تقرير جريدة الواشنطن بوست حول زيارة قداسة البابا للسيد السيستاني …

ترجمة: د. رمضان مهلهل سدخان

أور، العراق – السبت 6 آذار 2021.

التقى البابا فرانسيس يوم السبت مع أحد أكبر المراجع في العالم الإسلامي، ألا وهو آية الله العظمى السيد علي السيستاني المتواري عن الإعلام، في مسعىً لتوطيد العلاقات بين الأديان التي عانت قروناً من سفكِ دماءِ بعضِها الآخر. ويشكّل لقاءُ السبت الذي جمع البابا مع آية الله العظمى قطبَ رحى زيارةِ فرانسيس التي تستغرق أربعة أيام الى العراق، نظراً لما يملكه المرجع السيستاني من تأثير على الإسلام الشيعي.

فهو الشخصية البارزة بالنسبة للشيعة في العراق وكذلك للكثير من الشيعة في دول الشرق الأوسط – سيما وهو المعروف بأنه نادراً ما يفتح بابه لزعماء العالم. هذا اللقاء الخاص، الذي دامَ 50 دقيقة، أي أطول بقليل مما مخطط له، جرى في منزل السيد السيستاني المتواضع في النجف، وهي أقدس مدينة شيعية في العراق.

حصل هذا اللقاء دون حضور وسائل الإعلام، لذا من غير الواضح ما إذا كان فرانسيس أو السيستاني هو مَن تحدّثَ أكثر في حوارهما. هذا وعرضَ التلفزيون العراقي صفاً من سيارات الدفع الرباعي في الشارع الذي يسكن فيه السيستاني وكذلك سيارة مرسيدس استخدمها البابا كانت متوقفة بالقرب من منزله. ووصف الفاتيكان هذا اللقاءَ بأنه “زيارة محبة” مضيفاً بأن نجل السيد السيستاني محمد رضا هو أول مَن استقبلَ فرانسيس في مقر إقامته.

ويشير اللقاء بين فرانسيس والسيستاني في حد ذاته إلى إظهار رمزي الى أتباعهما بشأن أهمية التعاون. وهذه الرسالة هي الأكثر تأثيراً نظراً للوضع القائم في العراق، وهي أمه تمزّقها التناحرات الدينية التي تبدو عصية على الحل.

يُذكر بأن المسيحيين فرّوا من العراق زرافات زرافات. فيما كان السنة والشيعة يتنافسون على السلطة. فضلاً عن أن الأقليات العرقية وجدت نفسها هدفاً للعنف أثناء فترة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي سيطرَ قبل بضع سنوات على ما يقرب من ثلث الأراضي العراقية.

ويُنظَر إلى السيد السيستاني، البالغ من العمر 90 عاماً، على أنه شخصية معتدلة في العراق، وعلى مرّ السنين أظهرت تصريحاتُه التأثيرَ الذي يتمتع به. فهو الذي حثّ العراقيين على التصويت في الانتخابات. كما ساهم في تنحّي رئيس الوزراء [السابق] عن السلطة. وأيضاً ساهمَ في قلب الطاولة على داعش عن طريق إصدار فتوى تدعو العراقيين للانخراط في القتال ضد تلك الجماعة. وبرغم ذلك كان لذلك التدخل نتائج غير متوقعة، كونه سمح أيضاً للجماعات التي تدعمها إيران – والمشترِكة في القتال – في تعظيم قوتها وتأثيرها على البلاد.

وبرغم ولادة السيستاني في إيران، إلاّ أنه يعارض النظريات الثيوقراطية [الدينية] التي تقوم عليها الدولة الإيرانية. إذ يرى السيستاني بأن رجال الدين يجب أن يكون دورهم هو إعطاء المشورة، بدلاً من انخراطهم في عملية صنع القرار الحكومي. إن لقاء فرانسيس ليس تأييداً لوجهة نظر السيستاني، لكنه يمكن أن يمنح أتباعه شعوراً بالدعم والتشجيع.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here