين الكورد الأتراك ، بينما النظام الإيراني يبسط هيمنته الكاملة عبر مندوبيها الساميين والأمنيين المحليين على مصير العراق ويصادر إرادته الحرة في السيادة و صناعة القرار ..

بينما كلا النظامين يتجاوزان على السيادة العراقية مستخفين بها ، ناظرين إليها على أنها مجرد حائط واط ِ لقفز و عبور سهلين و مريحين ليس إلا..

ويبقى أن نقول أنه سوف لن نجد في عصرنا الراهن بلدا محتلا احتلالا جماعيا ــ أن صح التعبير ــ بهذه الصورة المخزية و المذلة حقا كالعراق ..

*( سفيرا طهران وأنقرة يتصارعان على سنجار وبغداد صامتة!

تصاعدت وتيرة الصراع بين إيران وتركيا على ارض عراقية من دون موقف رسمي تبديه الحكومة. وبرز الصراع بشكل جلي من خلال تصريحات سفيري البلدين لدى بغداد.

وزادت التوترات بعد استدعاء الخارجية التركية سفير طهران لدى أنقرة، أمس الأحد، على خلفية تصريحات سفير إيران لدى بغداد بشأن التواجد التركي بالعراق، في خطوة هي الثانية خلال 3 أشهر، ما يعطي إشارة واضحة إلى أن الخلاف التركي الإيراني بات عميقا.

ويرجع التوتر التركي الإيراني في العراق إلى قضاء سنجار شمالي البلاد، والذي تسعى إيران لأن يكون نقطة عبور الفصائل الموالية لها بين العراق وسوريا، فيما تتدخل تركيا لملاحقة أعضاء حزب العمال الكردستاني المتمركزين في القضاء ذاته.

كان سفير إيران لدى العراق، إيرج مسجدي، قال في مقابلة مع شبكة “رووداو” الاعلامية إن “إيران لا تقبل بوجود قوات أجنبية في العراق (…) ونحن نرفض التدخل العسكري، ويجب أن لا تكون القواتُ التركية بأي شكل من الأشكال مصدرَ تهديدٍ للأراضي العراقية ولا أن تقومَ باحتلالها”.

وأضاف السفير الإيراني: “على الأتراك أن ينسحبوا إلى خطوط حدودهم الدولية وينتشروا هناك وأن يتولى العراقيون بأنفسهم ضمان أمن العراق”.

لكن الرد التركي جاء عبر سفيرها لدى بغداد، فاتح يلدز، الذي قال في تغريدة إن “سفير إيران هو آخر شخص يمكن أن يعطي تركيا درسا في احترام حدود العراق”، وقامت باستدعاء السفير الإيراني في البلاد.

في المقابل، طالب رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، باحترام سيادة بلاده وعدم التدخل في شؤونها، في إشارة واضحة إلى التراشق الإعلامي بين السفيرين الإيراني والتركي لدى بغداد – نقلا عن صحيفة صوت العراق )

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here