لعبة الشرعية

لعبة الشرعية، الدكتور صالح الورداني
—————-

يتسلح الحكام على الدوام بما يسمونه بالشرعية..
وباسم الشرعية هلكت شعوب وخربت أوطان..
وقد تم تخريب اليمن وإهلاك اليمنيين من أجل شرعية عبد ربه منصور هادي وعصبته..
في حين لا يتحدثون عن الشرعية في سوريا أو أوكرانيا أو في جزيرة العرب..
إن الحكومات التي تسير وفق المنظومة الدولية التي تخدم الأمريكان والصهاينة هى التي تستحق الشرعية..
والحكومات التي تخرج عن هذه المنظومة يجب القضاء عليها وإهلاك شعوبها وفق ما يسمى بالشرعية الدولية..
و فقهاء اليوم وظيفتهم العمل على إضفاء الشرعية على الحكومات وفرق الإرهاب من خوارج العصر..
ومسألة الديمقراطية والحريات وصندوق الانتخاب بالنسبة للحكام ماهى إلا لافتات يستترون بها وشعارات يرفعونها حين يحاصرون ويشعرون بالخطر..
أما عقيدة الفقهاء فهى ضد الحريات وضد الآخر وداعمة للظلم والاستبداد..
وهو ما تشهد به مصادرهم ومنشوراتهم التي تعتبر الحاكم شخصية مقدسة وتوجب طاعة ولاة الأمور وإن كانوا طغاة مجرمين..
وهؤلاء الحكام الذين قدسوهم وأوجبوا طاعتهم على مستوى الماضي والحاضر لم يحكموا بإرادة المسلمين ولا وصلوا للحكم بطرق مشروعة ، بل فرضوا عليهم فرضاً عن طريق التوريث تارة وبالقوة تارة أخرى ..
وعلى رأس المصادر التي تفضح هؤلاء الفقهاء الأدعياء كتب العقائد التي يدينون بها ويعدونها وسيلة النجاة من النار وينسبونها للسلف..
هم على مستوى الماضي والحاضر يرَوْنَ إِقَامَةَ الْحَجِّ وَالْجِهَادِ وَالْجُمَعِ وَالأَعْيَادِ مَعَ الأُمَرَاءِ أَبْرَارًا كَانُوا أَوْ فُجَّارًاِ..
وينسبون لرسول الله (ص) قوله: أطع الأمير وإن جلد ظهرك وأخذ مالك..
وفقهاء الماضي كانوا يقرون بفجور الحكام وفسادهم ومع ذلك أوجبوا على المسلمين السمع والطاعة لهم وعدم جواز الخروج عليهم..
وفقهاء الحاضر يعلمون بفجور الحكام وفسادهم وعمالتهم لأعداء الدين والوطن الظاهرة للعيان ، ومع ذلك يضللون المسلمين عنهم ويباركونهم ويضفون عليهم الشرعية..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here