الأسرة النبوية الحجازية المقدسة بعيون اهل الاهوار.. يوميات ابو فالح

الأسرة النبوية الحجازية المقدسة بعيون اهل الاهوار
يوميات ابو فالح
بقلم الكاتب :عبدالله عامر
السادة تلك العلامة الفارقة والبصمة النهائية لكل عمل حياتي فلا تخلو مناسبة او حدث عصيب او مستعصي الا وترى نفرا يمثل هذه التجمع حضوريا ويعاب كل محفل ينقصه إحدى السادة فذلك الشماغ الأسود والاخضر يحضى بتبجيل مقدس من بقيه الاشمغه والطرابيش والعمائم فلا يعلوا اي زي على قدسيته، ايام محرم الحرام في الاهوار ما هي إلا كرنفال عن الوجع الحقيقي فالحسين نار مستعرة في قلب كل ساكنين الاهوار والعباس ذاك الفخر والحد الذي لا تكسب الأمان الا بعقد رايته، بين خضم هذه الاحاسيس التي ولدتها الفطره الإنسانية السليمة، في سنوات جريت المنصرمة يقيم الشيخ عبطان البداي رحمه الله منبرا لحادثة عاشوراء سنوي، يرتقيه احد المشايخ الدينية مقابل ما يكرم به هذا الشيخ من أموال وشلب وسمك وحتى تتن فهذه الأشياء هي المواد الاستهلاكية لتلك الحقبة، تجتمع الناس ليلا بعد عناء يوم متعب في السرح والزراعة لتواسي الزهراء بفاجعتها فدموع المنهكين أشد صدقا والم وشعور بالمصيبة، يضم التجمع القاصي والداني لساكني تلك القصبات التي تأتي سيرا او بزوارق خشبية فلا تشاهد الا (اللوكز) المنير يقترب اكثر ليزداد اشتعال وتوهج داخل المضيف، بدأ التوافد لا يخلو من المصافحة المتكررة لمن يدخل على الشيخ القارى والحضور حتى كان من بين الحاضرين احد السادة فأثناء وصوله إلى مطالسة الشيخ القارى لم يقم للسيد بل مد يده فقط، فشاهد الشيخ عبطان هذه الحادثة التي تحز بالنفس بما فيها من عدم مقبولة وكسر لاحد ابروتوكول استقال السادة المعروف انذاك ، تكتم عن ان يسأل الشيخ القارى حتى اتم المجلس وختمه وبدأ الناس بالذهاب فخلى المضيف الا منهما، صاحب الفراضة لم يكن فراضة جزافا ابدا على الإطلاق فلكل شيء وزن وتصرف يليق بحجم ما يحدث فهو رأى حفيد لصاحب المصيبة الإمام الحسين لم يلقى الاحترام الكافي في داخل مضيفه وهو بوسط عزاء جده، الأمر لدى الشيخ عبطان هو مخاطبة الذي يسهوا او يخطأ بخطاب الحمكة والتحسس المباشر، سأل الشيخ عبطان قارى العزاء، انا رزقني الله بعدد من الأولاد واريد ان اجعل اثنان منهم الأول شيخ ديني معمم والآخر سيد!!!كان رد الشيخ القارى بأن الأول يمكنه ان يدرس الفقه في النجف انذاك وبأمكاني مساعدته، لكن طلبك ان يصبح الثاني سيدا فهذا امر محال لان السيودية امر نسبي ووراثي وليس شيء مكتسب او اعتناق فهذا حصرا بمن ينحدر من محمد وال محمد !!! اجابه الشيخ عبطان اذا كنت تعلم أن السيودية امر صعب ومصدره محمد وال محمد لماذا لم تقم لمن هو حفيد إلى محمد!!! هنا عرف الشيخ المغزى من وراء هذا السؤال الجوهري ذو الأبعاد العظيمة معبرا عن تأسفه لما حدث بأشد عبارت التأسف حتى سوي الأمر بالاخير بعدما اوصل له الشيخ عبطان رسالته الإنسانية ، فالشيخ عبطان لم يريد التوبيخ بقدر ما أراد تذكر الآخرين بمنزلة ال محمد فهنا ضرب أروع آيات النصرة لآل النبي ويطبق عليه القول القائل مناصرا للحسين لسانا وعملا، فهو قد أقام الأمرين، امر بالمعروف وكان متصالحا مع ذاته فكيف يقيم عزاء للحسين وحفيد الحسين في العزاء انتهك احترامه، وادى ما يتطلبه العرف العشائري الموروث فجمعهما سويا في خطاب واحد، رحمك الله يا أبا فالح وشفيعك الحسين عليه السلام

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here